تتمثل الوظيفة الرئيسية للخلط المائي (السائل الذي يملأ الحجرة الموجودة في مقدمة العين) في توفير العناصر الغذائية والأوكسجين للقرنية والعدسة، ويعمل الخلط المائي أيضًا على إزالة النفايات والدم وغيرها من الحطام، ويحافظ على الشكل والضغط داخل مقلة العين.
إذا حدث خلل في ضغط هذا السائل قد تصاب بمياه العين الزرقاء أو الجلوكوما.
فما هو هذا المرض وماهي أعراضه ولماذا يُعتبر السارق الصامت للبصر؟!
هذا ما ستتحدث عنه المقالة..
سنتحدّث في هذه المقالة عن تعريف الجلوكوما أو الزرق بالإضافة إلى الآلية الإمراضية المرتبطة بها وأنواعها وأهميتها..
ما هي المياه الزرقاء في العين (الزرق Glaucoma):
الجلوكوما أو المياه الزرقاء في العين هي مجموعة من اضطرابات العين التي يمكن أن تسبّب فقدان البصر والعمى عن طريق إتلاف العصب الموجود في الجزء الخلفي من العين والمُسمى بالعصب البصري، والذي يحمل المعلومات من العين إلى الدّماغ.
الآلية الإمراضية:
تتطوّر الجلوكوما أو المياه الزرقاء في العين عندما يبدأ تلف العصب البصري، ومع تدهور هذا العصب تدريجيًا، تظهر بقع عمياء في الرؤية.
لأسباب غير مفهومة بشكل كامل، يرتبط هذا التلف للعصب البصري بارتفاع الضغط داخل العين.
يحدث ارتفاع ضغط العين نتيجة تراكم السّوائل التي تتدفّق في جميع أنحاء باطن العين (الخلط المائي).
الخلط المائي هو عبارة عن سائل يشبه الماء يقع أمام العدسة، وهو سائل منخفض اللزوجة يتم إفرازه وإعادة امتصاصه باستمرار، مع التوازن بين هاتين العمليتين يتم تنظيم حجم وضغط السائل داخل العين، ويتغير الأداء السليم له عند حدوث خلل بين الإفراز وإعادة الامتصاص، وقد تظهر حالات مرضية حينها.
ويحصل ذلك عندما تفرز العين الكثير من السوائل أو لا يعمل نظام الصرف بشكل صحيح، فيزداد ضغط العين.
أنواع المياه الزرقاء في العين:
-
الزرق مفتوح الزاوية.
هذا هو الشّكل الأكثر شيوعًا من المياه الزرقاء في العين (الزرق أو الجلوكوما)، حيث تبقى زاوية التّصريف التي تشكّلها القزحية والقرنية مفتوحة، لكنّ الأجزاء الأخرى من نظام التصريف لا تقوم بعملها بشكل صحيح، وقد يؤدي هذا إلى زيادة بطيئة وتدريجية في ضغط العين.
-
الزرق مغلق الزاوية.
يحدث هذا النوع عندما تكون قزحية العين قريبة جدًا من زاوية التصريف في العين، إذ يمكن أن تنتهي القزحية بسدّ زاوية التصريف.
يمكن التّفكير في الأمر وكأنه قطعة من الورق تنزلق فوق مصرف بالوعة. عندما تُسدّ زاوية التّصريف تمامًا، يرتفع ضغط العين بسرعة كبيرة وتُسمى هذه الحالة هجمة حادة من الزرق.
إنها حالة طوارئ حقيقية للعين، ويجب عليك الاتصال بطبيب العيون الخاص بك على الفور وإلا فقد تصاب بالعمى!
-
الزرق طبيعي الضغط.
لا أحد يعرف السبب الدقيق لتلف العصب البصري عندما يكون ضغط العين طبيعيًا. قد يكون العصب البصري حساسًا أو يعاني من تدفق دم أقل، وقد يكون سبب هذا التدفق المحدود للدم هو تراكم الترسبات الدهنية في الشرايين أو حالات أخرى تضرّ بالدورة الدموية (يُعرف أيضًا تراكم الرواسب الدهنية في الشرايين باسم تصلب الشرايين).
-
الزرق عند الأطفال.
