هل تعلم أن شعرك يتساقط يومياً بمعدل 50 ل100 شعرة؟!
نعم، يتساقط الشعر في حالته الطبيعية بهذا المعدل، لكن ما سبب هذا التساقط؟!
كما سنرى في هذا المقال، فإنّ لكلّ شعرة دورة حياة خاصّة بها، تبدأ بالنمو وتنتهي بالتساقط، وتنقسم دورة حياة الشعرة إلى أربع مراحل، وكل مرحلة لها مدة محددة بالإضافة إلى جدول زمني خاص لكلّ منها، والتي تختلف بحسب كل منطقة في الجسم، فكما نعلم فإن الخلايا الشعرية هي أكثر خلايا الجسم سرعةً في الانقسام، ويتميّز شعر الجسم عن غيره بأنّه في حالة تجدّد مستمر.
سيمر معنا في هذا المقال تفاصيل مراحل نمو الشعر وأهم الأغذية التي غالبًا ما تساهم في تحفيزها وزيادة نشاطها.
ما هي وظائف الشعر؟
لا يوجد عضو في جسم الإنسان بلا فائدة، والشعر على الرغم من مظهره البسيط من الخارج، لكنّه ذو وظائف مهمة وأساسية، فكما أنّ له دور حيوي كبير في تمييز الرجال والنساء عن بعضهم؛ فإنّ له وظائف أخرى أيضاً، وهي كالتالي:
- تساهم رموش العين في حماية العين من الغبار والمواد الغريبة.
- تساعد الأشعار الموجودة في الأذن وفتحتي الأنف بحمايتهما من أذى البيئة المحيطة.
- تقوم الأشعار الموجودة في فروة الرأس بضبط حرارة الدماغ.
- يمكن للشعر أيضاً أن يفرز مواداً سامة كالزرنيخ، والتي تُعتبر مفيدة في الطب الشرعي.
- يساعد شعر الجلد في نقل الأحاسيس القادمة من الوسط المحيط.
ما هي مراحل نمو الشعر؟
ينمو شعر الإنسان على 4 مراحل رئيسة، فقد تمّ دراسة هذه المراحل بشكل دقيق، بهدف فهم آلية نمو الشعر ومعرفة طرق علاج تساقط الشعر، والذي قد يحدث بشكل مبكر.
لكل مرحلة من مراحل نمو الشعرة جدول زمني خاص، والذي قد يتأثّر بعوامل العمر والتغذية والصحة العامة، ومن المهم معرفة هذه العوامل ودراستها بشكل جيد.
وهذه المراحل (الأطوار) هي كالتالي:
-
الطور الأول (مرحلة النمو Anagen phase):
تُعتبر مرحلة النمو هي أولى مراحل نمو الشعرة، وتُعرف بأنّها أطول مراحل دورة الحياة، وتستمر من 3 إلى 5 سنوات إذا ما تكلّمنا عن شعر الرأس، وقد يستغرق لدى بعض البشر فترة أطول تصل ل7 سنوات.
لحسن الحظ فإنّ مدة طور النمو تختلف بحسب المكان؛ فعلى سبيل المثال؛ مدة هذا الطور في شعر الحاجب وشعر العانة أقصر مما هي عليه في شعر فروة الرأس.
خلال طور النمو؛ تقوم الجريبات الشعرية بدفع الشعر إلى الخارج؛ والذي يستمر في نموه حتى يتم قصه، أو يصل إلى نهاية عمره ويتساقط.
-
الطور الثاني (المرحلة الانتقالية Catagen phase):
تبدأ المرحلة الثانية بعد اكتمال طور النمو، وتميل للاستمرار حتى 10 أيام أو أكثر.
خلال هذه المرحلة؛ تتقلص الجريبات الشعرية ويتباطأ نمو الشعر فيها حتى ينفصل عن الجريبات الشعرية، لكنّه يبقى في مكانه خلال الأيام الأخيرة من نموّه.
-
الطور الثالث (مرحلة الراحة Telogen phase):
تستمر المرحلة الثالثة بشكل نموذجي حوالي 3 أشهر. فالشعر في هذا الطور لا ينمو، وفي الوقت ذاته لا يتساقط. ويمكن اعتبار أن طور الراحة يقع في الوقت الذي يبدأ فيه الشعر الجديد بالتشكّل داخل الجريبات الشعرية، والتي أطلقت الشعر للتو خلال الطور الانتقالي.
-
الطور الرابع (مرحلة التساقط Exogen phase):
يُعتبر طور التساقط هو امتداد لطور الراحة أو جزء منه، وخلال هذا الطور؛ فإن الشعر يتساقط من الفروة وغالباً بمساعدة فرشاة الشعر أو أثناء الاستحمام.
ما هي محفزات نمو الشعر؟
هناك العديد من الأغذية التي تساهم في تحفيز نمو الشعر، وتلعب الفيتامينات والمعادن دوراً محورياً ومحفّزاً في دورة نمو الشعرة، إذ إن تناول نظام غذائي مفتقر لهذه العناصر قد يؤدّي إلى تساقط الشعر.
ومن هذه العناصر الغذائية:
-
البيض:
يُعتبر مصدراً مهماً للبروتينات وفيتامين B7 (البيوتين)، إذ إن البروتينات هامة وضرورية لنمو الجريبات الشعرية؛ لأنها بالأصل تتكون بشكل أساسي من البروتينات. أيضاً البيوتين ضروري لتركيب البروتين الشعري، والذي يُدعى الكيراتين.
-
التوت:
يُعتبر التوت أيضاً داعماً لنمو الشعر لاحتوائه على فيتامين C، والذي يُعتقد بأنّه ذو خصائص مضادة للأكسدة.
تساعد مضادات الأكسدة في حماية الجريبات الشعرية من التأثير المؤذي للجزيئات الضارة (والتي تُسمى الجذور الحرّة).
-
السبانخ:
تُعد السبانخ من أهم الخضراوات الورقية الغنية بالمغذيات المفيدة كحمض الفوليك (فيتامين B9) والحديد وفيتامين A وفيتامين C، وجميع هذه العناصر ضرورية لنمو الشعر.
-
السمك البدين:
من الأسماك البدينة لدينا سمك السلمون والسمك المملح وسمك الأسقمري البحري، وتُعتبر الأسماك البدينة غنيّة بالمغذيات التي تحفّز نمو الشعر، فهي مصدر جيد للحموض الدسمة أوميغا-3، والتي لها ارتباط وثيق مع نمو الشعر بحسب العديد من الدراسات.
وتُعد الأسماك البدينة أيضاً غنية بالسيلينيوم وفيتامين D3 وفيتامينات B، وهذه العناصر التي سبق ذكرها ضرورية للحصول على شعر صحي وقوي.
وهناك أيضاً أغذية أخرى ضرورية لنمو الشعر:
- البطاطا الحلوة.
- الأفوكادو.
- المكسرات.
- البذور.
- الفلفل الحلو.
- المحار.
- الفول.
- فول الصويا.
- اللحوم.
هل تساقط الشعر طبيعي؟! وهل ينمو بعد تساقطه؟!
من الطبيعي أن يتساقط الشعر! ويتراوح معدل هذا التساقط بين 50 وحتى 100 شعرة باليوم بحسب الأكاديمية الأميركية للأمراض الجلدية، وغالباً ما يكون هذا التساقط غير ملاحظ من قبل الشخص نفسه، إلا إذا كان لديه شعر طويل، ولا تشكل خسارة 100 شعرة باليوم فرقاً كبيراً في مظهر الشعر.
في العادة، لا يدعو هذا التساقط إلى القلق، لكنّه قد يكون علامة على وجود مشكلة طبية أو مرضية لدى الشخص نفسه، فلذلك ينبغي على الشخص زيارة الطبيب عند الشعور بزيادة كمية الشعر المتساقطة، أو عند ملاحظة أي تغيّر في مظهر الشعر؛ كتشكل بقع صلعاء وغيرها.
هل ينمو الشعر بعد تساقطه؟
في الحقيقة، يختلف الجواب على هذا السؤال بحسب الحالة المسببة لتساقط الشعر، فهناك بعض الأنواع من تساقط الشعر دائمة كالصلع الوراثي، والذي يصيب الذكور والإناث، إذ إن هذا النمط من الصلع يتم توريثه من الآباء إلى الأبناء.
وبعضها الآخر يكون مؤقتاً، كالتساقط الذي يحدث بعد التوتر والضغط النفسي، وخسارة الوزن، أو نقص الحديد في الجسم.
ما هي أسباب تساقط الشعر بشكل عام؟
لتساقط الشعر أسباب عديدة، منها ما هو قابل للتراجع ومنها ما هو غير قابل، وهذه الأسباب العامة هي كالتالي:
تساقط الشعر الوراثي (وتُسمى هذه الحالة أيضاً الصلع الوراثي):
يتطور هذا النوع من التساقط عند الرجال والنساء، وهذا السبب من الواجب معرفته لأنّه يُعتبر السبب الأشيع لتساقط الشعر على مستوى العالم، فيُسمى عند النساء تساقط الشعر من النمط الأنثوي، ويُسمى عند الذكور تساقط الشعر من النمط الذكوري.
سواءً تطوّرت هذه الحالة عند الذكور أو عند الإناث؛ فالمصطلح الطبي لهذه الحالة هو الثعلبة الأندروجينية.
تعرّف أكثر على الثعلبة الأندروجينيّة.
-
العمر:
مع تقدم الشخص في السن، قد يلاحظ أن شعره يتساقط بسبب تباطؤ نموّه، ويتسبّب هذا الأمر بترقق الشعر في فروة الرأس.
-
داء الثعلبة:
يُعتبر داء الثعلبة من أمراض المناعة الذاتية، والتي يهاجم فيها جهاز المناعة الجريبات الشعرية، ممّا يتسبب بتساقط الشعر.
-
علاج السرطان:
عند تلقي مريض السرطان العلاج الكيماوي أو تعرضه للعلاج الشعاعي لمنطقة الرأس أو العنق، فمن الممكن أن يخسر كامل شعره خلال أسابيع من بدء المعالجة.
تعرّف أكثر على أسباب تساقط الشعر عند الرجال، أسباب تساقط الشعر عند النساء، وأسباب تساقط الشعر عند الأطفال.
في الختام، يجب أن نؤكّد على أهميّة الدعم لدورة حياة الشعرة، ويتجسد هذا الدعم بتغذية الشعر بالأغذية المناسبة والحاوية على كافة العناصر الغذائية وعدم إهمال أي مشكلة فيه، ومراجعة الطبيب بأقرب وقت ممكن.
مدونات ذات صلة :
هل تكلفة زراعة الشعر في تركيا مرتفعة؟
هل يمكن زراعة الأسنان بدون جراحة ؟
مميزات وعيوب ابتسامة المشاهير في تركيا
