زراعة الأسنان لمرضى السكري.. وهل هي ممكنة؟!

إن نجاح زراعة الأسنان لمرضى السكري المنضبطين بشكل جيد مع التخطيط المناسب للعلاج والعلاجات الوقائية والعناية الكافية بعد الجراحة يبدو جيدًا مثل الأفراد العاديين.

قد يؤثر الارتفاع المستمر للسكر في الدم على كل أنسجة الجسم وبالتالي يؤدي إلى انتشار المرض في الجسم والوفاة في النهاية.

تم إجراء ونشر العديد من الدراسات المعنية بالاندماج العظمي حول الزرعات السنية (dental implants) والتنبؤ بنجاح زراعة الأسنان لمرضى السكري.

لوحظ وجود استجابة سلبية مباشرة عند المريض المصاب بالسكري على أنسجة الفم، ومع ذلك لا يُعرف سوى القليل عن تأثير مرض السكري على زراعة الأسنان والنتائج المترتبة على ذلك، وهذا ما سنتحدث عنه في هذه المقالة.

تأثير مرض السكري على الفم والأسنان:

زراعة الأسنان لمرضى السكري

يواجه الأشخاص المصابون بداء السكري مخاطر ممكنة أكبر للإصابة بما يلي:

  • جفاف الفم:

يمكن أن يقلل مرض السكري غير المتحكم به من تدفق اللعاب، مما يؤدي إلى جفاف الفم، ويمكن أن يؤدي جفاف الفم إلى مزيد من الألم أو القرحات أو الالتهابات أو تسوس الأسنان.

إلى جانب إضعاف خلايا الدم البيضاء، من المضاعفات الأخرى لمرض السكري أنه يتسبب في زيادة سماكة الأوعية الدموية، يؤدي ذلك إلى إبطاء تدفق العناصر الغذائية إلى أنسجة الجسم وإبطاء انتقال الالتهابات منها، بما في ذلك الفم وعندها يفقد الجسم قدرته على محاربة الالتهابات.

ونظرًا لأن أمراض اللثة هي عدوى جرثومية؛ فقد يعاني الأشخاص المصابون بداء السكري غير المتحكم به من أمراض اللثة والنسج الرخوة بشكل أكثر تواترًا وشدة.

  • ضعف التئام أنسجة الفم:

لا يُشفى الأشخاص المصابون بمرض السكري غير المضبوط بسرعة بعد جراحة الفم أو إجراءات الأسنان الأخرى لأن تدفق الدم إلى موقع العلاج يمكن أن يتأثر.

  • القلاع:

الأشخاص المصابون بداء السكري الذين يتناولون المضادات الحيوية بشكل متكرر لمكافحة الالتهابات المختلفة معرضون بشكل خاص للإصابة بعدوى فطرية في الفم واللسان، تنمو الفطريات على مستويات الجلوكوز المرتفعة في لعاب الأشخاص المصابين بداء السكري غير المضبوط.

يمكن أن يؤدي ارتداء أطقم الأسنان (خاصةً عندما يتم ارتداؤها باستمرار) إلى الإصابة بالتهابات فطرية.

  • متلازمة الفم الحارق:

تحدث هذه الحالة بسبب وجود مرض القلاع.

الأشخاص المصابون بداء السكري الذين يدخنون هم أكثر عرضةً للإصابة بمرض القلاع وأمراض اللثة بنسبة تصل إلى 20 مرة أكثر من غير المدخنين، كما يبدو أن التدخين يعيق تدفق الدم إلى اللثة، مما قد يؤثر على التئام الجروح في هذه المنطقة من الأنسجة.

تأثير مرض السكري على عملية زراعة الأسنان:

زراعة الأسنان لمرضى السكري

  • زراعة الأسنان إجراءات آمنة ويمكن التنبؤ بمدى نجاحها عند استخدامها لإعادة تأهيل الأسنان لمرضى السكري.

لا يختلف معدل بقاء الزرعات عند مرضى السكري عن معدل بقاء الزرعات لدى المرضى الأصحاء خلال السنوات الست الأولى، ولكن في الملاحظة طويلة المدى حتى 20 عامًا، يمكن العثور على معدل بقاء أقل للزرعات عند مرضى السكري.

  • يبدو أن المرضى الذين يعانون من مرض السكري ويكونون ضعيفي السيطرة عليه لديهم تأخر في الاندماج العظمي بعد الزرع، بعد عام واحد لا يوجد فرق بين مرضى السكري والأفراد الأصحاء، ولا حتى الأشخاص الذين يعانون من السكري غير المضبوط.

لذلك، نوصي بتجنب التحميل الفوري فوق الزرعة السنية (dental implant) لأن هذا النوع من الإجراءات يُعد من الإجراءات الحساسة لأنه يتطلب شروط صارمة جداً ويُفضل الانتظار عدة أشهر قبل وضع تركيبات صناعية جديدة (جسر، تاج، أو طقم) مكان الأسنان التالفة.

  • في السنوات الأولى بعد إجراء عملية الزرع، يبدو أنه لا يوجد خطر مرتفع للإصابة بالتهاب النسج الداعمة المحيطة بالزرعات، ولكن في الملاحظة طويلة المدى، يبدو أن التهاب النسج الداعمة ما حول الزرعات يزداد لدى مرضى السكري.

لذلك فإن مراجعة طبيب الأسنان عند الشعور بأي مشكلة مفيد في الكشف عن العلامات المبكرة لالتهاب اللثة، والتي يمكن معالجتها بسهولة عن طريق تنظيف الأسنان أو الزرعات والمحافظة على الصحة الفموية مما يساعدنا على تجنب التهاب خطير بالنسج الداعمة المحيطة بالزرعات.

  • وجدنا أن التحكم الجيد في نسبة السكر في الدم يحسن الاندماج العظمي ومعدل بقاء الزرعات. لذلك، ولتجنب الآثار الجانبية طويلة المدى الأخرى، يجب على طبيب الأسنان أن يطلب تحليل مستوى السكر في الدم (HbA1c). وإذا لزم الأمر، يجب تحسين الإجراءات العلاجية المضادة لمرض السكري.
  • لم يوجد أي دليل على أن إجراءات تكبير عظام الفك لتعويض الامتصاص العظمي مثل تجديد العظم الموجه (GBR) ورفع الجيوب الفكية لها مضاعفات أعلى أو معدل فشل في المرضى الذين يعانون من مرض السكري الذي يتم السيطرة عليه جيدًا إلى حد ما.
  • لتحسين معدل بقاء الزرعات وتقليل مضاعفات ما بعد الجراحة، يوصى بالعلاج الداعم الذي يتكون من المضادات الحيوية الوقائية وشطف الفم بالكلورهيكسيدين.

‌الإجراءات التي تساعد على تحسين معدل بقاء الزرعات عند مرضى السكري

زراعة الأسنان لمرضى السكري

يبدو أن معدل بقاء غرسات الأسنان في الحالات التي يكون المريض بها مصاباً بالسكري وخاضعاً لسيطرة جيدة على المرض يكون جيداً مثل عامة السكان.

كما وُجد أن الإجراءات التالية تحسن من معدل بقاء الزرعات لمريض السكري:

  • استخدام المضادات الحيوية بشكل وقائي لعدة أيام عند الزراعة خوفاً من الإنتان (بشرط أن يكون ذلك بإشراف الدكتور المشرف على حالتك).
  • استخدام كورس المضادات الحيوية الموصوفة بشكل كامل. 
  • شطف الفم بالغسولات الفموية (الكلورهيكسيدين) إضافةً للمحافظة على الصحة الفموية. 
  • زرعات الأسنان المغلفة بالمواد النشطة بيولوجيًا.
  • الغرسات ذات العرض والطول الأكبر.
  • من المستحسن تأجيل وضع الزرعات للمريض الذي يعاني من السكري غير المنضبط (عندما يكون مستوى السكر في الدم مرتفعاً) حتى ضبط إجراءات التعامل مع المرض.

وفي النهاية لا تزال هناك حاجة لدراسات سريرية مستقبلية طويلة الأمد مع عدد أكبر من الأفراد المصابين بأمراض مزمنة عديدة (سكري ومرضى مشاكل القلب والضغط ومرضى اضطرابات تخثر الدم) مقارنةً مع البعض غير المصابين لتطوير فهم أفضل لتأثير الأمراض على نجاح عمليات زرع الأسنان.

إن مريض السكري المنضبط يساعد أخصائي طب الأسنان بالوصول لنتيجة مثالية، بالإضافة إلى أن الاعتناء بصحة الفم قد يؤدي لتحسن حالة المريض بشكل عام.

مدونات ذات صلة :
هل تكلفة زراعة الشعر في تركيا مرتفعة؟

السياحة العلاجية في تركيا2024

هل يمكن زراعة الأسنان بدون جراحة ؟

مميزات وعيوب ابتسامة المشاهير في تركيا

تكاليف زراعة الأسنان في تركيا

كم تكلفة ابتسامة هوليود في تركيا؟

ابتسامة هوليود في اسطنبول

أسعار فينير الأسنان في تركيا

هوليود سمايل في تركيا، تعرف عليها

Share this post at :

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *