أدوية سد الشهية… الحل السحري للتخلص من السمنة!!

تُعتبر السمنة مرضاً شائعاً عالمياً، والتي قد تنجم عن عوامل وراثية أو مرضيّة أو نفسيّة، ويعاني كثيرون حول العالم في معالجتها ويحلُمون بالحصول على قوام ممشوق وجسم متناسق، إذ تزداد الأسئلة يومياً على صفحات الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي عن أدوية التخسيس والحبوب التي تعمل على حرق الدهون وإنقاص الوزن، بعد أن فشلت طرق الحميات الغذائية وتغييرات نمط الحياة في التخلص من السمنة.

يَعتقد عدد من الباحثون في دراسات حديثة أن الحصول على علاج طبي عالي الفعالية يُعد خطوة مهمة في علاج مرضى السمنة ومساعدة مرضانا الذين يعتقدون أنه إذا لم ينجح تغيير نمط الحياة فإن جراحة السمنة هي الحل الوحيد.

فهل يُمكن للأدوية أن تساعد في علاج السمنة؟! ما هي أدوية سد الشهية؟! وما دور الأعشاب الطبيعية في التخلص من الدهون الزائدة؟!

سنفصِّل معاً في هذا المقال حول إجابات هذه الأسئلة والمزيد من المعلومات عن طرق علاج السمنة.

متى أستخدم الأدوية لعلاج السمنة؟

أدوية سد الشهية

قد نجد أشخاصاً يعانون من السمنة، على الرغم من أنهم يتبعون نظاماً غذائياً صحياً ويمارسون نشاطات وتمارين رياضية تماماً عكس أولئك الذين لديهم وزن معتدل مع أنهم لا يمارسون الرياضة ويتبعون نظاماً غذائياً غير صحي ونمط حياة غير مستقر، لهذا السبب تمت الموافقة على العلاجات الدوائية للتحكم بالوزن على المدى الطويل، وقد أشار الباحثون إلى ضرورة توسيع الوعي حول استخدام هذه الأدوية من خلال استشارة طبيبك المختص الذي يمكنه مساعدتك في الموازنة بين المخاطر والفوائد بالإضافة إلى تقييم التداخلات الأخرى مثل جراحة السمنة التي قد تكون خياراً مناسباً لك. 

يعتقد كثير من الناس أن الطريقة الوحيدة لإنقاص الوزن ومعالجة البدانة بعد فشل الحميات الغذائية والتمارين الرياضية هي الجراحة (جراحة البدانة)، وهذا اعتقاد خاطئ في أغلب الأحيان؛ لأن مشاركة الأدوية مع التغييرات في نمط الحياة قد تعمل على علاج السمنة بشكل جيد يُغنيك عن التداخل الجراحي ومضاعفاته، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن المريض حتى بعد إجراء جراحة البدانة يحتاج أيضاً للالتزام بنمط حياة محدد من نظام غذائي وتمارين رياضية لكي يحافظ على وزنه ويحصل على نتائج أفضل.

أفضل أنواع الأدوية المستخدمة في التخسيس (إنقاص الوزن):

أدوية سد الشهية

يعتمد تحديد الدواء الأفضل للمريض على عدة عوامل، تشمل الحالات المرافقة المرتبطة بالوزن، والتاريخ الطبي السابق للمريض (أمراض مزمنة يعاني منها المريض)، وتفضيل المريض للدواء إذ يعرض الطبيب على المريض الخيارات المتاحة التي يمكن أن تفيده ويوضح له فوائدها ومساوئها والآثار الجانبية المحتملة لكل منها فيختار المريض منها ما يمكنه تحمُّل آثاره.

تتنوع الأدوية المستخدمة في إنقاص الوزن وعلاج السمنة في كيفية تأثيرها، فمنها: 

  •  أدوية تؤثر على كيفية هضم الدهون:

 تعمل هذه الأدوية على منع أو تقليل امتصاص حوالي ثلث الدهون من الطعام الذي تتناوله، فلا يتم امتصاص الدهون في جسمك ويتم إخراجها مع البراز. سيساعدك هذا في تجنب زيادة الوزن، لكنه لن يؤدي بالضرورة إلى فقدان الوزن.

  • أدوية داء السكري: 

تحتوي بعض أدوية النمط الثاني من الداء السكري على الهرمون الشبيه بالغلوكاغون (GLP-1)، وهو أحد الهرمونات التي تُفرَز استجابةً لتناول الطعام، ترتفع نسبته في الدم مباشرةً خلال 10 دقائق ويبقى مرتفعاً، ويدور في الدم لعدة ساعات تجعلك تشعر بالشبع لفترة طويلة فيؤدي ذلك إلى تنظيم الشهية لديك ومنع الإفراط في تناول الطعام أو تناول وجبات صغيرة بين الوجبات الأساسية.

  • أدوية تعمل على سد الشهية.

أدوية سد الشهية:

أدوية سد الشهية

ما هي أدوية سد الشهية؟

إن أقراص (حبوب) سد الشهية هي نوع من أدوية إنقاص الوزن وعلاج السمنة، تؤثر على الجهاز العصبي لديك فإما أن تُثبط شعورك بالجوع أو أن تزيد إحساسك بالشبع، ويتم ذلك عن طريق العمل على هرمونين أساسيين في الجسم يُسميان هرمون الجوع (الغريلين Ghrelin) وهرمون الشبع (الليبتين Leptin). يؤثر هذان الهرمونان في دورة الجوع والشبع (تنظيم الجوع والشبع) في الجسم.

كيف تؤثر أدوية سد الشهية في خسارة الوزن؟

  • يُفرَز هرمون الجوع (الغريلين) من المعدة والأمعاء، ويُحفز الشهية مما يجعل الفرد يهضم المزيد من الطعام ويُخزّن المزيد من الدهون، وقد تبين أن زيادة هذا الهرمون في الجسم تزيد الشهية بنسبة 30%، وبالتالي ففي هذه الحالة يمكن لأدوية سد الشهية التي تحتوي على مثبطات هرمون الجوع (أدوية تُعطِّل عمل الهرمون) أو مُقلّداته التي ترتبط بمستقبلاته وتقلل من إفرازه في الجسم (أدوية تشغل مكان الهرمون فلا يستطيع أن يقوم بوظيفته) أن تفيد في خسارة الوزن عن طريق سد الشهية وعدم الشعور بالجوع. 
  • أما هرمون الشبع (الليبتين) فهو يُفرَز من الخلايا الدهنية الموجودة في الدهون المتراكمة في الجسم، وإن وظيفته الأساسية هي تنظيم الدهون ومساعدة الجسم في الحفاظ على وزنه.
    نظرًا لأنه يأتي من الخلايا الدهنية؛ فإن كميات اللبتين ترتبط ارتباطًا مباشرًا بكمية الدهون في الجسم. إذا زاد الفرد من تناول الدهون؛ فسوف تزداد مستويات اللبتين، والعكس بالعكس. وبالتالي فإن الأدوية التي تُحفز إفراز الليبتين ورفع مستوياته في الدم يمكنها أن تساعد بشكل كبير في استمرار الشعور بالشبع لفترة طويلة وبالتالي سد الشهية للطعام ومن ثم إنقاص الوزن والتخلص من السمنة.
    وقد أُثبت دور الليبتين في معالجة الحالة المعروفة باسم نقص هرمون الليبتين الخلقي التي تتجلى بالسمنة المفرطة عند الأطفال وتأخر البلوغ من خلال حقن الليبتين عند هؤلاء الأشخاص.

هل تحتاج أدوية سد الشهية لوصفة طبية؟

نعم، وعلى الرغم من أن الكثير من الإعلانات على مواقع التواصل تروّج لبعض أدوية سد الشهية على أنها فعالة في إنقاص الوزن ولا تسبب أي تأثيرات جانبية ويمكن تناولها بشكل سليم تماماً؛ إلا أنه من الواجب استشارة طبيبك الخاص قبل تناول أي منها لأنها -كما سبق وذكرنا- تعمل من خلال التأثير على الجهاز العصبي وتنظيم الهرمونات في الجسم، وإن أي جرعة زائدة من هذه الأدوية أو خطأ في تناولها سيؤدي إلى مشاكل كبيرة في الجسم.

الآثار الجانبية لأدوية سد الشهية وعلاج السمنة:

أدوية سد الشهية

تختلف الآثار الجانبية لكل دواء حسب نوعه وآلية تأثيره؛ لذلك يجب أن تتأكد من فهمك للآثار الجانبية للدواء قبل تناوله، وسنورد هنا التأثيرات المختلفة التي قد تسببها أدوية إنقاص الوزن: 

  • ارتفاع ضغط الدم.
  • الخفقان.
  • مشاكل في النوم (الأرق).
  • الصداع والعصبية.
  • الغثيان والإمساك.
  • جفاف الفم.
  • الاكتئاب الذي يعاني منه مسبقاً الأشخاص المصابون بالسمنة.
  • الإسهال الدهني  (قد يسبب الإسهال منع امتصاص حبوب منع الحمل لدى النساء اللواتي يستخدمن الدواءين معاً؛ فيُفضل في هذه الحالة استخدام وسيلة منع حمل أخرى).

خطر تناول أدوية سد الشهية خلال الحمل:

عموماً، ينصح الأطباء والباحثون بعدم استخدام الأم لأي أقراص أو كبسولات (أدوية) لإنقاص الوزن أو سد الشهية أثناء الحمل حفاظاً على صحتها وصحة الجنين، فقد تؤدي خسارة الوزن أثناء الحمل -أو عدم اكتساب الوزن المناسب- إلى تعريض طفلك لخطر الإصابة بمجموعة متنوعة من المضاعفات الصحية، يتضمن ذلك: أن يكون صغير الحجم بالنسبة لسن الحمل، وإن هذا يزيد من فرص حدوث:

  • مشكلة في الحفاظ على درجة حرارة الجسم لدى الجنين.
  • انخفاض نسبة السكر في دم الجنين.
  • صعوبة في التنفس.
  • إعاقات. 
  • عيوب في الجهاز العصبي.
  • الموت في السنة الأولى من العمر.

