عمليات نحت الجسم Coolsculpting… هل يمكنها معالجة السمنة؟!

يرغب معظم الناس في الحصول على القوام الممشوق والجسم المثالي ويبذلون ما بوسعهم لتحقيق ذلك بطرق شتى، وفي سبيل هذه الرغبة وزيادة الحاجة لها فقد تم تطوير العديد من الوسائل والتقنيات الطبية الجراحية وغير الجراحية التي تهدف لتحسين الشكل وفي نفس الوقت تُعتبر طريقة مساعدة في معالجة السمنة والوصول إلى أفضل النتائج.

يُقصد بعمليات تجميل الجسم كل تقنية يمكنها تغيير شكل الجسم سواءً كان ذاك التغيير على أحد أجزاء الجسم (التحسينات الموضعية لمناطق معينة من الجسم) أو على الجسم كاملاً ويشمل ذلك عمليات شفط الدهون وشد البطن ونحت الجسم.

سنتناول في هذه المقالة الحديث عمّا تحتاج لمعرفته عن عمليات النحت وتحديداً عمليات نحت الجسم بالتبريد والتي يُطلق عليها اسم “تجميد الدهون” وأنواعها وكيفية إجرائها بالإضافة لدورها في عمليات تجميل الجسم ومساوئها والأضرار التي قد تنجم عنها.

ما هي عملية نحت الجسم؟

يُقصد بعمليات نحت الجسم إزالة الدهون المتراكمة في مناطق معينة من الجسم لم تتمكن طرق التنحيف التقليدية المُتبعة من إزالتها، فتعمل هذه العمليات على الوصول لشكل الجسم المرغوب فيه وتوضيح معالمه.

أما عن مفهوم Coolsculpting فهو الاسم التجاري لطريقة تجميد الدهون Cryolipolysis التي تهدف إلى التخلص من الشحوم المعنّدة التي لا تستجيب لطرق التنحيف في مناطق معينة من الجسم.

توصل العلماء إلى فكرة تحليل الدهون بالتبريد (تجميد الدهون) من خلال دراسة ما يحدث للدهون في متلازمة عضة الصقيع، وتم العمل على جهاز يقوم بتبريد الدهون وتدميرها دون أن يتسبب بأي أذى للبشرة والأنسجة المحيطة الأخرى، ثم يتولى جهاز المناعة تحليلها وطرحها.

تُجرى عمليات نحت الجسم بالتبريد في عيادات أطباء الجلدية وجرّاحي التجميل بواسطة أجهزة متعددة مخصصة، وهذا ما يميزها عن عمليات التجميل الأخرى مثل تلك التي تُجرى لشفط دهون الجسم وتتطلب دخول المشفى والتخدير.

لمن يمكن أن تُجرى عملية نحت الجسم؟

لا يمكن إجراء عملية نحت الجسم بالتبريد للجميع، وقد وافقت منظمة الغذاء والدواء FDA على هذه التقنية في عام 2010 لإزالة كمية صغيرة من الدهون الزائدة المقاومة لمحاولات إنقاص الوزن عن طريق الحميات الغذائية والتمارين الرياضية، ولذلك فإن عملية نحت الجسم بالتبريد Coolsculpting ليست علاجاً للأشخاص الذين يعانون من السمنة.

يجب على الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات مناعية ذاتية عدم تجربة عمليات نحت الجسم بالتبريد لأنها قد تسبب مضاعفات خطيرة لهم، ومن هذه الاضطرابات:

  •  المرضى الذين لديهم غلوبيولينات بردية في الدم Cryoglobulinemia لأن هذه الغلوبيولينات بروتينات غير طبيعية، تصبح غير منحلة في درجات الحرارة المنخفضة مما يؤدي إلى انسداد الأوعية الدموية الصغيرة، وتتواجد هذه الغلوبيولينات في الدم في الأمراض المناعية منها الذئبة الحمامية الجهازية وغيرها.
  • مرضى داء الراصّات الباردة Cold ،agglutinin disease وهو مرض مناعي يقوم فيه جهاز المناعة بمهاجمة كريات الدم الحمراء وتدميرها.
  •  مرضى بيلة الهيموغلوبين الباردة الانتيابية (Paroxymal cold hemoglobinuria (PCH، وهي نوع من فقر الدم المناعي الذاتي.
  • كما لا يمكن تطبيق عملية نحت الجسم بالتبريد Coolsculpting على المناطق من الجسم التي تعاني من دوالي الأوردة أو التقرحات والجروح المفتوحة.
  • ولا تُجرى عمليات نحت الجسم عند الحوامل ومرضى اضطرابات القلب واضطرابات تخثر الدم.

وسواءٌ كان لديك أي من تلك الحالات أم لا فيجب أن تستشير طبيبك العام قبل أن تبحث عن أخصائي التجميل لإجراء عملية نحت الجسم، فيُرشدك طبيبك للطرق التي تناسب حالتك.

ما هي المناطق التي يمكن أن تُجرى عليها عمليات نحت الجسم؟

تعمل عمليات نحت الجسم بالتبريد Coolsculpting على:

  •  تقليل السيلوليت في الساقين والأرداف وأعلى الذراعين.
  • حلّ الخلايا الدهنية في الفخذين والبطن وأسفل الظهر والخاصرتين.
  • تقليل الدهون الزائدة على طول خط حمالة الصدر (أسفل الثدي).
  • كما يستخدمه بعض الناس لتقليل دهون تحت الذقن والفك.

عدد الجلسات اللازمة والتكاليف المادية:

يختلف عدد الجلسات اللازمة في عملية نحت الجسم من شخص لآخر، وقد أشار الباحثون إلى أنه لا يمكن تحديد عدد معين من الجلسات لكل جزء من الجسم فلكل مريض حالته الخاصة، ولكن بشكل عام تتطلب عملية تجميد الدهون في المناطق الصغيرة من الجسم عدداً من الجلسات أقل مما تتطلبه المناطق الأكبر.

أما عن تكلفة عمليات تجميد الدهون ونحت الجسم فهي تعتمد على عدة أشياء:

  • المنطقة المُعالجة (المناطق الصغيرة تكلفتها أقل).
  • عدد جلسات المُعالجة.
  • الطبيب المُعالج.
  • مركز المُعالجة.

إجراء عملية نحت الجسم بالتبريد في المنزل:

نظراً لأن عمليات نحت الجسم تُعد من عمليات التجميل ذات التكاليف المرتفعة إذ لا يمكن لكل الناس تحمّل تكاليفها، ولأن التأمين لا يغطيها؛ فقد حاول بعض الأشخاص القيام بهذه العملية في المنزل باستخدام قطع من الجليد أو المثلجات المجمدة وقد يشكّل ذلك خطراً كبيراً على الحياة.

لماذا يُعد نحت الجسم بالتبريد في المنزل أمراً غير مستحسن؟

الحقيقة هي أن عملية نحت الجسم بالتبريد تُسمى أيضاً “تجميد الدهون” ولكنها لا تقتصر على ذلك فقط، وإنما يقوم المُعالج أثناء الإجراء بإدخال أنبوب صغير يعمل على امتصاص بعض الخلايا الدهنية المجمدة فيقلل من عدد الخلايا الدهنية المتبقية والتي تقوم بحلّ نفسها خلال الأسابيع التالية للمعالجة.

تقتصر الإجراءات في المنزل على وضع الجليد على الجلد، وهذا ما لا يفيد في التخلص من أي خلايا دهنية! وإنما يجعلك تشعر بالبرد دون أي فائدة، وقد لا تنتهي المخاطر عند شعورك بالبرد وحسب بل قد يتعدى ذلك الوصول إلى:

  • خدر وألم في المنطقة المُعالجة.
  • حدوث عضة الصقيع Frostbite.
  • تلف دائم في الأنسجة.

يُعد إجراء هذه العملية في المنزل أمراً خطيراً للغاية وتنطوي عليه عواقب صحية وخيمة، لذلك ينبغي ألا يقوم بها إلا ذوي الخبرة المختصين الحاصلين على رخصة في إجراء عمليات نحت الجسم بواسطة تجميد الدهون، فهم يمتلكون الأدوات والأجهزة التي تساعدهم على القيام بالعملية على الوجه الصحيح وبشكل احترافي وآمن قدر الإمكان.

التأثيرات الجانبية والأضرار المحتملة:

كأي نوع من إجراءات التجميل تملك عملية نحت الجسم بتجميد الدهون بعض التأثيرات الجانبية أثناء الإجراء أو بعده، والتي قد تكون خطيرة في بعض الأحيان، تشمل تلك التأثيرات:

  • إحساس بالوخز وشد الجلد.
  • نزلة برد شديدة.
  • خدر واحمرار.
  • ألم قد يتدرج بين الخفيف والمتوسط والشديد.
  • التورُّم.
  • الشعور بالشبع.

قد تتفاقم هذه التأثيرات الناجمة عن عملية Coolsculpting مؤقتاً في الأيام التالية للعلاج، ولكنها ستتراجع خلال أسابيع قليلة، لأن تناقص الخلايا الدهنية يستمر لفترة طويلة نوعاً ما بعد المعالجة.

المضاعفات الخطيرة لعملية نحت الجسم بالتبريد نادرة ولا تتجاوز نسبتها 1% من المرضى، وهي تتمثّل بما يسمى “تضخّم الدهون المتناقض” وهي حالة يرتفع فيها عدد الخلايا الدهنية بدلاً من أن ينقص، مما يسبب تشكل كتلة دهنية ثابتة، كبيرة وغير مؤلمة تحت الجلد في المنطقة المُعالجة.

ترتفع نسبة حدوث حالة تضخم الدهون المتناقض أكثر عند:

  • الذكور.
  • ذوي الأصول الإسبانية.
  • في حال كان تطبيق نحت الجسم بالتبريد في منطقة البطن.
  • إذا كانت قبضة الجهاز المستخدمة كبيرة الحجم.

الفرق بين عمليات شفط الدهون ونحت الجسم:

تُعد عمليات شفط الدهون وعمليات نحت الجسم إجراءات طبية تعمل على إزالة الخلايا الدهنية بشكل دائم، ولكن كيف يمكننا معرفة ما هو الإجراء المناسب لنا شفط الدهون أم نحت الجسم؟!