قد يولد الطفل مصابًا بمرض المياه الزرقاء في العين (الجلوكوما) أو يصاب به في السّنوات القليلة الأولى من حياته، قد يتسبّب الصّرف المسدود، الرّض، أو حالة طبية مستبطنة في تلف العصب البصري.
-
الزرق الصباغي.
في الجلوكوما الصباغية، تتساقط حبيبات صباغيّة صغيرة من القزحية وتمنع أو تبطئ تصريف السوائل من العين.
أحيانًا تؤدي الأنشطة مثل الرّكض إلى إثارة حبيبات الصباغ، إذ يؤدي ذلك إلى ترسّب حبيبات الصّباغ على الأنسجة الموجودة في الزّاوية التي تلتقي فيها القزحية والقرنية، وتتسبّب رواسب الحبيبات في زيادة الضّغط.
تميل الجلوكوما إلى الانتشار في العائلات، إذ حدّد العلماء في بعض الأشخاص الجينات المرتبطة بارتفاع ضغط العين وتلف العصب البصري.
أعراض وعوامل خطر المياه الزرقاء في العين (الجلوكوما):
لا تسبّب الجلوكوما عادةً أيّ أعراض في مراحله الأولية؛ إذ يميل إلى التّطوّر ببطء على مدى سنوات عديدة، ويؤثّر على حواف رؤيتك (الرّؤية المحيطية) أولاً.
لهذا السبب، لا يدرك الكثير من النّاس أنهم مصابون بالزرق، وغالبًا ما يتم كشفه فقط أثناء اختبار العين الرّوتيني.
إذا لاحظت أيّ أعراض؛ فقد تشمل عدم وضوح الرّؤية، أو رؤية دوائر ملونة بألوان قوس قزح حول الأضواء السّاطعة.
عادةً ما تتأثّر كلتا العينين، على الرّغم من أنّها قد تكون أسوأ في عين واحدة.
في بعض الأحيان، يمكن أن تتطوّر المياه الزرقاء في العين فجأةً كما في الزرق مغلق الزاوية، ويسبب:
- ألماً شديداً في العين.
- غثياناً وإقياء.
- عيناً حمراء.
- صداعاً.
- مضضاً (ألم بالجس) حول العينين.
- رؤية الحلقات حول الأضواء.
- عدم وضوح الرؤية.
عوامل خطر المياه الزرقاء في العين:
يصيب في الغالب البالغين الذين تزيد أعمارهم عن 40 عامًا، ولكن يمكن أن يصاب به الشّباب والأطفال وحتى الرّضع.
من المرجح أن تصاب به إذا:
- كنت من أصل أفريقي أمريكي، أيرلندي، روسي، ياباني، إسباني، إنويت، أو اسكندنافي.
- تجاوزت سن ال40.
- كان لديك قصّة عائلية للجلوكوما.
- كان لديك قصر البصر أو مد البصر.
- كنت تعاني ضعفاً بالرّؤية.
- كنت مصاباً بداء السكري.
- كنت تتناول بعض الأدوية السّتيروئيدية .
- كنت تتناول بعض الأدوية للسّيطرة على المثانة أو نوبات الاختلاج، أو بعض علاجات البرد التي لا تستلزم وصفة طبية.
- تعرّضت لإصابة في عينك.
- كان لديك قرنية أرقّ من المعتاد.
- كنت تعاني من ارتفاع ضغط الدم، أمراض القلب، السّكري، أو فقر الدّم المنجلي.
- كنت تعاني من ارتفاع ضغط العين.
تشخيص وعلاج الجلوكوما أو المياه الزرقاء في العين:
التشخيص.
الطّريقة الوحيدة المؤكّدة لتشخيص الجلوكوما هي فحص العين الشّامل، إذ لا يكفي لتشخيص الجلوكوما فحص ضغط العين فقط.
أثناء فحص المياه الزرقاء في العين، سيقوم طبيب العيون الخاص بك بما يلي:
- قياس ضغط العين.
- فحص زاوية تصريف العين.
- فحص العصب البصري للبحث عن الضرر.
- اختبار الرؤية المحيطية (الجانبية).
- التقاط صورة أو قياسات حاسوبية للعصب البصري.
- قياس سمك القرنية.
- يستخدم طبيب العيون المصباح الشقي لفحص عيون المرأة.
الجلوكوما هو سارق البصر الصامت!!
لا تظهر أعراض الجلوكوما في مراحلها المبكرة.
في الواقع، نصف المصابين بالجلوكوما لا يعرفون أنّهم مصابون بها! يمكن أن تساعد فحوصات العين المنتظمة طبيب العيون في العثور على هذا المرض قبل أن تفقد الرّؤية، إذ يمكن لطبيب العيون أن يخبرك بعدد المرّات التي يجب أن تخضع فيها للفحص.
علاج المياه الزرقاء في العين أو الجلوكوما:
لا يمكن عكس أي فقدان للرّؤية كان قد حدث قبل تشخيص المياه الزّرقاء أو الجلوكوما، ولكنّ العلاج يمكن أن يساعد في إيقاف تدهور الرّؤية لدى المصاب بالمرض.
يعتمد العلاج الموصى به لك على نوع الجلوكوما أو الماء الأزرق في العين الذي تعاني منه، ولكن الخيارات هي:
- قطرات العين؛ لتقليل الضّغط في العينين.
- العلاج بالليزر؛ لفتح أنابيب التصريف المسدودة أو تقليل إنتاج السوائل في عينيك.
- الجراحة؛ لتحسين تصريف السوائل.
- غالباً ستحتاج أيضًا إلى مواعيد منتظمة لمراقبة حالتك والتحقق من نجاح العلاج.
الوقاية من الجلوكوما (المياه الزرقاء في العين):
قد تساعد هذه الخطوات في اكتشاف وتدبير الجلوكوما أو الماء الأزرق في العين في مراحله المبكرة، إذ قد يساعد ذلك في منع فقدان البصر أو إبطاء تقدمه.
-
احصل على فحوصات منتظمة للعين.
يمكن أن تساعد فحوصات العين الشّاملة المنتظمة في الكشف عن الجلوكوما في مراحلها المبكرة، قبل حدوث ضرر كبير. كقاعدة عامة، توصي الأكاديمية الأمريكية لطب العيون بإجراء فحص شامل للعين:
كل 5 إلى 10 سنوات إذا كان عمرك أقل من 40 عامًا.
كل 2 إلى 4 سنوات إذا كان عمرك 40 إلى 54 عامًا.
كل 1 إلى 3 سنوات إذا كان عمرك 55 إلى 64 عامًا.
كل عام إلى عامين إذا كان عمرك أكبر من 65 عامًا.
-
إذا كنت معرضًا لخطر الإصابة بالجلوكوما؛
فستحتاج إلى مزيد من الفحص المتكرر، اطلب من مقدم الرعاية الصحية أن يوصي بجدول الفحص المناسب لك.
-
تعرف على تاريخ صحة عين عائلتك.
يميل الجلوكوما إلى الانتشار في العائلات، لذلك إذا كنت في خطر متزايد، فقد تحتاج إلى مزيد من الفحص المتكرر.
-
ارتدِ واقياً للعين.
يمكن أن تؤدي إصابات العين الخطيرة إلى الجلوكوما، لذا يجب عليك أن ترتدي حماية للعين عند استخدام الأدوات الكهربائية أو ممارسة الرياضة.
-
خذ قطرات العين الموصوفة لك بانتظام.
يمكن لقطرات الجلوكوما العينية أن تقلل بشكل كبير من خطر تطور ضغط العين المرتفع إلى الجلوكوما، استخدم قطرات العين كما هو موصوف لك من قبل طبيب العيون الخاص بك حتى لو لم تكن لديك أعراض.
وهكذا رأينا أنّ المياه الزرقاء في العين هو اسم يُطلق على الأمراض التي تتسبب في تلف العصب البصري -الذي يحمل السّيالات العصبية إلى الدماغ ليقوم بتفسيرها- لذلك يُعتبر المرض مهدداً للبصر.
وبما أنّ المرض يُعتبر السارق الصامت للبصر -لأنّ أعراضه تتأخر حتّى مراحله المتأخرة- فيجب علينا ألا نقلّل من أهمية الفحص السريري الدّوري للعين عند طبيب العيون حتى لو كنّا نشعر بأنّنا على ما يرام ولا نشعر بأيِّ أعراض.
مدونات ذات صلة :
هل تكلفة زراعة الشعر في تركيا مرتفعة؟
هل يمكن زراعة الأسنان بدون جراحة ؟
مميزات وعيوب ابتسامة المشاهير في تركيا
