سنلقي نظرة على مفهوم قصر النظر، والعوامل التي تسهم في ظهوره، وكيفية التعرف على أعراضه المحتملة، سنستكشف أيضًا متى يجب عليك الشك في إصابتك بقصر النظر والخطوات التي يمكنك اتخاذها لاستشارة طبيب العيون والحصول على التقييم والعناية اللازمة، تابع القراءة لمعرفة تفاصيل أكثر.
ما هو قصر النظر (ميوبيا Myopia)؟
قصر النظر هو أحد أشكال عيوب انكسار الضوء في العين، يرى فيه المريض الأجسام البعيدة ضبابيةً وغير واضحة أما الأجسام القريبة فتكون واضحة وذلك لأنه في حالة قصر النظر يكون انحناء القرنية أكثر من الطبيعي، أو تقوم عدسة العين بكسر الضوء الذي يعبر منها أكثر من اللازم مما يؤدي إلى انكسار الضوء بشكل خاطئ وبالتالي تتركز أشعة الضوء أمام الشبكية بدلاً من تركزها عليها.
ماذا يحدث عند الإصابة بقصر النظر؟
تعتبر صعوبة الرؤية للأشياء البعيدة من بين العلامات الرئيسية لقصر النظر، وقد تترافق مع أعراض شائعة أخرى، مثل الصداع نتيجة إجهاد العين والحوَل في العينين، يكون قصر النظر عادة بدايةً لدى الأطفال ما بين سن 6 و 13 عامًا، ويمكن أن يكون له تأثير على قدرتهم على القراءة من بعيد، مما يجعلهم يواجهون صعوبة في متابعة السبورة في المدرسة، يمكن أن تكون هذه المشكلة مصدر قلق للأطفال، وقد يبديون ذلك من خلال سلوكيات معينة، منها:
- الجلوس قريبًا جدًا من التلفزيون أو الكمبيوتر، أو تقريب هواتفهم من وجوههم.
- تقريب الكتب من وجوههم أثناء القراءة بسبب صعوبة رؤية الكلمات البعيدة.
- فرك العيون بشكل متكرر.
- تكرار حالات الصداع.
- عدم الرغبة في المشاركة في الأنشطة الرياضية التي تتطلب تركيزًا.
هذه الصعوبات قد تؤثر على أداء الطفل في المدرسة وتؤدي إلى تراجع أدائه الدراسي، إذا لاحظت أن طفلك يظهر أيًا من هذه السلوكيات أو أعراضها، يُفضل مشاورة طبيب العيون لتقديم التقييم والرعاية اللازمة.
هل لديّ خطر الإصابة بقصر النظر؟
- يمكن أن تلعب العوامل الوراثية دورًا في زيادة خطر الإصابة بقصر النظر، خاصة إذا كان أحد الوالدين أو كلاهما مصابًا بالحالة، لذا يُفضل إجراء فحوصات منتظمة إذا كان هناك تاريخ عائلي لقصر النظر.
- قضاء وقت طويل أمام شاشات الحواسيب والأجهزة الإلكترونية يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بقصر النظر، لذا من المهم أخذ استراحات منتظمة والقيام بتمارين للعين أثناء العمل.
- يتزايد خطر الإصابة بقصر النظر لدى الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري، لذا يجب على مصابي السكري الاهتمام بصحة عيونهم وإجراء الفحوصات الدورية.
- للأطفال الذين يقضون أوقاتاً طويلة أمام شاشات الأجهزة الإلكترونية، يجب أن يكونوا حذرين، حيث يمكن أن يزيد هذا السلوك من خطر الإصابة بقصر النظر.
هل يمكن أن يؤدي قصر النظر للإصابة بأمراض أخرى؟
سنتحدث عن بعض مضاعفات الإصابة بقصر النظر، فقد يؤدي قصر النظر عند الأطفال إلى الإصابة بأمراض أخرى مثل:
- الحَوَل: تتجه العيون لاتجاهات مختلفة.
- العين الكسولة عند الأطفال: عندما تكون حدة النظر في إحدى العينين أفضل من الأخرى.
وقد يؤدي قصر النظر عند البالغين إلى الإصابة بأمراض أخرى مثل:
- الجلوكوما (ارتفاع ضغط العين Glaucoma) : تُعتبر من مضاعفات قصر النظر.
- انفصال الشبكية: عندما تنفصل شبكية العين عن الطبقة التي تقع تحتها المغذية لها، وهي حالة عاجلة قد تسبب العمى في حال عدم علاجها في الوقت المناسب.
- المياه البيضاء (الساد Cataracts): إذ تصبح عدسة العين ضبابية، مما يؤدي إلى عدم القدرة على رؤية الأجسام بوضوح.
كيف يتم تشخيص حالة قصر النظر؟
- يمكن للطبيب طلب منك قراءة بعض الأحرف على لوحة معينة من مسافة معينة لقياس حدة البصر لديك.
- يطلب منك الطبيب أيضًا قراءة مخطط أثناء النظر عبر جهاز يحتوي على مجموعة متنوعة من العدسات، يقوم الطبيب بتغيير العدسات ويسألك عن تأثير كل تغيير على رؤيتك، هذا يساعده على تحديد العدسة المناسبة لتحسين رؤيتك بناءً على ردودك.
- قد يُجرى لك اختبارات أخرى حسب تقييم الطبيب واحتياجاتك البصرية.
إذا تم تشخيص حالة قصر النظر لديك، فيجب أن تقوم بزيارات دورية لطبيب العيون لمتابعة حالتك وضبط العدسات اللازمة للحفاظ على رؤيتك بوضوح.
أنواع علاج قصر النظر
بعد تشخيص الحالة من قبل الطبيب، يمكن اللجوء إلى ثلاثة أنواع رئيسية من العلاج لمعالجة قصر النظر:
النظارات الطبية:
بعد إجراء الفحوصات الضرورية، يقوم الطبيب بكتابة وصفة طبية تحدد درجة القصر في النظر، يعتمد العديد من المرضى على النظارات الطبية لتحسين رؤيتهم للأشياء البعيدة وضمان رؤية أفضل.
العدسات اللاصقة:
تُستخدم العدسات اللاصقة أيضًا لتصحيح قصر النظر، ومع ذلك يجب أخذ العناية بنظافة العدسات جيدًا، حيث أن استخدام العدسات اللاصقة يزيد من مخاطر انتقال الجراثيم إلى العين.
ملحوظة: يمكن أن تتغير درجة قصر النظر بمرور الوقت، لذا عند استخدام النظارات أو العدسات اللاصقة، يجب أن يكون هناك انتظام في مراجعة الطبيب لضبط العدسات بحيث تظل مناسبة لاحتياجات الفرد.
العلاج الجراحي:
الجراحة العينية قادرة على تحسين الرؤية بشكل كبير، حيث يستخدم الجراح الليزر لإعادة تشكيل القرنية بهدف تصحيح قصر النظر، هناك عدة أنواع من الجراحة العينية المتاحة، منها:
- تصحيح تحدب القرنية بمساعدة الليزر (الليزك – LASIK): يقوم الطبيب بإنشاء سديلة رقيقة في القرنية ويستخدم الليزر لتصحيح شكلها. هذا النوع من الجراحة شائع جدًا، حيث تكون فترة النقاهة أقصر وأقل إزعاجًا مقارنة ببعض الجراحات الأخرى للقرنية.
- اقتطاع القرنية تحت الظهارة بمساعدة الليزر (LASEK): يشبه هذا الإجراء السابق، ولكن يتم إنشاء السديلة في الطبقة الخارجية فقط من القرنية (الظهارة).
- اقتطاع القرنية بالانكسار الضوئي (PRK): يشبه الإجراءات السابقة، ولكن يتم إزالة الطبقة الخارجية بالكامل من القرنية (الظهارة).
- استئصال العُديسة عبر قطع جراحي صغير (SMILE).
يجب ملاحظة أن الجراحة العينية قد لا تكون مناسبة للجميع الذين يعانون من قصر النظر، من المهم التحدث مع الطبيب واختيار النوع المناسب من الجراحة بناءً على حالتك الشخصية.
في الختام، يجب أن نفهم أن قصر النظر هو حالة شائعة يمر بها الكثير من الأشخاص، وقد تتطور مع مرور الوقت. علاماته وأعراضه يمكن أن تختلف من شخص لآخر، وقد تكون خفيفة أو واضحة بشكل كبير، إذا كنت تشعر بأي تغيير في رؤيتك أو تواجه أية صعوبة في رؤية الأشياء بشكل واضح، فيجب عليك مراجعة طبيب العيون. فالكشف المبكر يمكن أن يساعد في تقديم العناية المناسبة والعلاجات التي تحتاجها عينيك للحفاظ على رؤيتك بشكل جيد، لا تتردد في طلب استشارة طبية عندما تشعر بأي مشكلة في رؤيتك، حيث يمكن للمهنيين في مجال العيون أن يساعدوك في التحقق من حالتك واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان صحة ووضوح رؤيتك.
مدونات ذات صلة :
هل تكلفة زراعة الشعر في تركيا مرتفعة؟
هل يمكن زراعة الأسنان بدون جراحة ؟
مميزات وعيوب ابتسامة المشاهير في تركيا