تناول أدوية إنقاص الوزن خلال الإرضاع:

من الممكن أن تُفرَز الأدوية في الحليب؛ لذلك لا يُنصح به للنساء المرضعات. لم تتم دراسة كيفية تأثير هذه الأدوية على الرضاعة الطبيعية بشكل جيد. ومع ذلك -ولأنه يعمل كمنشط- فقد يسبب آثارًا جانبية مثل العصبية والهياج ومشاكل النوم والتغذية.

أعشاب طبيعية لسد الشهية وحرق الدهون:

أدوية سد الشهية

يميل كثيرون للبحث عن المنتجات العشبية أو الأعشاب الطبيعية للتخسيس والتنحيف (لحرق الدهون) ظناً منهم أنهم بذلك يتفادون التأثيرات الجانبية للمواد الدوائية الكيميائية، ويتم تعزيز هذا المفهوم أكثر من خلال الإعلانات المتواصلة على شبكات الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.

 ولكن في الحقيقة لا يوجد أي دليل علمي موثوق أكّد على فعالية الأعشاب (كالزنجبيل والشاي الأخضر والحلبة ونبات الجنسنغ وزهرة إكليل الجبل وأعشاب الأوريجانو وغيرها من المواد) في حرق الدهون كما تدّعي معظم الإعلانات، ناهيك عن الآثار الجانبية الخطيرة التي قد تسببها تلك الأعشاب الطبيعية تماماً كالتي تسببها الأدوية وقد تكون أشد!

هل يُعتبر استخدام الأعشاب الطبيعية آمناً ويمكن استعمالها بدون وصفة طبية؟!

لقد حذّرت منظمة الغذاء والدواء FDA من الاستخدام العشوائي لهذه المواد، وذلك لأن منها ما يحتوي على المنشّطات ومضادات الاكتئاب التي تؤثر بشكل كبير على عمل الجهاز العصبي، ومنها ما يحتوي على هرمونات تفرزها بعض الغدد في الجسم بشكل طبيعي، ولكن زيادة هذه الهرمونات من خلال الأدوية العشبية تلك سيؤدي إلى خلل في عمل الغدة وما يتبعه من أضرار على الجسم بشكل عام.

 وقد تحتوي أيضاً هذه المكملات الغذائية العشبية على مواد محسّسة (مواد تسبب الحساسية) وهي من أشد التأثيرات الجانبية خطورةً، إذ قد تؤدي إلى الوفاة في حال كانت الجرعة المستخدمة كبيرة ولم يصل الشخص إلى وحدة الإسعاف في الوقت المناسب.

كيف يمكن لتأثير الأعشاب أن يكون أشد من تأثير أدوية سد الشهية؟!

يكمن السبب في أن الأدوية الكيميائية (الأقراص والكبسولات التي تُباع في الصيدلية) إنما هي مستخلصة من تلك الأعشاب بنسب مدروسة بشكل جيد ومجرّبة على حيوانات التجربة في المختبرات قبل أن يُسمح بتداولها في الأسواق _حتى لو كانت من الأدوية التي يمكن أن تُصرف بدون وصفة طبية، وبالتالي فإن تناول الشخص للعشبة ذاتها، والمستخلص منها الدواء الكيميائي، سيؤدي بالتأكيد لأعراض جانبية أشد سوءاً! فهو بذلك يأخذ أكثر من النسبة التي يستطيع جسمه تحملها.

 بعض الآثار الجانبية التي قد تسببها منتجات الأعشاب:

  • السكتات الدماغية والنوبات القلبية.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • اضطرابات في ضربات القلب.
  • فقدان الذاكرة.
  • اضطرابات المزاج.
  • أمراض الكبد وأمراض الجهاز الهضمي.

ختاماً نقول: لقد أشار الباحثون بعد كثير من الدراسات أنه نظراً لتعقيد السمنة؛ فإن الاعتماد على طريقة واحدة سواءً كانت الحميات الغذائية الصارمة أو نمط الحياة المحدد والصحي أو كبسولات إنقاص الوزن (أدوية سد الشهية) أو الأعشاب أو حتى التمارين الرياضية لن يجدي نفعاً لوحده وبالتالي لابد من مشاركة طريقتين أو ثلاث على الأقل ولمدة طويلة كي نحصل على الوزن الصحي ونحقق الهدف المطلوب.

 

مدونات ذات صلة :
هل تكلفة زراعة الشعر في تركيا مرتفعة؟

السياحة العلاجية في تركيا2024

هل يمكن زراعة الأسنان بدون جراحة ؟

مميزات وعيوب ابتسامة المشاهير في تركيا

تكاليف زراعة الأسنان في تركيا

كم تكلفة ابتسامة هوليود في تركيا؟

ابتسامة هوليود في اسطنبول

أسعار فينير الأسنان في تركيا

هوليود سمايل في تركيا، تعرف عليها

Share this post at :

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *