إن كنتما زوجان يعانيان حاليًا من العقم، لابد وأن طُرح أمامكما تقنية أطفال الأنابيب الطبية، والتي تُعرف بالتلقيح الصناعي IVF، من ضمن خيارات العلاج سواءً من قبل الطبيب المعالج أو سمعتما عنها من الإنترنت أو محيطكما، ولكن لديكما الكثير من الأسئلة والمخاوف عن هذا الإجراء الطبي ومدى فعاليته في علاج العقم.
لذلك نضع بين أيديكما في مقالنا هذا كل ما يجب معرفته عن التلقيح الصناعي IVF أو ما يُعرف بعملية طفل الأنبوب، وسنحاول الإجابة عن كل تساؤلاتكم حول هذا الموضوع، ابتداءً من لماذا يُستخدم وصولًا إلى مخاطر هذا الإجراء ونسبة نجاحه أيضًا.
ما هو التلقيح الصناعي IVF؟
تقنية الإخصاب داخل المختبر هي إحدى طرق المساعدة على الإنجاب (ART)، وهي عبارة عن عدة خطوات متتالية أولها استرجاع أو سحب البويضات الناضجة من المبيض ثم يجري تخصيبها بالحيوانات المنوية في المختبر، ويلي ذلك نقل الجنين المتشكل إلى رحم المرأة.
وتستغرق كل دورة تلقيح صناعي حوالي ثلاثة أسابيع وقد تستغرق وقتًا أطول، كما أنها إجراء معقد وذو تكلفة عالية، إذ أن فقط 5% من الأزواج الذين يعانون من العقم يلجؤون إليها، لذلك غالبًا ما يجرب الزوجان علاجات أخرى للخصوبة باستخدام أدوية الخصوبة أو طريقة التلقيح داخل الرحم IUI أولاً.
ونؤكد على أن تقنية التلقيح الصناعي تختلف عن إجراء التلقيح داخل الرحم IUI الذي يقتصر على إيصال الحيوانات المنوية إلى داخل الرحم -وليس الجنين- كخطوة مساعدة ليحدث بعدها الحمل بشكل طبيعي.
إن التلقيح الصناعي IVF هي أكثر طرق المساعدة على الإنجاب استخدامًا، وقد أثبتت هذه التقنية فعاليتها كإحدى وسائل تدبير العقم، لذلك يزداد الاعتماد عليها كما تزداد المراكز الطبية التي تقوم بهذا الإجراء حول العالم.
ما هي دواعي استخدام طريقة التلقيح الصناعي IVF؟
يمكن اعتبار طفل الأنبوب أو التلقيح الصناعي IVF طريقة فعالة لعلاج العقم في كل من الحالات التالية:
- العقم بسبب داء البطانة الرحمية (انتباذ البطانة الرحمية).
- انخفاض الخصوبة لدى السيدات فوق سن الأربعين.
- العقم لدى الرجال: انخفاض تعداد أو جودة الحيوانات المنوية.
- مشاكل في الرحم ( تشوه أو وجود أورام ليفية تؤثر على الحمل والإنجاب) أو قناة فالوب (تشوهها أو انسدادها).
- اضطراب التبويض أو انخفاض وظيفة المبيض.
- عدم قدرة الحيوانات المنوية على اختراق عنق الرحم.
- العقم بسبب مناعي (تهاجم الخلايا المناعية الحيوانات المنوية أو البويضات).
- العقم مجهول السبب أو غير المبرر.
قد نلجأ لهذه التقنية عند وجود مرض وراثي لدى الأب أو الأم، إذ يستطيع الطبيب المعالج أن يحدد المورثات المرضية ومن ثم يزرع داخل الرحم الأجنة دون العيوب الوراثية (السليمة) فقط.
كيف يتم التلقيح داخل المختبر IVF؟
المعروف أن تقنية التلقيح الصناعي في العيادة أو المركز الطبي المختص تتم على مراحل عدة مستغرقةً أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع في الدورة الواحدة، ولا يُشترط أن تكون المحاولة الأولى ناجحةً بالضرورة، وخطواتها هي:
-
تحريض الإباضة:
باستعمال هرمونات اصطناعية لمساعدة المبايض على إنتاج بويضات عدة بدل البويضة الواحدة التي يتم إنتاجها كل شهر، وبشكل عام يجري تحريض الإباضة لمدة أسبوع إلى أسبوعين.
قد يطلب منكِ الطبيب خلال هذه المرحلة استخدام بعض الأدوية:
- أدوية تنشط المبيض مثل FSH هرمون تحفيز الجريب، أو LH الهرمون الملوتن، أو مزيج من الهرمونين معًا.
- أدوية إنضاج البويضات: عندما تكون الجريبات جاهزة لاستخراج البويضات (بعد ثمانية إلى 14 يوم) نعطي موجهة الغدد التناسلية المشيمية البشرية HCG.
- أدوية لمنع التبويض المبكر.
- أدوية لتحضير بطانة الرحم (مكملات البروجسترون) قد يوصي بها الطبيب في يوم سحب البويضات
- أو في وقت نقل الأجنة.
-
استخراج البويضات:
يتم سحب البويضات في العيادة أو المركز بعد 36 إلى 48 ساعة من الحقن النهائي وقبل الإباضة، ويستغرق هذا الإجراء حوالي 20 دقيقة.
تجري هذه الخطوة تحت التخدير، ويستخدم فيها طبيب النسائية إبرة موجهة بالموجات فوق الصوتية (الإيكو عبر المهبل) لاستخراج البويضات عادةً، وفي حال تعذر الاستخراج بهذه الطريقة قد يلجأ الطبيب إلى توجيه الإبرة بواسطة الإيكو البطني، ثم يتم وضع البويضات المستخرجة في سائل مغذي (وسط زرع).
-
استرجاع الحيوانات المنوية:
نطلب من الزوج عينة من السائل المنوي صباح يوم سحب البويضات، عادةً يتم جمع السائل المنوي عن طريق الاستمناء، وقد يتم استخراج النطاف من الخصية مباشرةً في بعض الحالات فقط.
ثم يجري فصل الحيوانات المنوية (النطاف) من السائل المنوي في المختبر.
-
تلقيح البويضات:
يتم في المختبر، بإحدى هاتين الطريقتين:
- التخصيب التقليدي، إذ يتم دمج البويضات والحيوانات السليمة في وسط الزرع ثم احتضانها طوال الليل.
- الحقن المجهري ICSI، وفي هذه الحالة سيتم إدخال الحيوان المنوي مباشرةً في بويضة ناضجة واحدة.
ونلجأ إلى الحقن المجهري في حال فشل الإخصاب داخل المختبر بالطريقة التقليدية، أو إذا كانت هناك مشكلة في جودة السائل المنوي ويجب معالجتها.
-
نقل الأجنة:
نحصل على الأجنة بعد خمسة إلى ستة أيام من التلقيح، ثم يُجرى نقلها في العيادة بعد يومين إلى خمسة أيام من استخراج البويضات، وهذا الإجراء غير مؤلم عادةً.
ويتضمن وضع الجنين أو الأجنة داخل الرحم بواسطة المحقنة، وإذا نجحت هذه العملية سيتم انغراس الجنين في بطانة الرحم بعد ستة إلى عشرة أيام من سحب البويضات.
ما المخاطر المترتبة على التلقيح الصناعي IVF؟
مع أن تقنية الإخصاب داخل المختبر من العلاجات الحديثة والفعالة إلا أنها مثل أي إجراء طبي تنطوي على عدة مخاطر أو اختلاطات محتملة الحدوث، وأهمها:
- الحمل المتعدد.
- الولادة المبكرة وانخفاض وزن الولادة.
- متلازمة فرط تنبيه المبيض الناجمة عن استخدام العقاقير التي تحفز الإباضة، فيصبح المبيض منتفخاً ومؤلماً.
- الإجهاض:
إن معدل حدوث الإجهاض لدى السيدات اللواتي يحملن بتقنية طفل الأنبوب هو ذاته لدى من يحملن بشكل طبيعي (15 إلى 25 %) وتزداد هذه النسبة مع تقدم السيدة بالعمر.
- الحمل خارج الرحم:
تعاني 2-5% من السيدات اللواتي جربن التلقيح الصناعي من الحمل الهاجر، والذي عادةً ما يحدث في قناة فالوب.
- اختلاطات ناجمة عن سحب البويضات مثل نقل العدوى أو حدوث نزف، وكذلك اختلاطات متعلقة بالتخدير إذا تم استعماله.
- العيوب الخلقية:
علمًا أن عمر الأم هو العامل الأساسي بحدوثها، وارتباط حدوث العيوب الخلقية بالتلقيح الصناعي ما يزال قيد البحث ويحتاج إلى المزيد من الدراسة.
- القلق والتوتر: إن عملية التلقيح داخل المختبر قد تكون خياراً علاجياً مستنزفاً مالياً، جسدياً، وعاطفيًا.
لقد تم الربط سابقًا بين هذه الطريقة وحدوث السرطان، ولكن حسب نتائج الدراسات الحديثة يبدو أنه لا يوجد أي زيادة في خطر الإصابة بسرطان الثدي، بطانة الرحم، عنق الرحم، أو المبيض بعد إجراء التلقيح الصناعي.
ما نسبة نجاح تقنية التلقيح داخل المختبر IVF؟
تعتمد معدلات نجاح عمليات التخصيب داخل المختبر على عدد من العوامل، ومن بينها:
- سبب العقم.
- المكان الذي ستُجرى فيه العملية.
- البويضات مجمدة أو طازجة أو تم التبرع بها.
- العمر: النساء الأصغر سنًا أكثر عرضةً للحمل الناجح. لا يُنصح عادةً بالتلقيح الصناعي للنساء فوق سن 42 عامًا لأن فرص نجاح الحمل يُعتقد أنها منخفضة جدًا.
في عام 2019، كانت نسب علاجات أطفال الأنابيب التي أدت إلى ولادة حية هي:
- 32٪ للنساء دون سن 35.
- 25٪ للنساء بين 35 و 37 سنة.
- 19٪ للنساء بين 38 و 39 سنة.
- 11٪ للنساء في سن 40 إلى 42.
- 5٪ للنساء من سن 43 إلى 44.
- 4٪ للنساء فوق سن 44.
قد يؤدي الحفاظ على وزن صحي، وتجنب الكحول والتدخين والكافئين أثناء العلاج إلى تحسين فرصكِ في إنجاب طفل بتقنية التلقيح الصناعي IVF.
وهكذا نجد فيما يتعلق بإجراء طفل الأنبوب IVF -وهو سلسلة من الإجراءات البسيطة التي تجري وفق تسلسل معين في العيادة أو في المراكز الطبية- يجوز القول بأنه في النهاية ليس إلا أحد طرق علاج العقم له العديد من المزايا والعيوب كغيره من الإجراءات الطبية، إلا أن مجاله آخذ في الاتساع ويزداد الاعتماد عليه، خاصةً وقد أثبت فعاليته مع مرور الأيام، مما جعله وسيلة تستحق التجربة، فمن الممكن أن يكون هو الطريق لإنجاب الأطفال والتغلب على العقم.
مدونات ذات صلة :
هل تكلفة زراعة الشعر في تركيا مرتفعة؟
هل يمكن زراعة الأسنان بدون جراحة ؟
مميزات وعيوب ابتسامة المشاهير في تركيا