على الرغم من تشابه الطريقتين إلا أن هناك فروقات عديدة ترجّح إحدى الطريقتين لديك على الأخرى، سنعرض الآن تلك الفروق ولكن لا يُغني ذلك عن استشارة طبيبك العام بخصوص أي الطريقتين تناسبك أكثر لأن لكل شخص حالته الخاصة.

 

CoolSculpting شفط الدهون
الإجراء هو إجراء غير جراحي يعمل على تجميد الدهون ثم تحليلها. هو عمل جراحي يتضمن إجراء شقوق صغيرة في المنطقة المعالجة، ويتم استخدام أنبوب رفيع لتفكيك الدهون ثم تفريغها.
الاستخدام يُستخدم لإزالة كميات صغيرة من الدهون. يتم استخدامه في حالة الكميات الكبيرة من الدهون.
الأمان هو إجراء غير جراحي، وعادةً ما تكون الآثار الجانبية الناجمة عنه طفيفة. إجراء جراحي يتطلب التخدير.
الفعالية والنتائج يمكنه القضاء على 20-25% من الخلايا الدهنية في المنطقة المُعالجة. يمكن أن يزيل ما يصل إلى 5-8 ليتراً من دهون الجسم.
الآثار الجانبية كدمات أو حساسية الجلد والتي تختفي عادةً خلال أسابيع. بعض المضاعفات الناجمة عن التخدير، التورّم الذي سيزول بعد عدة أسابيع من الإجراء.
عدد الجلسات المطلوبة عدة جلسات، مدة الجلسة حوالي الساعة عادةً. جلسة واحدة.
الاستعداد للإجراء لا يحتاج لأي استعدادات فهو يُجرى في عيادة الطبيب. يحتاج لبعض التحاليل الدموية ولاستشارة تخديرية فهو عمل جراحي يُجرى في المشفى.
بعد الإجراء يمكن للمريض أن يعود لوحده إلى البيت. يحتاج المريض لمُرافق لكي يصطحبه للمنزل لأنه سيكون تحت تأثير التخدير.
الوصول للنتائج النهائية يتم الوصول للنتائج النهائية خلال بضعة أسابيع عادةً. يستغرق الوصول للنتائج النهائية بضعة أشهر تقريباً.

بدائل عمليات نحت الجسم

لا تقتصر إزالة الدهون على عمليات نحت الجسم وحسب، بل توجد عدة بدائل يمكن أن تساعد أولئك المرضى الذين لديهم ما يمنعهم من استخدامها، ومن تلك البدائل:

  • عملية شفط الدهون: وهي نوع من إجراءات التجميل للتخلص من الدهون الزائدة، ولها عدة أنواع مثل شفط الدهون بواسطة الموجات فوق الصوتية، وشفط الدهون بتقنية الفيزر وغيرها.
  • العلاجات الحرارية بالليزر.
  • حقن حمض الديوكسي كوليك الذي يحلّ الخلايا الدهنية، ويُستخدم بشكل خاص لمنطقة الذقن.
  • جهاز الترددات الراديوية: يعمل على قتل الخلايا الدهنية بالحرارة.
  • الليزر البارد: يقوم بتقليص الخلايا الدهنية.
  • العلاج الكهرومغناطيسي: ويتم فيه تفتيت الخلايا الدهنية وشد عضلات الجسم.

وبذلك نجد أن هناك الكثير من الطرق التي يمكن استخدامها في إزالة الدهون وتحسين شكل الجسم، فلا بد من استشارة الطبيب لاتخاذ القرار بخصوص أي نوع من تلك الإجراءات سيكون مفيداً لك.

نستنتج مما سبق أن عمليات نحت الجسم عن طريق تجميد الدهون أو ما يُطلق عليه اسم “Coolsculpting” هي إجراء تجميلي للجسم وليست من الطرق التي تُجرى لعلاج السمنة لأنها تعمل على إزالة كميات قليلة من الدهون بدون جراحة ومن مناطق معينة من الجسم دون غيرها، وذلك يُساعد في تقليل الدهون ولكنه لا يُعالج مشكلة الوزن الزائد.

 كما أن الخضوع لعمليات نحت الجسم لا يعني الاستغناء عن عادات نمط الحياة الصحية مثل الغذاء المتوازن وممارسة التمارين الرياضية بل يساعد على الاستفادة من تلك الطرق بتخليص الجسم من الدهون الزائدة المتراكمة.

مدونات ذات صلة :
هل تكلفة زراعة الشعر في تركيا مرتفعة؟

السياحة العلاجية في تركيا2024

هل يمكن زراعة الأسنان بدون جراحة ؟

مميزات وعيوب ابتسامة المشاهير في تركيا

تكاليف زراعة الأسنان في تركيا

كم تكلفة ابتسامة هوليود في تركيا؟

ابتسامة هوليود في اسطنبول

أسعار فينير الأسنان في تركيا

هوليود سمايل في تركيا، تعرف عليها

Share this post at :

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *