هل جرّبت أحدث الطرق الطبية في علاج تساقط شعرك؟
عزيزي القارئ، سنتكلم في هذا المقال عن العلاج الطبي لتساقط الشعر مع ذكر أفضل هذه العلاجات، فمنها ما هو معتمد على الأدوية التي تحفّز نمو الشعر وتساهم في إيقاف العقبات التي تعرقل سير مراحل نمو الشعر، فلكلّ شعرة من شعر الجسم دورة حياة خاصّة بها، وتتاثّر هذه الدورة بعدة عوامل.
منها ما هو على علاقة بصحة الجسم العامة أو حتّى بالأدوية التي يأخذها الشخص والتي تُعدّ في كثير من الأحيان سبب مهم لفقدان الشعر وتُعتبر زراعة الشعر من ضمن قائمة العلاجات الطبية لتساقط الشعر.
تابع معنا هذا المقال، وتعرّف إلى تفاصيل العلاج الطبي لتساقط الشعر.
أسباب تساقط الشعر:
-
الثعلبة الأندروجينية:
يشير مصطلح الثعلبة الأندروجينية إلى تساقط الشعر الوراثي المنشأ، ونسمي هذه الحالة عند الرجال بالصلع من النمط الذكوري، ونسميها عند النساء بالصلع من النمط الأنثوي، وتُعتبر الثعلبة الأندروجينية أشيع سبب لتساقط الشعر عند كلا الجنسين، وتميل هذه الحالة للحدوث بشكل تدريجي بفترة البلوغ أو في منتصف العمر تقريباً، ونلجأ إلى العلاج الطبي لتساقط الشعر في هذه الحالة بمعاكسة عمل هرمون الأندروجين والتخفيف من تأثيره.
-
داء الثعلبة:
يُعدّ داء الثعلبة من أمراض المناعة الذاتية التي يحدث فيها مهاجمة للجريبات الشعرية من قبل جهاز المناعة، وينتج عن ذلك تشكّل بقع صلعية على فروة الرأس ويتراوح حجمها من بقع صغيرة إلى بقع كبيرة، وقد تتطور الحالة إلى خسارة كاملة للشعر.
لكن بالإضافة إلى خسارة الشعر في فروة الرأس، فقد يحدث خسارة للشعر من رموش العينين أو الحاجبين أو أي منطقة أخرى في الجسم.
-
العلاج الكيميائي والشعاعي:
يحدث في هذه الحالة خسارة سريعة لشعر الرأس وخصوصاً عند مرضى السرطان لدى خضوعهم للعلاج الكيميائي والشعاعي.
-
تساقط الشعر الكربي:
يحدث في هذا النوع من التساقط خسارة مفاجئة للشعر نتيجة التعرض لصدمة فيزيائية كالتعرض لحادث رضي، أو لصدمة عاطفية شديدة، أو حتى مرض شديد في الجسم.
وهناك أسباب أخرى محتملة لتساقط الشعر الكربي:
- سوء التغذية بسبب نقص الفيتامينات والمعادن.
- وجود اضطرابات غدية.
- بعد العمل الجراحي كنتيجة للتخدير.
- إنتان شديد في الجسم كما في كوفيد-19.
-
سعفة الرأس:
وهي عبارة عن إصابة فطرية في الفروة تقود إلى تشكّل بقع صلعاء حاكة ومتقشّرة، وفي حال التأخّر بتقديم العلاج الطبي لتساقط الشعلا في هذه الحالة؛ سيكبر حجم الآفة وتمتلئ بالقيح، ويعتمد علاج تساقط الشعر هنا على إعطاء مضادات الفطور الفموية.
-
ثعلبة الشد:
تُعتبر ثعلبة الشد سبب مهم لتساقط الشعر وخصوصاً عند النساء، فهي تنتج عن الشد الشديد للشعر نتيجة اللجوء إلى طرق تصفيف خاطئة كالضفائر وغيرها.
تعرّف أكثر على أسباب تساقط الشعر عند الرجال، أسباب تساقط الشعر عند النساء، وأسباب تساقط الشعر عند الأطفال.
كيف نشخّص سبب تساقط الشعر؟
بسبب أن تساقط الشعر يخفي وراءه أسباباً كثيرة؛ لذلك من الأفضل أن يتم اللجوء إلى طبيب مختص في الأمراض الجلدية لتحديد السبب بدقّة، لأن العلاج يختلف باختلاف السبب، إضافةً إلى هذا كلّه لدينا عامل الوقت، فأيّ تأخير في تقديم العلاج سيحمل مخاطر تحول تساقط الشعر من حالة مؤقتة إلى حالة دائمة.
العلاج الطبي لتساقط الشعر بالأدوية:
تُعتبر الأدوية التي يمكن وصفها بدون وصفة طبية مثل المينوكيسديل هي الخط الأول في علاج ترقّق الشعر، وهناك نوع آخر من الأدوية مثل الفيناسترايد (والذي يُوصف بموجب وصفة طبية)؛ يُستخدم فقط عند الرجال المصابين بالصلع من النمط الذكوري.
المينوكسيديل Minoxidil:
يُستخدم لعلاج بعض أنواع تساقط الشعر، عبر تحفيز نمو شعر الفروة، ويتواجد هذا المستحضر على شكل محلول أو رغوة، وبالتالي فهو مخصّص للاستعمال الخارجي وليس عن طريق الفم، ويجب أن تكون فروة الرأس جافّةً قبل الاستعمال، وليس هناك حاجة إلى غسل الشعر بالشامبو قبل تطبيق هذا المستحضر.
هناك عدة نقاط يجب أخذها بعين الاعتبار قبل استعمال مستحضر المينوكسيديل كإحدى خيارات العلاج الطبي لتساقط الشعر، وهي كالتالي:
- خسارة الشعر المفاجئة أو بقعية الشكل.
- تساقط الشعر لسبب غير معروف.
- في حال كانت فروة الرأس ملتهبة أو محمرّة أو مؤلمة.
- الحمل أو التخطيط للحمل.
- الإرضاع.
- وجود حساسية سابقة للمينوكسيديل أو أدوية أخرى أو أطعمة معيّنة.
ومن الآثار الجانبية للمينوكسيديل:
- رد فعل تحسسي كالحكة، الطفح الجلدي، وتورّم اللسان والوجه، وأيضاً تورّم الطرق التنفسية.
- حدوث حرق أو حكّة أو تقشر في الجلد.
الفيناسترايد Finasteride:
يُستخدم الفيناسترايد أيضاً لعلاج بعض أنواع تساقط الشعر، وهو يعمل على زيادة نمو الشعر في فروة الرأس عبر منع تأثير هرمون الأندروجين المعرقل لدورة حياة الشعرة، ويُؤخذ هذا المستحضر الطبي عن طريق الفم بموجب وصفة طبية للرجال فقط، وقد نحتاج إلى مدة تتجاوز ثلاثة أشهر حتى نرى نتائج هذا المستحضر، لكن في حال التوقف عن أخذ الدواء، سينعكس تأثير الدواء خلال 12 شهر.
يوجد عدة نقاط يجب أخذها بعين الاعتبار قبل البدء بالعلاج:
- وجود مرض كبدي.
- حدوث رد فعل تحسسي لمستحضر فيناسترايد أو أيّ أدوية أخرى.
- الحمل أو التخطيط للحمل.
- الإرضاع.
تعرّف أكثر على علاج تساقط الشعر عند الرجال وعلاج تساقط الشعر عند النساء.
كيف يتم علاج تساقط الشعر بالحقن؟
يوجد طريقتان مختلفتان بالحقن لعلاج تساقط الشعر، وهما كالتالي:
حقن البلازما لعلاج تساقط الشعر (أو ما يُعرف بحقن بلازما الدم المخصب بالصفائح الدموية PRP):
نلجأ في هذه الطريقة إلى سحب الدم من المريض ومعالجته، ومن ثمّ حقن البلازما الغنية بالصفيحات الدموية داخل الفروة.
يعتقد بعض الأطباء أنّ حقن البلازما سينشّط من نمو الشعر وزيادة التروية الدموية للجريبات الشعرية، وزيادة سماكة الشعر في المنطقة المحقونة.
حقن الستيروئيدات القشرية:
نستخدم طريقة حقن الستيروئيدات القشرية بشكل أساسي كإحدى خيارات العلاج الطبي لتساقط الشعر الناتج عن داء الثعلبة، وهي تحدث -كما قلنا من قبل- بسبب مهاجمة الجريبات الشعرية من قبل جهاز المناعة، الأمر الذي يؤدّي إلى تشكّل بقع صلعية على فروة الرأس.
نقوم بحقن الستيروئيدات القشرية في المنطقة الصلعاء، وعادةً ما نكرر الحقن كل 4 ل8 أسابيع بحسب الحاجة.
تعرّف على العلاجات الجراحية لتساقط الشعر:
تطوّرت طرق العلاج الطبي لتساقط الشعر المعتمدة على الجراحة خلال العقود الأخيرة، فقد ظهر مؤخراً ما يُسمى بعملية زراعة الشعر، وهي من العمليات الجراحية التي تعتمد على نقل الشعر الذي بحوزتك حتّى يملأ المناطق ذات الشعر الخفيف أو التي لا شعر فيها.
بدأت عمليات زراعة الشعر بالظهور في الخمسينات من القرن الماضي في الولايات المتحدة الأمريكية، لكن تقنيات زراعة الشعر قد تغيّرت في السنوات الأخيرة، وبشكل عام فإنّ زراعة الشعر تعتمد على نقل الجريبات الشعرية (والتي يُطلق عليها أيضاً اسم بُصيلات الشعر) من أماكن تواجدها إلى الأماكن التي تساقط الشعر عنها من فروة الرأس.
تقنيات زراعة الشعر:
عادةً ما تتم هذه العملية داخل العيادة، إذ يقوم الطبيب بتعقيم فروة رأسك وحقن المواد المخدّرة. يوجد هناك تقنيّتان لزراعة الشعر، هما كالتالي:
-
التقنية الأولى: جراحة الشريحة الجلديّة:
بدايةً يقوم الجرّاح بإزالة شريحة جلدية من القسم الخلفي من فروة الرأس، ومن ثمّ خياطة مكان الشريحة التي تم إزالتها.
بعد ذلك يقوم الجرّاح بتقطيع الشريحة الجلدية إلى أجزاء صغيرة باستعمال أداة حادة، ومن ثم زراعتها في المكان المطلوب، وبهذه الطريقة يتحقق نمو الشعر بمظهر مشابه للمظهر الطبيعي.
-
التقنية الثانية: استخراج الجريبات الشعرية (تقنية FUE):
في هذه الطريقة يلجأ الجرّاح إلى استخراج الجريبات الشعرية مباشرةً من القسم الخلفي من الرأس عبر إجراء عشرات إلى آلاف الشقوق الجلدية.
يقوم الجرّاح بعد ذلك بصنع أنفاق دقيقة بالإبرة أو الشفرة في المنطقة من الفروة التي سيقوم بزراعة الشعر فيها، ومن ثمّ يتم وضع الجريبات الشعرية داخل هذه الأنفاق، إذ يقوم الجرّاح بزرع مئات الجريبات الشعرية في جلسة واحدة، وأخيراً يتم وضع الضمادات على الفروة لبضعة أيام.
قد يحتاج المريض في زراعة الشعر إلى عدة جلسات علاجيّة للوصول إلى النتيجة المرغوبة، وتستمر الجلسة الواحدة حوالي 4 ساعات.
ما مدى نجاح عملية زراعة الشعر؟! وما هي أضرارها؟!
بمَ تتعلق نتائج عملية زراعة الشعر؟
بشكل عام، فإنّ عملية زراعة الشعر هي أفضل طرق العلاج الطبي لتساقط الشعر، وهي أكثر فاعلية من المنتجات التي تحفّز نمو الشعر والمتوفّرة بدون وصفة طبيّة، لكن هناك عدة نقاط يجب أخذها بعين الاعتبار عند تقييم النتائج:
- إنّ حوالي 10 لـ 80% من الشعر المزروع سينمو بشكل كامل في غضون أشهر، لذلك قد لا نستطيع رؤية النتائج الكاملة لعملية زراعة الشعر إلّا بعد سنة، وهذا أمر طبيعي.
- قد نحتاج إلى عدة عمليات جراحية حتى نصل إلى النتيجة المرغوبة، لكن -ولسوء الحظ- قد يرقّ الشعر الذي تمّت زراعته مع مرور الوقت، أي حاله كحال الشعر عندما يتساقط في أحواله العادية.
- هناك أشخاص لديهم بصيلات شعر خاملة (أي لا يحدث فيها نمو للشعر) فهؤلاء تكون فعالية زراعة الشعر لديهم أقل من غيرهم، لكن هناك دراسات أثبتت فعالية المعالجة بالبلازما في استعادة نمو حوالي 75% من الشعر المزروع.
فوائد عملية زراعة الشعر:
- الحصول على فروة ذات شعر كثيف، مع مناطق صلعية أقل.
- ترفع من احترامك لذاتك.
- حل دائم لتساقط الشعر.
الأشخاص غير المؤهّلين لزراعة الشعر:
قد لا تعود عملية زراعة الشعر بالنفع لجميع الأشخاص، فهي تفيد بشكل أساسي في استعادة الشعر لدى الأشخاص المصابين بالصلع بشكل جزئي، والذين لديهم ترقق أو حتى فقدان للشعر نتيجة إصابة ما.
فمعظم عمليات زرع الشعر تُجرى على شعر موجود من قبل ليتم زرعه في مناطق فاقدة للشعر، لذلك لن نحصل على الفائدة المرجوة من العلاج الطبي لتساقط الشعر عبر الزرع في كلّ من الحالات التالية:
- الأشخاص الذين لديهم ترقق أو صلع معمّم.
- الأشخاص الذين لديهم تساقط شعر بسبب الخضوع للعلاج الكيماوي أو تعاطي أدوية أخرى.
- تشكّل ندب سميكة على الفروة ناتجة عن إصابة سابقة.
أضرار عملية زراعة الشعر:
تُعتبر الآثار الجانبية الناتجة عن زراعة الشعر ضئيلة وتزول خلال عدة أسابيع، وتتضمن:
- النزف.
- الإنتان.
- تورّم الفروة.
- كدمات حول العينين.
- تشكّل قشرة على الفروة في المكان الذي تمت إزالة الشعر منه أو زرعه فيه.
- غياب الحس في المنطقة من الفروة التي خضعت للعلاج.
- الشعور بالحكة.
- إنتان يصيب الجريبات الشعرية.
- الفقدان المفاجئ للشعر المزروع، لكنه عادةً ما يكون مؤقتاً.
- ظهور خصلات شعر ذات مظهر غير طبيعي.
وفي نهاية المقال، يجب أن ننوّه إلى عدم التسرّع في الاختيار من بين طرق العلاج الطبي لتساقط الشعر، وأن يكون هذا الاختيار من قبل طبيبك الخاص؛ لأنه سيعمل على تحديد سبب التساقط لشعرك، ومن ثمّ سيختار طريقة العلاج المناسبة لحالتك.
مدونات ذات صلة :
هل تكلفة زراعة الشعر في تركيا مرتفعة؟
هل يمكن زراعة الأسنان بدون جراحة ؟
مميزات وعيوب ابتسامة المشاهير في تركيا