يُعتبر تساقط الشعر الوراثي (والذي يُدعى أيضاً بالصلع الوراثي) أشيع سبب لتساقط الشعر عند الرجال والنساء، وتُعد الوراثة العامل المتّهم في إحداث مشكلة الصلع، وبالتالي فإن علاج تساقط الشعر في هذه الحالة يعتمد على كبح عمل المورثات المسؤولة عن تساقط الشعر، وإعطاء الأدوية التي تحفّز نمو الشعر، وتنشّط دورة حياته، وكمثال آخر لدينا سعفة الرأس، والتي تنتج عن إصابة فطرية، وعلاج تساقط الشعر الناتج عن السعفة يعتمد على مضادات الفطور الفموية لمدة لا تقل عن حوالي 6 أسابيع.
لكن هل يقتصر علاج تساقط الشعر على الأدوية فقط؟!
بالطبع لا، ظهرت مؤخراً في العقود الأخيرة طرق جراحية جديدة في علاج تساقط الشعر، ألا وهي زراعة الشعر، والتي أحدثت ضجّة كبيرة بسبب نتائجها المبهرة.
نلجأ في هذه الطريقة إلى نقل الجريبات الشعرية من المناطق المشعرة في الرأس، إلى مناطق الصلع أو المناطق الفاقدة للشعر.
تابع معنا هذا المقال لتتعرف على تفاصيل علاج تساقط الشعر.
ما هي أسرار الشعر الصحي؟!
بلا شك فإن الشعر الصحي هو حلم أي امرأة أو رجل، لكن هناك العديد من العوامل التي تتعلق بصحة الشعر، منها ما هو قابل للتغيير ومنها لا، فبينما تلعب العوامل الوراثية دوراً رئيسياً في ذلك، فإن الحمية الغذائية وعوامل الطقس والتلوث وطريقة التعامل مع الشعر؛ جميع ما سبق يتدخّل في حصولك على شعر صحي.
ومن أسرار الحصول على شعر صحي:
الإكثار من تناول البروتين:
إنّ النظام الغذائي هو عامل مهم وضروري في صحة الشعر وفروة الرأس، وإن تناول نظام غذائي لا يحوي على الفيتامينات (مثل فيتامين البيوتين B7) والمعادن والبروتينات سيسبب ضرراً للشعر، إذ إنّ الشعر مكوّن بشكل أساسي من البروتينات؛ لذا على كل شخص أن يكون حريصاً على تناول 45 غرام من البروتينات بشكل يومي، ومن هذه الأطعمة الغنيّة بالبروتينات:
- اللحم الطري.
- الدجاج.
- السمك.
- الفول.
- منتجات الألبان قليلة الدسم.
- البيض.
تجنّب نقص الزنك:
إن عوز الزنك قد يُلحق الضرر بالشعر ويسبّب تساقطه؛ لذا عليك الإكثار من الأطعمة التي تحتويه كاللوز والجوز والكاجو.
اعرف نوعية شعرك:
هناك آراء متضاربة حيال عدد المرات اللازمة لغسيل الشعر، لكن هذا الأمر يعود بالدرجة الأولى إلى عدة أمور:
- نوعية الشعر وملمسه.
- عدد مرات استخدام منتجات الشعر.
- مستوى نشاطك الحركي.
فعلى سبيل المثال، الأشخاص الذين لديهم شعر ذو طبيعة زيتية يجب عليهم الاستحمام كل يوم.
اختر الشامبو المناسب:
قد يتسبب استعمال الشامبو ومواد التصفيف الخاطئة بأذيّة للشعر، لذا عليك أن تبحث عن المنتجات المناسبة لنوعية الشعر لديك (فقد يكون شعرك زيتياً أو جافاً أو عادياً) وأن تستهدف المشاكل التي تعاني منها كقشرة الرأس.
وتذكر دائماً أن تكلفة المنتج لا تشير بالضرورة إلى جودته أو عدم إلحاقه الضرر بالشعر.
تعرّف أكثر على أسرار الشعر الصحي.
كيف أفرّق بين تساقط الشعر الطبيعي من التساقط غير الطبيعي؟!
يحدث في الحالة الطبيعية أن يتساقط الشعر، ولا يُعتبر هذا التساقط مرضياً، بسبب أن الشعرة تمتلك ما يسمى بدورة الحياة والتي تنتهي بالتساقط. يبلغ المعدل الطبيعي لتساقط الشعر بين 50 ل100 شعرة في اليوم، وأكّدت الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية على ذلك، وفي غالب الأحيان يُعتبر هذا التساقط غير ملاحظ، إلّا في حال كان الشعر طويلاً، عندها يمكن أن يلاحظ الشخص أنّه قد تساقط منه كمية معتبرة من الشعر؛ ويحدث هذا الأمر عند الاستحمام أو تمشيط الشعر، ومع ذلك تُعتبر هذه الحالة طبيعية.
متى نعتبر أن التساقط غير طبيعي وقد يستدعي رؤية الطبيب؟
عندما يحدث كلّاً ممّا يلي:
- التساقط المفاجئ للشعر.
- تشكل وحدوث بقع صلعاء.
- خسارة الشعر بكميات كبيرة.
- الشعور بالحكة والحرق في منطقة التساقط.
- شعور الشخص بالقلق حيال تساقط الشعر.
تعرّف على أسباب تساقط الشعر لديك:
يوجد عدة أسباب لتساقط الشعر، بعضها شائع وبعضها الآخر نادر. بالاعتماد على نوع تساقط الشعر، فقد يكون ناتجاً عن حالة وراثية أو أسباب داخلية أو أسباب خارجية، لذلك وجب على الطبيب وضع التشخيص بدقة، وهنا سنذكر 4 أسباب مختلفة لتساقط الشعر:
-
الثعلبة الأندروجينية:
تشير الثعلبة الأندروجينية إلى خسارة الشعر الوراثية، فإذا حدثت لدى الذكور؛ نسمي هذه الحالة بالصلع من النمط الذكوري، وإذا حدثت لدى الإناث؛ نسمي هذه الحالة بالصلع من النمط الأنثوي.
ويُعتبر هذا النوع من الثعلبة أشيع أسباب تساقط الشعر، ويؤثر على 50% من البشر، وتميل هذه الحالة أن تحدث بشكل تدريجي.
-
داء الثعلبة:
وهي من أمراض المناعة الذاتية التي يحدث فيها أن يهاجم جهاز المناعة الجريبات الشعرية، وينتج عن ذلك تشكل بقع صلعاء كبيرة أو صغيرة الحجم، وقد تصل إلى خسارة كاملة لشعر الرأس.
-
تساقط الشعر الكربي:
يحدث هذا التساقط بشكل مفاجئ نتيجة التعرض لصدمة عاطفية أو فيزيائية؛ كحدث رضي أو فترة من الإجهاد الشديد ومن التوتر النفسي أو الإصابة بمرض خطير.
وقد تحدث تبعاً للتغيرات الهرمونية كالتي تحدث في:
- الولادة.
- بعد الولادة.
- سن اليأس.
- متلازمة المبيض متعدد الكيسات.
تعرّف أكثر على أسباب تساقط الشعر عند النساء وأسباب تساقط الشعر عند الرجال.
-
العلاج الكيميائي:
يخضع مرضى السرطان إلى العديد من العلاجات الكيميائية والتي تستهدف قتل الخلايا السرطانية، ومن الآثار الجانبية التي يعاني منها هؤلاء المرضى تساقط الشعر، لكن بمجرد التوقف عن العلاج سيعود الشعر لنموّه من جديد، فلا داعٍ للقلق!
أسرار علاج تساقط الشعر عند الرجال والنساء:
يوجد هناك علاجات فعّالة لبعض أنواع تساقط الشعر. فقد يكون بإمكاننا معاكسة سبب تساقط الشعر؛ أو على الأقل الحد منه.
لكن في بعض الحالات؛ كما في داء الثعلبة، والتي يحدث فيها تساقط الشعر بشكل بقعي، فإن الشعر يعود لطبيعته خلال سنة، لذلك كما قلنا؛ من الضروري جداً تحديد السبب.
تُصنّف الخيارات العلاجية بشكل عام إلى صنفين: العلاج الدوائي والعلاج الجراحي.
علاج تساقط الشعر الدوائي:
إذا كانت خسارة الشعر تُخفي وراءها مرضاً مستبطناً؛ فإن علاج هذه الحالة المرضية سيكون ضرورياً، وإذا كانت خسارة الشعر مسبَّبة بدواء معين، فقد ينصحك الطبيب بإيقاف استعماله لعدة أشهر.
وهذه الأدوية التي سنذكرها موجّهة لعلاج الصلع الوراثي، منها:
-
المينوكسيديل:
يمكنك استعمال المينوكسيديل بدون وصفة طبية، وهو يتوفر على شكل سائل أو رغوة أو شامبو.
لضمان فعالية هذا المستحضر، عليك بتطبيقه على جلد الفروة مرة باليوم بالنسبة للنساء، ومرتين بالنسبة للرجال.
البعض يفضل استعمال الرغوة عندما يكون الشعر مبلّلاً.
تساعد المنتجات التي تحتوي على المينوكسيديل في إعادة نمو الشعر أو إبطاء معدل التساقط أو كليهما، ويأخذ هذا الأمر مدة لا تقل عن ستة أشهر لمنع المزيد من التساقط ولاستعادة نمو الشعر من جديد.
وفي حال تحقق الفائدة؛ يجب الاستمرار في علاج علاج تساقط الشعر بهذه الطريقة إلى أجل غير مسمى للحفاظ على ذات الفعالية.
ومن مشاكل هذا المستحضر تهيّج فروة الرأس، إضافةً إلى ظهور الشعر في مناطق غير مرغوبة من الوجه أو اليدين.
-
الفيناسترايد:
يُوصف هذا المستحضر الدوائي للرجال الذين يعانون من خسارة الشعر فقط، ويمكن تناوله يومياً على شكل حب.
حدث لدى العديد من الرجال الذين تعاطوا دواء فيناسترايد تباطؤاً في خسارة الشعر، وبعضهم الآخر حدث لديه نمواً للشعر من جديد، فهو يساعد على منع تأثير هرمون الأندروجين على الجريبات الشعرية.
قد نحتاج إلى عدة أشهر لمعرفة فعالية العلاج من عدمها، وفي حال تحققت الفائدة فيجب الاستمرار في تناوله للمحافظة على هذه الفائدة.
قد لا يحقق هذا الدواء فائدة لدى الرجال فوق الستين سنة في علاج تساقط الشعر
تتضمن الآثار الجانبية النادرة للفيناسترايد انخفاض الرغبة الجنسية وتراجع الوظيفة الجنسية وتزايد خطر الإصابة بسرطان البروستات.
-
أدوية أخرى:
تتضمن خيارات علاج تساقط الشعر الفموي الأخرى: سبيرونولاكتون أو دوتاستيريد.
جراحة زراعة الشعر:
في معظم حالات تساقط الشعر الدائم، فإنّ قمة الرأس هي التي تتأثر، لذا يمكن في جراحة زراعة الشعر أن نحقق فائدة عظمى من الشعر المتبقي.
خلال عملية زراعة الشعر، يقوم أخصّائي الجلدية أو طبيب التجميل بإزالة الشعر من منطقة الرأس التي تحتوي على شعر وزراعتها في مكان البقعة الصلعاء، أي بمعنى آخر يتم نقل بصيلات الشعر من أماكن تواجدها إلى المناطق التي خسرت الشعر. في بعض الأحيان يقوم الجرّاح بأخذ شريحة أكبر من الجلد والتي تحتوي على مجموعات شعرية متعددة.
لا يتطلب هذا الإجراء إقامة في المشفى، لكن قد نضطر إلى إعطاء المسكنات لتخفيف الألم وإراحة المريض.
تتضمن الاختلاطات المحتملة لهذا الإجراء النزف والتكدّم والتورم والإنتان، لكن مع الأسف قد تحتاج إلى أكثر من عمل جراحي للوصول إلى الفائدة التي ترجوها، وقد تحدث خسارة الشعر الوراثية بالرغم من إجراء الجراحة.
وفي نهاية المقال، يجب التنبيه على ضرورة استشارة الطبيب قبل الإقدام على علاج تساقط الشعر ، لأن سبب التساقط قد يكون بسيطاً وعلاجه بسيط، وبالتي لا يكون هناك حاجة إلى عمليات الزرع أصلاً!
مدونات ذات صلة :
هل تكلفة زراعة الشعر في تركيا مرتفعة؟
هل يمكن زراعة الأسنان بدون جراحة ؟
مميزات وعيوب ابتسامة المشاهير في تركيا
