يتألف تاج السن من عدة طبقات تختلف في تركيبها وخصائصها. الطبقة الخارجية “الميناء” والذي يُعد النسيج الأكثر قساوةً في جسم الإنسان، يشكّل الطبقة التي تحمي الأسنان من المؤثرات الخارجية، يلي الميناء طبقة “العاج” التي تُعتبر حسّاسة للمؤثّرات الخارجية لاحتوائها على تركيبات تسمى النبيبات العاجيّة التي تصل في نهايتها إلى عصب السن “اللب السني”.
من ناحية أخرى، تختلف جذور الأسنان (الجزء من السن تحت خط اللثة) عن تاج السن (الجزء من السن فوق خط اللثة) بعدم احتوائها على طبقة الميناء. تُسمى الطبقة الخارجية في جذر السن “الملاط”، وتُعد طبقة حساسة عند انكشافها وتعرضها للحفرة الفموية.
تحدث حساسية الأسنان عند تآكل طبقة الميناء (المينا) أو الملاط، وانكشاف طبقة العاج.
ما هي حساسية الأسنان
غالباً ما تحدث حساسية الأسنان عند تناول الأطعمة والمشروبات الساخنة أو الباردة أو الحلوة أو الحامضة، أو حتى عند استنشاق الهواء البارد، ويمكن أن يكون الألم بشكلٍ حادٍ ومفاجئ، وينتشر بعمق في نهايات عصب الأسنان.
يمكن أن تكون حساسية الأسنان أيضًا أحد أعراض مشاكل أخرى، بما في ذلك أمراض اللثة أو الأسنان المتصدعة (المكسورة) أو النخور عند العنق (القسم من السن عند التقاء اللثة بالأسنان).
إن كنت تعاني من آلام عند تناول المثلجات أو الآيس كريم، أو تعاني من انزعاج عند التعرض لمحفزات مرتفعة الحرارة؛ ستفيدك هذه المقالة في التعرف إلى الأسباب، طرق تجنب الألم، والوقاية من مشكلة الحساسية السنية.
تشخيص حساسية الأسنان
تبدأ حساسية الأسنان في أي مرحلة عمرية، ومن المتوقع أن تبدأ مع التقدم بالعمر نتيجةً لتراجع النسج اللثوية، كما أنها أكثر شيوعاً لدى الأشخاص ذوي الأعمار بين ال20 وال40 سنة، وينتشر لدى النّساء أكثر من الرّجال.
عند زيارة طبيب الأسنان وإخباره بالمشكلة، سيقوم الطبيب بالإجراءات التالية:
- إجراء عملية تنظيف للأسنان وفحصها بصرياً.
- قد يستخدم الطبيب أدوات خاصة للتحقق من وجود الحساسية.
- قد يطلب صورة شعاعية لنفي الأسباب الأخرى مثل النخور (تسوس الأسنان).
يعتمد تشخيص حساسية الأسنان على العديد من الأسباب أو الأعراض التي تنبهنا لوجود المشكلة، إذ يعاني الأشخاص المصابون بحساسية الأسنان من آلام تتدرج من حساسية خفيفة أو شعور بعدم الراحة إلى حساسية مفرطة أو ألم أشد وأكثر إزعاجاً للمريض. تتضمن الأعراض الإحساس بألم خفيف “لمعة” بسبب:
- تناول الأطعمة أو المشروبات الحارة.
- تناول الأطعمة أو المشروبات الباردة.
- دخول الهواء البارد إلى الفم.
- تناول الأطعمة الحلوة.
غالباً ما تكون أعراض الحساسية نتيجة العوامل المذكورة، فهي عادةً ما يكون تأثيرها مؤقتاً، ومن الممكن أن تظهر وتختفي مع مرور الوقت.
أسباب حساسية الأسنان
تتعدد أسباب حساسية الأسنان، ففي بعض الأحيان يكون السبب ناجماً عن عادات غير صحية أو عن مشاكل فموية، كما قد يكون نتيجة طبيعية لبعض المعالجات السنية، وفيما يلي أشيع الأسباب لحساسية الأسنان:
-
التنظيف الخاطئ للأسنان:
- يؤدي التنظيف العنيف للأسنان واستعمال فرشاة أسنان ذات أشعار قاسية إلى تآكل طبقة الميناء، ومع مرور الوقت ينكشف عاج السن الذي يُعتبر حساساً للمؤثرات الخارجية ويفسِّر هذا الإحساس بالألم الخفيف أو ما يسمى حساسية الأسنان.
- بالإضافة إلى تآكل الميناء وانكشافه، يلعب التفريش الخاطئ دوراً أخر في حساسية الأسنان عن طريق تراجع اللثة وانكشاف النسيج المغطي للجذر -المسمى بالملاط- والذي يُعد حساساً أيضاً للمؤثرات الخارجية.
-
تراجع اللثة:
قد يكون سببه وراثياً كالأشخاص الذين يملكون نسيجاً لثوياً رقيقاً أو نتيجة معالجات سنية غير جيدة أو تفريش خاطئ للفم والأسنان، ومن الممكن حدوث التراجع اللثوي نتيجة الأمراض اللثوية مثل التهاب اللثة الناتج عن تراكم الجراثيم في الميزاب اللثوي وعدم العناية بالصحة الفموية.
- بعض أنواع غسول الفم:
إن بعض أنواع غسول الفم التي لا تستلزم وصفة طبية، قد تحوي على أحماض تزيد من حساسية الأسنان عند تعرضها لطبقة العاج.
-
المواد المستخدمة في تبييض الأسنان:
تُعد مادة بيروكسيد الهيدروجين المستخدمة في عملية تبييض الأسنان مادة مهيجة للثّة ومسبّبة للحساسية فيما لو استُعملت بشكل خاطئ.
عند القيام بعملية التبييض في العيادة السنية يضع الطبيب تراكيز عالية من بيروكسيد الهيدروجين مع ضرورة استخدام مادة عازلة للّثّة لحمايتها.
كذلك الأمر عند القيام بالتبييض المنزلي يجب التأكد من مناسبة قالب الأسنان لشكل أسنانك واتباع تعليمات الطبيب فيما يخص كمية المادة وعدد ساعات تطبيقها.
-
الأطعمة الحمضية:
إن تكرار تناول الأطعمة والمشروبات التي تحتوي نسبة عالية من الحموض (الحمضيات والمشروبات الغازية والمخللات) يؤدي إلى تراجع في طبقة الميناء، وبالنهاية انكشاف العاج الحساس.
-
الإجراءات السنية:
بعد جلسات التقليح أو تطبيق حشوة ضوئية مثلاً، ويُعتبر هذا النوع من الحساسية مؤقتاً ومن المتوقع زواله خلال أربعة إلى ستة أسابيع.
علاج حساسية الأسنان
عند شعورك بالمشكلة تتوجب عليك زيارة طبيب الأسنان لتحديد سبب المشكلة والبدء بإجراءات العلاج، واعتماداً على السبب يقوم الطبيب بعلاجات معينة، ويوصي بالعديد من الممارسات المنزلية، وبشكل عام من الممكن أن تتضمن إجراءات العلاج ما يلي:
-
استخدام معجون أسنان مضاد للحساسية:
ومع استعماله مرات عديدة، يساعد هذا النوع من المعاجين في منع حساسية الأسنان، تتوفر العديد من المنتجات التي لا تحتاج وصفات طبية ولكن يجب استشارة الطبيب قبل استخدامها.
-
تطبيق الفلور:
يقوم الطبيب بوضع مادة الفلورايد على الأسنان الحساسة لتقوية بنية الأسنان ومنع انكشاف طبقة العاج، قد ينصح الطبيب باستخدام منتجات الفلور التي تُستخدم في المنزل كالمعاجين الحاوية على الفلور مثلاً.
-
معالجة سطوح الجذور المكشوفة عن طريق وضع مواد مخصصة على أسطح الجذور الحساسة.
-
استخدام الطعوم اللثوية:
في حالة فقد أنسجة لثوية يمكن أخذ طعوم من مناطق أخرى من الفم ووضعها مكان اللثة المتراجعة لتغطية الجذور المكشوفة ومنع الحساسية.
-
إجراء معالجة لبية للأسنان (سحب عصب الأسنان):
يُستخدم عندما تكون المشكلة سببت التهابات في لب السن (النسيج الرخو المتوضع ضمن القنوات في الجذور السنية).
الوقاية من حساسية الأسنان
تشمل الوقاية من حساسية الأسنان إجراءات النظافة الفموية العامة كالتفريش واستخدام الخيط بين السني، مع اتباع التعليمات التالية:
- استخدام فرشاة أسنان ذات أشعار ناعمة، مع الانتباه للقيام بحركات لطيفة وتجنب الحركات الشديدة لمنع أذية اللثة، مع تجنب استخدام معاجين الأسنان السّاحلة (المبيّضة).
- إذا كنت تعاني من صرير الأسنان اسأل الطبيب عن استخدام واقي الفم.
- اتباع حمية غذائية صحية وتقليل تناول الأطعمة والمشروبات الحمضية.
- شرب الماء بكميات كافية لموازنة مستويات الحمض في الفم.
هل يمكن أن تختفي آلام الأسنان من تلقاء نفسها؟!
نعم، في بعض الحالات تختفي حساسية الأسنان لوحدها، خاصةً في الحالات التي يكون فيها سبب الحساسية هو إجراء طبي للأسنان، مثل الحشوات الضّوئية أو إجراءات تبييض الأسنان.
في الحالات التي تعاني فيها من حساسية شديدة لا تزول؛ تحدث إلى طبيب أسنانك، إذ قد يكون لديك ميناء مكشوفة أو مشكلة بحاجة إلى علاج قبل إجراءات الوقاية.
وفي الختام، نذكر أنه يعاني بعض الأشخاص من حساسية الأسنان، وتُعد مشكلة مؤثرة في حياة الأفراد من خلال تغيير نظامهم الغذائي أو تكرار زيارتهم لطبيب الأسنان لتلقي العلاج، لذا لا بد من اتباع أساليب الوقاية لتجنب وقوع المشكلة، وبالنتيجة التمتع بصحة فموية جيدة وأسنان سليمة مدى الحياة.
مدونات ذات صلة :
هل تكلفة زراعة الشعر في تركيا مرتفعة؟
هل يمكن زراعة الأسنان بدون جراحة ؟
مميزات وعيوب ابتسامة المشاهير في تركيا
