تُعرف المنطقة البيضاء في العين باسم الصلبة، إذ تُعد الصلبة أحد الطبقات الأساسية في العين، والتي يغطيها غشاء مخاطي شفاف يُسمى الملتحمة. تتعرض ملتحمة العين والصلبة للعديد من التغيرات والحالات حسب العمر وطبيعة الحياة، ومنها حالة تدعى ظفر العين، والتي ستكون حديث مقالتنا هذه.
تعريف ظفر العين (pterygium) وأسبابها
هي حالة تصيب العين نتيجة نمو غشاء الملتحمة بشكل غير طبيعي على شكل مثلث على سطح صلبة العين، إذ يبدأ هذا النمو في العين عادةً على زاوية العين ويمتد باتجاه طبقة القرنية بنسب قليلة.
تُعتبر الحالة أكثر شيوعاً في المناخات المشمسة والحارة والجافة، وقد تقتصر أعراضها فقط على الانزعاج والتهيج، لكن بحال اقتراب النمو من القرنية (والتي تُعتبر حساسة للرؤية في العين) فقد يؤثر ذلك على الرؤية لدى المريض.
وعلى الرغم من كون الحالة سبباً للقلق عند المرضى، لكن هي فعلاً لا تُعد خطيرةً، ويمكن التعامل معها وإزالتها إذا تداخلت مع رؤيتك.
أسباب ظفر العين:
لا يُعد السبب الفعلي للحالة معروفاً بدقة. لكن تم اكتشاف أن هذه الحالة تحتاج شهوراً إلى سنوات حتى تتطور، وهي تكون شائعة أكثر في الحالات التالية:
- في المناطق المدارية الدافئة.
- عند الأشخاص الذين يتعرضون للشمس بكثرة ولفترة مزمنة.
- عند الأشخاص الذين تتعرض أعينهم لعوامل معينة بشكل متكرر مثل (الرمل، الدخان، والرياح).
ما هي أعراض ظفر العين؟ وهل يُعد المرض خطيراً؟!
قد تكون الظفرة خفيفة ولا تسبب أعراضاً على الإطلاق. أما الأعراض الشائعة التي يُحتمل أن تسببها ظفرة العين هي:
- احمرار وتورم منطقة الملتحمة.
- عدم وضوح الرؤية (رؤية ضبابية).
- جفاف العين.
- حكة في العيون مع حرقة.
- ظهور بقعة صفراء أو نتوء على بياض العين.
- الإحساس بوجود جسم غريب عالق في العين كالرمل والحصى.
- مشاكل كبيرة في الرؤية (بحال نمو الظفرة بشكل كبير على طبقة القرنية وتغطيتها لها).
- عدم التمكن من ارتداء العدسات اللاصقة في بعض الأحيان بسبب الانزعاج التي تحدثه الظفرة.
وبالنسبة لمدى خطورة المرض؛
فإن ظفر العين عبارة عن نمو حميد يصيب جزءاً من بياض العين، وتكمن خطورة ظفر العين في أنه يمكن أن يسبب في الحالات الشديدة تندباً في القرنية، وهي عبارة عن حالة تحتاج علاجاً فورياً لأنها تحمل خطر فقدان البصر لدى المريض.
تشخيص ظفر العين، وما هي الأمراض التي نشك فيها عند وجود الظفرة؟!
لا يُعد تشخيص ظفرة العين أمراً صعباً، إذ يمكنك ببساطة زيارة طبيب العيون الخاص بك وعرض الحالة عليه.
ومن الإجراءات المحتمل للطبيب القيام بها ما يلي:
- فحص العين بدقة بوساطة المصباح الشقي وذلك من أجل تحديد حدود الظفر بشكل عام.
- اختبار حدة البصر (الذي يتضمن فحص قراءة الحروف على لوحة خاصة).
- صورة للقرنية يظهر فيها بنيتها بشكل أساسي وقياس مدى الانحناء فيها (صورة طبوغرافية).
- تصوير الظفرة، وذلك من أجل متابعة نموها في الزيارات القادمة التي سيقوم بها المريض.
الأمراض التي نشك بحدوثها عند وجود الظفرة:
يجب عند تشخيص ظفر العين استبعاد الأمراض التالية:
- ظفرة العين الكاذبة.
- تواجد الشُّحيمة:
وهي نمو غير طبيعي أصفر اللون على سطح ملتحمة العين، لا يسبب عادةً أعراضاً سوى بعض الانزعاج الخفيف.
- التهاب القرنية العقدي:
إذ يشاهد فيه بؤرة التهابية في النسيج ما فوق الصلبة، وهو مؤلم بشكل خفيف على عكس الظفرة.
- التهاب القرنية الهامشي:
حالة التهابية تصيب القرنية المحيطية، ويلاحظ وجود التقرح فيها عادةً.
- سرطان الملتحمة الموضعي.
علاج ظفر العين والاختلاطات الوارد حدوثها:
يتساءل الكثير من المرضى عن كيفية علاج ظفر العين، إذ لا تتطلب الحالة عادةً العلاج ما لم تسبب إزعاجاً شديداً أو تشوشاً في الرؤية، ولذلك يجب زيارة الطبيب واستشارته بين حينٍ وآخر من أجل معرفة تطور الحالة لديك وما إذا كانت تؤثر على البصر.
طرق العلاج:
وللحديث عن طرق علاج ظفر العين، فيوجد لدينا طريقتين للعلاج، إما دوائية أو جراحية:
-
العلاج الدوائي:
قد يصف لك الطبيب بعض الأدوية والقطرات العينية التي من شأنها تخفيف الاحمرار والانزعاج الحاصل، ويمكن حتى وصف المراهم الحاوية على الستيروئيدات من أجل تخفيف شدة الحالة.
-
العلاج الجراحي:
يتم اللجوء للجراحة من أجل علاج ظفر العين عندما تصبح الحالة مؤثرة على الرؤية بشدة، ويكون هناك نمو متواصل في الظفرة دون تراجع أو توقف، وعندما لا يؤمّن العلاج الدوائي الراحة للمريض. ويجب أخذ العلم أن الحالة قد تظهر مجدداً حتى بعد إجراء الجراحة، وقد يحدث بعدها لدى المريض مشكلة جفاف العين أيضاً.
أما الاختلاطات الوارد حدوثها بعد الجراحة فهي:
- حدوث ورم دموي تحت الملتحمة.
- حدوث تنخر في الصلبة.
- المياه الزرقاء في العين بشكل ثانوي (الزرق الثانوي الحاد severe secondary glaucoma).
- ترقق القرنية.
وعند حدوث هذه الاختلاطات في العين يمكن أن يتم علاجها وذلك حسب طبيعة وشدة كل اختلاط.
بعض الإرشادات لما بعد الجراحة:
- يجب عليك ارتداء رقعة للعين لمدة يوم أو يومين.
- يمكنك معاودة العمل والأنشطة المعتادة في غضون عدة أيام.
- يُطلب منك وضع قطرات ستيروئيدية لفترة قد تكون طويلة، ريثما يخف الالتهاب وتعاود الأنسجة التئامها.
- من المهم جداً مراقبة العين لمدة عام، إذ إن معظم حالات ظفر العين تعاود الظهور بغضون 12 شهراً.
- يُنصح دوماً بارتداء نظارات شمسية من أجل حماية العين وعدم نكس الإصابة.
هل يمكن الوقاية من ظفرة العين؟!
تتم الوقاية من ظفر العين عن طريق اتباع عدة إرشادات ونصائح يمكن للفرد من خلالها تقليل خطورة حدوث الحالة أو على الأقل المساهمة في إبطاء نموها. وتكون هذه الإجراءات على النحو التالي:
- تجنب التعرض للعوامل التي يمكن أن تحرض ظهور الظفرة.
- ارتداء النظارات الشمسية حتى لو لم يكن هناك أشعة شمس واضحة، وذلك من أجل حماية العين من تأثير الأشعة فوق البنفسجية ومن تأثير الرياح.
- تجنب التعرض للدخان والأتربة، لأنها تُعد من العوامل المحرضة للحالة.
- ارتداء قبعة ذات حواف، وذلك لضمان حماية العين من الشمس.
- محاولة استخدام القطرات المرطبة للعين بشكل منتظم وذلك لمنع حدوث جفاف العين وتفاقم الحالة.
وهكذا نرى أن ظفر العين هو حالة تصيب العين نتيجة نمو أغشية الملتحمة بشكل غير طبيعي على سطح الصلبة، إذ تسبب الحالة بعض الإزعاج للمريض، الحكة، وكذلك الحرقة. كما أن الأعراض قد تتطور لتسبب مشاكل في الرؤية وذلك بحال امتداد الظفر تجاه وسط عينيك. والذي يسبب الظفر في العين هو مجموعة من العوامل المؤثرة يأتي في مقدمتها أشعة الشمس. أما عن علاج ظفرة العين؛ فيجب عرض الحالة على الطبيب وذلك من أجل البدء بالعلاج الدوائي أو الجراحي عند تفاقم الحالة.
ودمتم بألف صحة!
مدونات ذات صلة :
هل تكلفة زراعة الشعر في تركيا مرتفعة؟
هل يمكن زراعة الأسنان بدون جراحة ؟
مميزات وعيوب ابتسامة المشاهير في تركيا
