هل تعلم أنّ نصف المصابين بالزّرق لا يعرفون أنّهم مصابون به؟! وأن أكثر من 60 مليون حول العالم يعانون من الجلوكوما!
الجلوكوما هي السّبب الرّئيسي الثّاني للعمى في جميع أنحاء العالم.
يُطلق على الجلوكوما (glaucoma) أحيانًا اسم “سارق البصر الصّامت” لأن للجلوكوما نتيجة خطيرة على العصب البصري، وتؤدّي إلى تلف العينين ويمكن أن تسبّب ضررًا لا يمكن إصلاحه وذلك قبل حدوث أي فقدان للرّؤية لدى المصاب، لكن هذا المرض يتخفّى بأكثر من طريقة؛ عُرفت الجلوكوما منذ العصور القديمة على أقلّ التّقديرات، ومع ذلك لا يزال الباحثون اليوم لا يعرفون ما الذي يسبّبها في معظم الحالات.
هناك علاجات لتأخير فقدان البصر، ولكن لا يوجد علاجاً شافياً، مما يجعلها سببًا رئيسيًا للعمى في جميع أنحاء العالم.
ما هي الجلوكوما، وما هي أعراضها؟
المياه الزرقاء في العين (الزّرق أو الجلوكوما) هي مجموعة من الأمراض التي تصيب العصب البصري مما يتسبّب بفقدان ألياف منه، ويمكن أن تؤدي إلى فقدان البصر وحتى العمى blindness.
يؤدي الزّرق مفتوح الزّاوية -الشّكل الأكثر شيوعًا- إلى زيادة ضغط العين eye pressure غالبًا بدون تواجد أيّ أعراض مبكرة، وهذا هو السّبب في أنّ 50٪ من المصابين بالمياه الزرقاء في العين لا يعرفون أنّهم مصابون بالمرض.
لا يوجد علاج شافٍ للزّرق حتّى الآن، ولكن إذا تمّ اكتشافه مبكرًا، يمكنك الحفاظ على رؤيتك ومنع فقدان البصر، إذ يُعتبر اتّخاذ الإجراءات اللاّزمة للحفاظ على صحة بصرك هو المفتاح.
أعراض المياه الزرقاء في العين:
تختلف أنواع المياه البيضاء في العين عن بعضها بالمسببات والأعراض.
-
أعراض الزّرق مفتوح الزّاوية:
يُعد النّوع الأكثر شيوعاً من الجلوكوما، وللأسف لا توجد علامات تحذيريّة أو أعراض واضحة في المراحل المبكّرة، لكن تتطوّر البقع العمياء في الرّؤية المحيطيّة (الجانبيّة) مع تقدّم المرض.
لا يلاحظ معظم الأشخاص الذين يعانون من الجلوكوما مفتوح الزّاوية أيّ تغيير في رؤيتهم حتّى يصبح الضرر شديدًا، ويمكن أن تساعد فحوصات العين المنتظمة طبيب العيون في العثور على هذا المرض قبل أن تُفقد الرؤية. يخبر طبيب العيون عن عدد المرات التي يجب أن تخضع فيها للفحص.
-
أعراض الزّرق مغلق الزاوية:
الأشخاص المعرضون لخطر الإصابة بالزّرق مغلق الزّاوية عادةً لا تظهر عليهم أيّ أعراض قبل النوبة، قد تشمل بعض الأعراض المبكّرة للهجوم عدم وضوح الرّؤية أو الهالات أو الصّداع الخفيف أو ألم العين، ويجب فحص الأشخاص الذين يعانون من هذه الأعراض من قبل طبيب العيون في أقرب وقت ممكن.
تشمل نوبة الزرق مغلق الزاوية ما يلي:
- ألم شديد في العين أو الجبين.
- احمرار العين.
- ضعف الرّؤية أو عدم وضوح الرّؤية.
- رؤية أقواس قزح أو هالات.
- صداع.
- غثيان.
- إقياء.
-
الجلوكوما عند الأطفال (حديثي الولادة) أو الجلوكوما الخلقية:
- عين باهتة أو غائمة (الرّضع).
- زيادة الرمش (الرّضع).
- دموع بدون بكاء (الرّضع).
- رؤية مشوشة.
- قصر النظر الذي يزداد سوءاً.
- صداع.
عوامل خطر الإصابة بالجلوكوما:
يمكن لأي شخص أن يصاب بمرض الزرق، لكنّ بعض المجموعات معرضة لخطر أكبر، تشمل هذه المجموعات:
- جميع الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا.
- الأشخاص الذين لديهم قصة عائليّة للجلوكوما.
- الأشخاص المصابين بداء السكري أكثر عرضة للإصابة بالزرق مرّتين أكثر من الأشخاص الأصحّاء.
- ارتفاع الضّغط داخل العين.
- أصل أسود أو آسيوي أو إسباني.
- حالات طبيّة معيّنة، مثل الصّداع النّصفي، وارتفاع ضغط الدم، وفقر الدم المنجلي.
- القرنيّة ذات المركز الرقيق.
- قصر النّظر الشديد أو طول النّظر.
- إصابة العين أو أنواع معيّنة من جراحات العيون.
- عند تناول أدوية الكورتيكوستيروئيد (وخاصّةً قطرات العين) لفترة طويلة تحدث الجلوكوما.
- يعاني بعض الأشخاص من زوايا تصريف ضيّقة للسّائل داخل العين، مما يعرّضهم لخطر متزايد للإصابة بالزرق مغلق الزّاوية.
نصائح لمنع فقدان البصر:
هناك العديد من الخطوات التي يمكنك اتّخاذها للمساعدة في حماية عينيك وتقليل خطر فقدان البصر من الزرق.
-
اقبض على سارق البصر الصامت هذا قبل أن تفقد الرؤية.
إذا كنت معرضًا لخطر الإصابة بالمياه البيضاء في العين، فيجب عليك مراجعة طبيب العيون بانتظام لإجراء فحوصات العين، إذ يمكنه كشف المرض في مراحله الأولى ثم مراقبته وعلاجه، ومن المهم بنفس القدر تناول أدوية المياه البيضاء في العين كما يوصيك طبيبك.
-
هل تأخذ دواءً يحوي كورتيزون؟ إذاً تحدّث مع طبيب العيون الخاص بك.
يمكن أن يؤدّي تناول السّتيرويدات لفترات طويلة أو بجرعات عالية إلى رفع ضغط العين، خاصّةً إذا كنت تعاني من الزرق. تُعتبر الكورتيزونات التي تتناولها عن طريق الفم أو تستخدمها حول عينيك هي الأكثر احتمالية لرفع ضغط العين.
-
تناول طعاماً صحيّاً لرؤية جيدة.
تناول الكثير من الخضراوات ذات الأوراق الخضراء والفواكه الملونة والتوت كل يوم، إذ تحتوي على فيتامينات ومعادن تحمي جسمك وعينيك.
في الواقع، تشير الدراسات إلى أن الأطعمة الصحية للعين أفضل من الفيتامينات في الوقاية من الزرق.
-
تمرّن…لكن بحذر!
يمكن أن يؤدّي التّمرين المكثّف الذي يرفع معدّل ضربات القلب إلى زيادة ضغط العين أيضًا، لكن المشي السّريع وممارسة التّمارين الرّياضية بانتظام بوتيرة معتدلة يمكن أن يخفّض ضغط العين ويحسّن صحتك العامة.
إذا كنت ترفع أوزانًا ثقيلة، اطلب من مدرّب مؤهل أن يوضّح لك كيفية التّنفس بشكل صحيح أثناء هذا التمرين.
-
احمِ عينيك من الرّضوض.
يمكن أن تؤدّي إصابات العين الرّضية إلى الزرق، لذلك احرص دائمًا على ارتداء النّظارات الواقية أثناء ممارسة الرياضة أو أثناء العمل في منزلك وفي الفناء الخاص بك.
-
تجنّب وضعيّات الرّأس لأسفل.
إذا كنت تعاني من المياه البيضاء في العين أو كنت معرضًا لخطر الإصابة بالمرض، فلا تضع رأسك تحت قلبك لفترات طويلة من الزمن. يتضمّن ذلك الابتعاد عن أحذية الجاذبية لألم الظهر، إذ يمكن أن ترفع وضعيات الرّأس لأسفل ضغط عينك بشكل كبير.
قد يحتاج بعض الأشخاص الذين يعانون من الجلوكوما الشّديدة إلى تجنّب بعض أوضاع اليوجا، حاول أن تسأل طبيبك عما إذا كنت بحاجة إلى تجنب وضع الرّأس لأسفل في روتين التّمرين.
-
النّوم في الوضع الصحيح.
إذا كنت تعاني من المياه البيضاء في العين، فتجنّب النّوم مع وضع عينك على الوسادة أو على ذراعك.
إنّ الأشخاص المصابون بانقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم معرضون لخطر الإصابة بالزرق أو قد يكون لديهم مرض أكثر خطورة، إذا كنت تعاني من الشخير بشدة أو توقفت عن التّنفس أثناء الليل؛ فعليك إجراء اختبار لتوقف النفس أثناء النوم.
-
احمِ عينيك من أشعة الشمس.
هناك بعض الأدلة على أن أشعة الشّمس فوق البنفسجية قد تسبّب نوعًا من المياه البيضاء في العين، لذا ارتدِ نظارات شمسية وقبّعة عند الخروج في الشّمس.
-
حافظ على نظافة فمك.
تربط الأبحاث الحديثة بين أمراض اللّثة وتلف العصب البصري في الزرق، عليك الاعتناء بصحة أسنانك بالفرشاة والخيط كل يوم واستشر طبيب الأسنان بانتظام.
-
أخبر طبيب العيون الخاص بك عن دواء ضغط الدم الخاص بك.
إذا انخفض ضغط الدّم لديك بشدّة أثناء النوم؛ فقد يؤدي ذلك إلى تفاقم الضّرر النّاتج عن الزرق. إذا كنت تتناول دواء ضغط الدّم في اللّيل، أو كنت تعاني من أعراض انخفاض ضغط الدّم (مثل الشّعور بالدّوار)، أخبر طبيب العيون الخاص بك، إذ يمكنه مناقشة هذا الأمر مع طبيب الرّعاية الأولية الخاص بك، لا تغير دواء ضغط الدم لوحدك.
علاج الجلوكوما:
هل يمكن إيقاف الجلوكوما؟
الضّرر النّاجم عن الجلوكوما دائم لا يمكن عكسه، لكن تساعد الأدوية والجراحة في وقف المزيد من الضّرر. لعلاج الزرق، قد يستخدم طبيب العيون واحدًا أو أكثر من العلاجات التالية:
الأدوية:
عادةً ما يتم التّحكم في الزرق باستخدام قطرات العين، إذ تُستخدم هذه القطرات كل يوم لتقليل ضغط العين.
تعمل بعض القطرات عن طريق تقليل كمية السائل المائي الذي تنتجه العين، يقلل البعض الآخر الضغط عن طريق المساعدة في تدفق السّوائل بشكل أفضل من خلال زاوية الصّرف.
لا تقم أبدًا بتغيير أو التّوقف عن تناول أدوية المياه الزرقاء في العين الخاصة بك دون التحدث إلى طبيب العيون.
علاج المياه الزرقاء بالليزر:
هناك نوعان رئيسيان من جراحة اللّيزر لعلاج الجلوكوما، تساعد على تصريف السّائل المائي من العين، وعادةً ما تتم هذه الإجراءات في عيادة طبيب العيون أو في مركز جراحة العيادات الخارجيّة.
-
رأب التّربيق Trabeculoplasty:
هذه الجراحة مخصّصة للأشخاص الذين يعانون من زرق مفتوح الزاوية ويمكن استخدامها بدلاً من الأدوية أو بالإضافة إليها. يستخدم جرّاح العيون اللّيزر لجعل زاوية التّصريف تعمل بشكل أفضل، بهذه الطريقة يتدفّق السّائل بشكل صحيح ويقلّ ضغط العين.
-
بضع القزحية Iridectomy:
يتم هذا الإجراء للأشخاص الذين يعانون من زرق مغلق الزاوية، يستخدم طبيب العيون اللّيزر لعمل ثقب صغير في القزحية، يساعد هذا الثقب على تدفق السوائل إلى زاوية الصرف.
وهكذا نجد أنّ الماء الأزرق أو الجلوكوما هي حالة مرضية مزمنة تؤدي إلى إتلاف العصب البصري optic nerve في العين، وغالباً ما تكون المياه البيضاء في العين مرضاً صامتاً سريرياً، إذ لا تظهر الأعراض إلا بعد أن يتقدّم المرض؛ لذلك الطريق الأمثل لعلاج الزرق هي عن طريق كشفه بشكل مبكّر.
يمكن علاج الجلوكوما أو الماء الأزرق في العين عن طريق الأدوية أو الجراحات، ويختلف ذلك حسب حالة المريض وحسب استجابته للعلاج الدّوائي.
مدونات ذات صلة :
هل تكلفة زراعة الشعر في تركيا مرتفعة؟
هل يمكن زراعة الأسنان بدون جراحة ؟
مميزات وعيوب ابتسامة المشاهير في تركيا
