عملية أطفال الأنابيب IVF.. من الألف إلى الياء!

نعني بعملية أطفال الأنابيب -والتي تُدعى علميًا بالتلقيح الصناعي IVF- أحد تقنيات المساعدة على الإنجاب ART، كما أنها عملية معقدة نسبيًا يجري خلالها احتضان البويضة والحيوان المنوي حتى حدوث الإخصاب في المختبر -أي خارج الجسم- ثم بعدها تُنقل الأجنة إلى رحم السيدة كي يستمر الحمل بشكل طبيعي.

أول أطفال الأنابيب هي لويز براون، من مواليد إنجلترا عام 1978، إذ إن عمليات التلقيح الصناعي IVF حديثة نسبيًا، ويمكن القول أنها قد أثبتت فعاليتها في علاج العقم وأصبحت معتمَدة في العديد من المراكز الطبية والمشافي.

ولكن مفهوم أطفال الأنبوب مصطلح شائك قليلًا حتى الآن، فلا يملك كل الناس المعرفة الكافية عنه، كما نجد لدى الآخرين معلومات خاطئة حوله؛ لذلك نضع بين أيديكم كل ما يجب أن تعرفوه من معلومات علمية عن أطفال الأنابيب IVF.

متى نلجأ إلى عملية أطفال الأنابيب IVF؟

أطفال الأنابيب

عادةً يلجأ الأزواج إلى الخيارات الأبسط من عملية أطفال الأنابيب أولًا، مثل العلاج الدوائي والإلقاح داخل الرحم IUI، وبعد فشل تلك الأساليب في علاج العقم يتوجهون لأطفال الأنابيب.

إن أسباب العقم التي يمكن لإجراء أطفال الأنابيب IVF أن يعالجها متنوعة وعديدة، وأهمها:

  • العقم غير المفسر (مجهول السبب).

  • الانتباذ البطاني الرحمي لدى الزوجة:

وهي حالة طبية تُدعى أيضًا بداء البطانة الرحمية الهاجرة، يحدث خلالها انغراس لبطانة الرحم في أعضاء أخرى خارج الرحم مثل المبيض أو عنق الرحم، وهذا ما يؤثر على وظيفة هذه الأعضاء وبالتالي يقل احتمال حدوث الحمل طبيعيًا.

  • أمراض الرحم:

مثل وجود أورام ليفية (من الأورام الحميدة)، وهي مشكلة شائعة لدى السيدات في الثلاثين والأربعين من العمر.

  • وجود انسداد في قناني نفير فالوب (البوقين):

والذي يمنع حدوث تلقيح البويضة بالشكل الطبيعي، أو إجراء تعقيم سابق، والمعروفة بعملية ربط البوق، وهي إحدى طرق منع الحمل، والتي يجري خلالها قطع قناة نفير فالوب (البوق) أو سدها.

  • اضطرابات التبويض:

تعاني بعض السيدات من عدم انتظام  الدورة الشهرية، وتندرج حالة انعدام الإباضة في هذا البند أيضًا.

  • العقم الذكري: 

نقص تعداد النطاف لدى الرجل.

  • عدم قدرة النطاف على تجاوز عنق الرحم بسبب المخاط الكثيف.

  • مهاجمة الأضداد المناعية الحيوانات المنوية.

كيف تتم عملية أطفال الأنابيب أو التلقيح الصناعي IVF؟

أطفال الأنابيب

إن إجراء أطفال الأنابيب IVF يكون على شكل خطوات متتالية، تجري تحت إشراف الطبيب المسؤول، وتبدأ عملية أطفال الأنابيب بتحفيز الإباضة كخطوة أولى.

  • تنشيط الإباضة وتحريضها:

يحتاج التلقيح الصناعي IVF إلى عدة بويضات لكي تزداد فرص النجاح، وبما أن مبيض المرأة ينتج بويضة واحدة كل شهر -وهذا ما يدعى بالإباضة- نلجأ إلى استعمال الأدوية التي تحفز الإباضة. وخلال هذه الفترة يطلب منكِ الطبيب المشرف تحاليل دموية، وكذلك يراقب نضج البويضات بواسطة التصوير بالأمواج فوق الصوتية لكي يحدد موعد الاسترجاع.

  •  استرجاع البويضات (سحب البويضات):

تحتاج هذه العملية -والتي تدعى أيضًا بالشفط الجريبي- إلى التخدير، ثم يقوم الطبيب بتوجيه إبرة الشفط عبر التصوير بالأمواج فوق الصوتية (الإيكو المهبلي) إلى المبيض حيث تتواجد البويضات الناضجة، وبذلك يتم استرجاع البويضات مع بعض السوائل.

  • التلقيح:

بعد أن تم سحب البويضات نحتاج في هذه الخطوة أيضًا إلى أخذ عينة من السائل المنوي، ويجري خلطها والبويضة في طبق بتري (وسط الزرع في المختبر) ونراقب حتى حدوث التخصيب. عند عدم حدوثه قد نلجأ إلى طريقة الحقن المجهري ICSI، ثم نستمر في المراقبة للتأكد من أن الأجنة تنقسم وتتطور. علمًا أن هذه المرحلة هي الأنسب لإجراء الفحوص الوراثية.

  • نقل الأجنة:

بعد أن تصبح الأجنة كبيرة كفاية سوف تجري عملية نقلها، ويحدث هذا عادةً بعد ثلاثة إلى خمسة أيام من الإلقاح في المركز أو المستشفى، يستعمل الدكتور قسطرة رفيعة هنا لنقل الجنين أو الأجنة إلى الرحم. بإمكانكِ إجراء فحص الدم لاختبار الحمل بعد 6 إلى 10 أيام من خطوة نقل الأجنة.

ما هي مخاطر عملية أطفال الأنابيب IVF؟! 

أطفال الأنابيب

إن هذه التقنية -مثل أي إجراء طبي آخر- تحمل بين طياتها بعض المخاطر، وأهم مضاعفاتها هي:

  • الحمل الهاجر (الحمل خارج الرحم):

هي حالة صحية تنغرس فيها البويضة الملقحة خارج الرحم -المكان الطبيعي للحمل- غالبًا في البوق أو نفير فالوب، وهذا الحمل لا يستمر طبعًا لأن الجنين هنا لن يبقى على قيد الحياة. يحدث الحمل الهاجر لدى 2 إلى 5% من السيدات اللواتي أجرين التلقيح الصناعي.

  • متلازمة فرط تحفيز المبيض:

تحدث بسبب استعمال أدوية الخصوبة ولاسيما حقن الهرمون المشيمائي التناسلي البشري HCG لأنه قد يجعل المبيضين منتفخين ومؤلمين نتيجة فرط التحفيز، ومن ضمن الأعراض ألم معتدل في البطن وغثيان وإسهال، إذ تستمر هذه الأعراض عدة أسابيع.

  • الحمل المتعدد:

الذي بدوره يزيد خطر انخفاض وزن الولادة، أو الإجهاض الباكر، ويتماثل معدل الإجهاض بين النساء اللواتي يحملن باستخدام التلقيح الصناعي مع أجنة جديدة، مع معدل النساء اللواتي يحملن طبيعياً -حوالي 15 ٪ إلى 25 ٪- ولكن المعدل يزداد مع عمر الأم.

  • العدوى أو إصابة المثانة أو الأمعاء خلال هذا الإجراء:

ولكنها نادرة الحدوث ومرتبطة بالتخدير وعملية شفط البويضات.

  • العيوب الخلقية:

يبقى عمر الأم هو عامل الخطر الرئيس في تطور العيوب الخلقية، كما أن الأبحاث والدراسات غير حاسمة في هذا الخصوص، وهناك حاجة إلى مزيد من البحوث لتحديد ما إذا كان الأطفال الذين يولدون باستخدام التلقيح الصناعي عرضةً لخطر متزايد في عيوب خلقية معينة.

  • الإجهاد:

نستطيع القول أن استخدام تقنية التلقيح الصناعي IVF قد يكون متعباً من الناحية الجسدية والنفسية.  وهنا يأتي دور الدعم الذي يقدِّمه أفراد العائلة والأصدقاء لكي يساعدوكِ أنتِ وشريككِ في رحلة علاج العقم.

  • السرطان: 

لقد اقترحت بعض الدراسات سابقًا أنه قد يكون هناك صلة بين بعض الأدوية المستخدمة في تحفيز الإباضة (أدوية الخصوبة) وتطور نوع معين من أورام المبيض، إلا أن الدراسات الحديثة لا تدعم هذه النتائج. كما أنه لا توجد زيادة كبيرة في خطر الإصابة بسرطان الثدي، أو سرطان عنق الرحم ، أو بطانة الرحم، أو المبيض بعد الإخصاب في الأنابيب IVF.

ما هي نسبة نجاح عملية أطفال الأنابيب IVF؟! 

أطفال الأنابيب

تعتمد فرص ولادة طفل سليم بعد تقنية أطفال الأنابيب IVF على عوامل مختلفة، بما في ذلك:

  • عمر الأم:

كلما كانت السيدة أصغر، زادت احتمالية حدوث الحمل وولادة طفل سليم بطريقة التلقيح الصناعي IVF. عمر المرأة هو عامل رئيس في نجاح التلقيح الصناعي لأي زوجين. على سبيل المثال، امرأة تحت سن 35 عامًا استخدمت بويضاتها الخاصة كان لديها فرصة 37.6 ٪ لإنجاب طفل واحد باستخدام التلقيح الصناعي في عام 2018، في حين أن امرأة يتراوح عمرها بين 41 و 42 كان لديها فرصة 11 ٪.

  • سبب العقم لدى الزوجين:

إذ إن النساء المصابات بالانتباذ البطاني الرحمي الشديد أقل عرضةً للحمل باستخدام التلقيح الاصطناعي من النساء المصابات بالعقم غير المبرر.

  • حالة الجنين:

يرتبط نقل الأجنة الأكثر تطورًا بمعدلات حمل أعلى مقارنةً بالأجنة الأقل نموًا (اليوم الثاني أو الثالث).

  • التاريخ الإنجابي:

من المرجح أن تكون النساء اللواتي سبق لهن الولادة باستخدام التلقيح الاصطناعي أكثر قدرةً على الحمل من النساء اللواتي لم يسبق لهن الإنجاب. إذ تكون معدلات النجاح أقل بالنسبة للنساء اللواتي سبق لهن استخدام التلقيح الاصطناعي عدة مرات ولكنهن لم يحملن.

  • عوامل نمط الحياة:

عادةً ما يكون لدى النساء المدخنات عدد أقل من البويضات التي يتم استردادها أثناء التلقيح الاصطناعي IVF، وقد يتعرضن للإجهاض في كثير من الأحيان.

فالتدخين يقلل من فرصة نجاح المرأة في استخدام التلقيح الاصطناعي IVF بنسبة 50٪. وكذلك يمكن أن تقلل السمنة من فرصكِ في الحمل وإنجاب طفل، وهذا ما ينطبق على تناول الكحول والعقاقير الممنوعة والإفراط في تناول الكافئين.

تعرّف إلى المزيد من التفاصيل عن الرعاية بعد العملية عن طريق الضغط على مقالة الرعاية بعد عملية أطفال الأنابيب.

وهكذا نجد أن علاج العقم ممكن باستعمال خيارات متعددة، ولكن تقنيات الإخصاب المساعدة وأطفال الأنابيب بشكل خاص -على الرغم من كلفتها العالية- تقدم فرصًا جيدة للوصول إلى الحمل لاسيما في حال تجنب أهم الأسباب التي تقلل من نسبة نجاحها التي ذكرناها في مقالنا هذا.

ويبقى الخيار أمامكما في حال كنتما زوجين يفكران باللجوء إلى طريقة أطفال الأنابيب، عليكم استشارة طبيب النسائية المعالج ومناقشته بهذا الخصوص.

مدونات ذات صلة :
هل تكلفة زراعة الشعر في تركيا مرتفعة؟

السياحة العلاجية في تركيا2024

هل يمكن زراعة الأسنان بدون جراحة ؟

مميزات وعيوب ابتسامة المشاهير في تركيا

تكاليف زراعة الأسنان في تركيا

كم تكلفة ابتسامة هوليود في تركيا؟

ابتسامة هوليود في اسطنبول

أسعار فينير الأسنان في تركيا

هوليود سمايل في تركيا، تعرف عليها

Share this post at :

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *