يحدث سرطان الشفاه (lip cancer) بسبب نمو الخلايا غير الطبيعية (السرطانية) بشكل غير مضبوط وغير متحكم به، مما يؤدي إلى ظهور أورام أو آفات على الشفاه.
يُعد سرطان الشفاه أحد أنواع سرطان الفم وأكثرها شيوعاً (oral cancers)، ويمكن أن يظهر إما على الشفة العلوية أو الشفة السفلية، ولكن غالبًا ما يظهر سرطان الشفاه على الشفة السفلية.
سنتحدث في هذا المقال عن سرطان الشفاه، أعراضه، أسبابه، علاجه، وسنعرض شكل سرطان الشفاه بالصور.
ما هي أعراض سرطان الشفاه؟!
تتضمن علامات سرطان الشفة وأعراضه ما يلي:
- قرحة أو آفة أو نتوء على الفم لا يزول خلال أسبوعين.
- بقعة حمراء أو بيضاء على الشفاه.
- نزيف أو ألم في الشفتين.
- تورم في الفك.
من الجدير بالذكر أنه قد لا يكون لسرطان الشفاه أي أعراض، غالبًا ما يلاحظ أطباء الأسنان سرطان الشفاه لأول مرة أثناء فحص الأسنان الروتيني.
لكنه من المهم التنبيه أنه إذا كان لديك قرحة على شفاهك أو نتوء أبيض، فهذا لا يعني بالضرورة أنك مصاب بسرطان الشفاه، لأن الأعراض المرافقة لسرطان الشفاه تتشابه مع العديد من الأمراض الأخرى.
لذلك حاول أن تناقش أي أعراض تظهر لديك مع الأطباء.
ما هي أسباب سرطان الشفاه؟!
ليس من الواضح ما الذي يسبب سرطان الشفاه، لكن بشكل عام، يبدأ السرطان عندما تطور الخلايا تغيرات (طفرات) في حمضها النووي، يحتوي الحمض النووي للخلية على التعليمات التي تخبر الخلايا بما يجب أن تفعله.
وفي حال حدوث طفرة في الحمض النووي تخبر التغييرات الخلية أن تبدأ في التكاثر دون حسيب ولا رقيب إذ تنمو بشكل مستمر بينما تموت الخلايا السليمة.
تشكل الخلايا المتراكمة ورماً يمكن أن يغزو أنسجة الجسم الطبيعية ويدمرها.
من هم الأشخاص المعرضون لخطر الإصابة بسرطان الشفاه؟!
تؤثر سلوكياتك وأسلوب حياتك بشكل كبير على خطر الإصابة بسرطان الشفاه، تتضمن العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الشفاه ما يلي:
- التدخين أو استخدام منتجات التبغ (السجائر أو السيجار أو الغليون أو مضغ التبغ).
- شرب الكحول بكثرة.
- التعرض لفترات طويلة لأشعة الشمس المباشرة (الطبيعية والاصطناعية، بما في ذلك أسرّة التسمير).
- الأشخاص ذوو البشرة فاتحة اللون.
- الذكور أكثر عرضةً للإصابة من الإناث.
- الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، وهو عدوى تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي.
- أن تكون أكبر من 40 عامًا.
ترتبط غالبية سرطانات الفم باستخدام التبغ، يكون الخطر أعلى بالنسبة للأشخاص الذين يستخدمون التبغ ويشربون الكحول، مقارنةً بمن يستخدمون واحدًا فقط من الاثنين.
كيف يتم تشخيص سرطان الشفاه؟!
في كثير من الحالات، يتم اكتشاف سرطان الشفاه لأول مرة من قبل أطباء الأسنان أثناء الفحوصات الروتينية.
إذا اشتبه طبيبك أو طبيب الأسنان في الإصابة بسرطان الشفاه؛ فقد يوصون بإجراء اختبارات تشخيصية، بما في ذلك:
-
الفحص الفيزيائي:
خلال هذا الاختبار، يفحص الطبيب شفتك ويسأل عن الأعراض التي تشعر بها كما سيفحص أيضًا فمك ووجهك ورقبتك للتحقق من علامات وجود السرطان.
-
تعداد الدم الكامل (CBC):
يمكن لهذا الاختبار أن يخبر الطبيب الخاص بك إذا كانت هناك زيادات أو انخفاضات ملحوظة في تعداد خلايا الدم لديك. يُعتبر فحص الدم الشامل CBC مفيدًا في تشخيص مجموعة واسعة من الحالات، بما في ذلك السرطان.
-
اختبارات التصوير الشعاعي:
قد يقوم الطبيب الخاص بك بإجراء صورة CT (التصوير المقطعي المحوسب) أو مسح PET أو استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لمعرفة ما إذا كان السرطان قد انتشر خارج الشفاه أم لا.
-
التنظير:
إذا اشتبه طبيبك في أن الخلايا السرطانية قد انتشرت خارج شفتك؛ فقد يقوم بإجراء تنظير داخلي، خلال هذا الإجراء يتم تمرير كاميرا صغيرة ومرنة عبر حلقك للبحث عن علامات السرطان.
-
خزعة الأنسجة الرخوة:
تتم إزالة عينة صغيرة من الأنسجة المصابة وإرسالها إلى مخبر التشريح المرضي لمزيد من التحاليل.
كيف يتم علاج سرطان الشفاه؟!
توجد عدة طرق، ويعتمد أفضل علاج على حجم السرطان ومرحلته.
تشمل خيارات علاج سرطان الشفاه ما يلي:
-
الجراحة:
هدف الجراحة هو استئصال الآفة السرطانية وإصلاح مظهر الشفة.
إذا كان لديك ورم كبير، يمكن للجراحة الترميمية (طعوم الأنسجة الرخوة والعظمية) استعادة مظهر الشفاه الطبيعي.
-
العلاج الإشعاعي:
يستخدم هذا العلاج أشعة سينية قوية لاستهداف السرطان وقتله، ويُستخدم في معظم سرطانات الرأس والعنق.
يمكن استخدام العلاج الإشعاعي كعلاج مستقل، أو قد يوصى به بعد الجراحة للتخلص من أي خلايا سرطانية متبقية.
-
العلاج الكيميائي:
تُعطى الأدوية على شكل حبوب أو عن طريق الوريد لقتل الخلايا السرطانية.
أحيانًا يتم الجمع بين العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي، وإذا انتشر سرطان الشفاه إلى أجزاء أخرى من جسمك ولا تتوفر علاجات أخرى فقد يُوصى بالعلاج الكيميائي لتخفيف الأعراض.
-
العلاج الدوائي المستهدف:
عادةً ما يرتبط هذا العلاج بالعلاج الكيميائي، ويستهدف جينات وبروتينات معينة في الخلايا السرطانية، يمكن أن يؤثر هذا على الخلايا السرطانية ويؤدي إلى موتها.
-
العلاج المناعي:
هذا العلاج يعزز جهاز المناعة في جسمك ويساعده على محاربة الخلايا السرطانية، يمكن استخدام العلاج المناعي بمفرده أو بالاشتراك مع علاجات السرطان الأخرى.
بالنسبة لسرطان الشفاه، عادةً ما يُستخدم العلاج المناعي فقط عندما يكون السرطان متقدمًا وعندما لا تكون العلاجات الأخرى قابلة للتطبيق.
هل هناك مضاعفات تظهر عند علاج سرطان الشفاه؟
كما هو الحال مع أي علاج طبي، هناك دائمًا خطر حدوث مضاعفات، إذ إن الأشخاص الذين يخضعون لعملية جراحية لسرطان الشفاه قد يعانون من فتحة فم أصغر أو تشوه في الوجه، وهذا يكون اعتمادًا على كمية الأنسجة التي تمت إزالتها.
في هذه الحالات، يمكن للجراحة التجميلية الترميمية (باستخدام الطعوم العظمية وطعوم الأنسجة الرخوة) إعادة مظهرك الطبيعي.
في حال عانيت من تغير في النطق، يمكن أن يكون معالج النطق مفيداً جداً.
تشمل الآثار الجانبية العامة الأخرى المتعلقة بعلاجات السرطان ما يلي:
- تعب.
- غثيان وإقياء.
- تساقط الشعر.
- فقر دم.
- فقدان الشهية.
- فقدان الوزن.
- جفاف الجلد.
- التهاب الحلق.
- زيادة الإصابة بالأمراض.
لكن سرعان ما تزول معظم هذه الآثار الجانبية عند انتهاء العلاج.
متى ستشعر بالتحسن بعد انتهاء علاج سرطان الشفاه؟
يعتمد ذلك على عدة عوامل، بما في ذلك نوع العلاج الذي تتلقاه وقدرة جسمك على الشفاء.
عادةً ما يتعافى الأشخاص المصابون بسرطان الشفاه في مراحله المبكرة والذين خضعوا لعملية جراحية في غضون ثلاثة أسابيع.
أما إذا خضعت للعلاج الإشعاعي أو العلاج الكيميائي، فقد يستغرق الأمر عدة أشهر لتشعر بالتعافي تماماً مرة أخرى.
كيف يمكنني تقليل مخاطر إصابتي بسرطان الشفاه؟
قلل من خطر الإصابة بسرطان الشفاه عن طريق تجنب عوامل الخطر الشائعة:
-
لا تدخن:
استخدام التبغ هو عامل الخطر الرئيسي لسرطان الشفاه وسرطان الفم، لذلك إذا كنت تدخن ففكر في الإقلاع عن التدخين.
-
تجنب شرب الكحوليات بكثرة.
-
استخدم الحماية المناسبة من أشعة الشمس:
ضع مرطب شفاه مع واقٍ من الشمس في أي وقت تكون فيه بالخارج، ارتدِ واقياً من الشمس يومياً للوقاية من أنواع سرطان الجلد الأخرى التي قد تصيبك.
-
قلل من خطر إصابتك بفيروس الورم الحليمي البشري:
فكر في الحصول على لقاح فيروس الورم الحليمي البشري.
-
اخضع لفحوصات روتينية لسرطان الفم:
يمكن لطبيبك الخاص أو طبيب الأسنان إجراء هذه الفحوصات للتأكد من عدم حدوث أي تشوهات.
وفي النهاية حافظ على صحتك وتجنب العادات المضرة ولا تنسَ مراجعة طبيبك عند الشعور بأي مشكلة.
مدونات ذات صلة :
هل تكلفة زراعة الشعر في تركيا مرتفعة؟
هل يمكن زراعة الأسنان بدون جراحة ؟
مميزات وعيوب ابتسامة المشاهير في تركيا