متلازمة تكيس المبايض والعقم

يُعد العقم مشكلة شائعة جداً عند المتزوجين إذ يصاب به 15% من الأزواج. وتُعد مشاكل المبيض أحد أشيع العوامل المسببة للعقم عند النساء.

من أحد أشكال هذه المشاكل: متلازمة تكيس المبايض التي زاد انتشارها بشكل كبير في عصرنا الحالي فهي المسبب الرئيسي لفرط الأندروجين وقلة الإباضة في سن الإنجاب وغالباً ما تسبب مشكلات استقلابية إضافةً إلى تأثيرها على الخصوبة إذ يُقدر أن 70% إلى 80% من النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض يعانين من العقم القابل للعكس.

في مقالنا هذا سنتحدث عن متلازمة تكيس المبايض وما تسببه من مشاكل، ليس فقط على الصحة الإنجابية إنما على الجسم ككل، ثم سنتحدث عن النصائح التي من الممكن أن تخفف من الإصابة بهذه المتلازمة.

ما هي متلازمة تكيس المبايض؟

متلازمة تكيس المبايض (تُسمى أيضاً متلازمة المبيض متعدد الكيسات pcos:  polycystic ovarian syndrome) هي متلازمة تصيب الكثير من الشابات في الجيل الحالي تنتج عن خلل هرموني يحدث عندما تنتج المبايض هرمونات بشكل زائد.

إذ ينتج المبيض مستويات عالية من هرمونات الأندروجين (الهرمونات الذكرية) مما يتسبب في اختلال التوازن مع الهرمونات الأنثوية. 

تُعتبر متلازمة تكيس المبايض من أكثر أسباب العقم القابل للعلاج شيوعاً عند النساء، إذ تؤدي المتلازمة إلى عدم انتظام الدورة الشهرية واضطرابات في عمل الغدد الصماء (الغدد التي تفرز هرمونات لتنظم عمل الجسم) مما يؤدي لدورات لا إباضية.

إضافةً إلى عدم إنتاج هرمونات كافية لتحقيق الإلقاح والتعشيش والحمل. ترمز كلمة “متلازمة” عن مجموعة من الأعراض التي تترافق دائماً مع بعضها، وتتضمن:

  • كيسات في المبايض.
  • مستويات عالية من هرمونات الذكورة.
  • دورة شهرية غير منتظمة أو غياب الطمث لفترات.

أشيع هذه الأعراض ظهوراً هو الدورات الشهرية غير المنتظمة والدورات اللا إباضية، وقد تظهر أكياس في المبيض مليئة بالسوائل مع بويضات غير ناضجة يمكن أن تُرى من خلال الإيكو، ولكن هذا ليس عرضاً دائماً؛ فعلى الرغم من أن اسم المتلازمة ” تكيس المبايض” إلا أن كيسات المبيض لا تظهر بشكل دائم عند جميع المصابات بهذه المتلازمة.

هذه الكيسات هي في الواقع جريبات، فكل واحدة منها تحتوي على بويضة غير ناضجة. ولا تنضج هذه البويضات بشكل كافٍ لتحفيز حصول عملية الإباضة.

يؤدي نقص الإباضة إلى تغيير في مستويات الهرمونات الأنثوية (الإستروجين والبروجسترون) إضافةً إلى انخفاض مستويات الهرمونات النخامية المسؤولة عن الإباضة (FSH, LH)، كما يرتفع مستوى هرمونات الأندروجين أعلى من المعتاد، وتؤدي هذه الهرمونات إلى تعطيل الدورة الشهرية بالتالي تكون الدورة الشهرية عند النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض أقل انتظاماً من النساء الطبيعيات.

ما أسباب متلازمة تكيس المبايض؟

إن السبب الحقيقي لمتلازمة تكيس المبايض ما يزال غير معروف بدقة، لكن توجد العديد من النظريات التي تفسر حدوث هذه المتلازمة، ومن أشيع هذه النظريات:

  • مقاومة الأنسولين:

الأنسولين هو هرمون ينتجه البنكرياس للتحكم في مستوى السكر في الدم إذ يساعد على تحريك السكر وخفض نسبته من خلال إدخاله إلى الخلايا حتى يتم استخدامه لتوليد الطاقة اللازمة لعمل الخلايا.

ويُقصد بمقاومة الأنسولين أن أنسجة الجسم تقاوم عمل هرمون الأنسولين مما يجبر الجسم لإفراز المزيد من هذا الهرمون حتى يستطيع العمل بشكل كافٍ.

تؤثر هذه المستويات العالية من هرمون الأنسولين على المبايض مما يؤدي لإنتاج الكثير من هرمون التستوستيرون الذكري مما يمنع الجريبات من النمو وما يتبعه من توقف عملية التبويض الطبيعي عن المرأة.

كما يمكن أن تؤدي مقاومة الأنسولين إلى زيادة في وزن المريضة مما قد يفاقم أعراض متلازمة تكيس المبايض؛ لأن زيادة الدهون تجعل الجسم ينتج المزيد من هرمون الأنسولين.

  • اختلال التوازن الهرموني:

وجد الأطباء أن العديد من النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض يعانين من خلل في مستويات هرمونات معينة، وتتضمن:

  • ارتفاعاً في مستوى هرمون التستوستيرون، وهو الهرمون الذكري الأكثر إنتاجاً، فعلى الرغم من أن جميع النساء ينتجن عادةً كميات صغيرة منه لتحفيز الإباضة بسبب تحفيزه إفراز هرمون LH من النخامة، إلا أن الكميات الكبيرة منه لها تأثيرات غير طبيعية على المبايض.
  • انخفاضاً في مستويات البروتينات الرابطة للهرمونات الجنسية التي يرتبط بها هرمون التستوستيرون مما يرفع من تأثيره في الجسم.
  • ارتفاعاً في مستويات هرمون البرولاكتين (الهرمون المسؤول عن إفراز الحليب) لدى النساء المصابات بالمتلازمة إذ يحفز هذا الهرمون غدد الثدي على إفراز الحليب أثناء الحمل.
  • أسباب وراثية:

تسري متلازمة تكييس المبايض في الوراثة أحياناً، ففي حال كانت والدتك أو أختك أو عمتك مصابة بمتلازمة تكيس المبايض، فغالباً ما يزداد خطر إصابتك بمتلازمة تكيس المبايض. وتشير هذه النظرية إلى وجود ارتباط جيني لمتلازمة تكيس المبايض على الرغم من كون هذه الجينات غير محددة بعد.

أضرار متلازمة تكيس المبايض على الصحة:

  • لماذا تسبب هذه المتلازمة العقم؟

تُعتبر متلازمة تكيس المبايض السبب الأكثر شيوعاً للعقم الناتج عن خلل في الإباضة، إذ إن 90% إلى 95% من النساء اللواتي يعانين من العقم الناتج عن خلل في الإباضة يكنّ مصابات بمتلازمة تكيس المبايض، كما يمكن أن تقاطع متلازمة تكيس المبايض الدورة الشهرية الطبيعية، ورغم ذلك فإن هذه المتلازمة تُعتبر قابلة للعلاج.

يكون مستوى بعض الهرمونات الجنسية عند النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض مثل (LH, FSH) مرتفعاً، وهي هرمونات تُفرَز من النخامة تنظم الدورة الشهرية عند النساء وتحفز الإباضة، كما يرتفع مستوى الهرمون الذكري التستوستيرون وهرمون الأنسولين. يظهر الاختلاف في مستويات هذه الهرمونات على شكل تأخر أو انقطاع طمث.

كما أن المستويات العالية من الأندروجينات تعيق نمو البويضة وانطلاقها من المبيض إلى القناة الناقلة للبيوض، وتُعرف هذه العملية بالإباضة. فإذا لم يتم إطلاق بويضة سليمة فلن تستطيع الحيوانات المنوية تلقيحها؛ مما يمنع حدوث الحمل ويسبب العقم. لذلك قد نلجأ للإخصاب المساعد عند الضرورة.

كما أن مقاومة الأنسولين التي تحدث بشكل مستقل عن السمنة في متلازمة تكيس المبايض قد تؤثر على الخصوبة والإباضة من خلال التدخل في إنتاج الكبد للبروتين الرابط للهرمونات الجنسية مما يؤدي لزيادة مستويات هرمون التستوستيرون الحر في الدم، مما يجعل أدوية السكري أحد خطوط العلاج لهذه المتلازمة.

كما يمكن أن تؤدي قلة إنتاج هرمون الأستروجين وفرط إنتاج الأندروجين من المبيضين إلى عدد من المظاهر السريرية الإضافية، تتضمن:

  • تشكل أكياس صغيرة على سطح المبيض بسبب عدم انطلاق البويضات.
  • زيادة نمو الشعر في مناطق غير مرغوبة من الجسم.
  • احتمال أعلى للإصابة بمرض السكري خلال الحمل.
  • حصول إجهاض في الثلث الأول أو الثاني من الحمل.
  • متلازمة تكيس المبايض والسكري:

تؤدي مقاومة الأنسولين إلى حدوث فرط في إفراز الأنسولين عند 65-70% من مرضى متلازمة تكيس المبايض. إذ يُقدر أن 30-40% من مريضات تكيس المبايض يعانين من ارتفاع معدل سكر الدم أو ما يُعرف باضطراب تحمل السكر. ولكن يصاب 7.5-10% من هؤلاء المريضات بالسكري من النمط 2.

على العكس من ذلك، فإن انتشار متلازمة تكيس المبايض يرتفع بين النساء المصابات بمرض السكري سواءً كان من النوع 1 أو 2. كما تشير الدراسات إلى أن متلازمة تكيس المبايض مرتبطة بزيادة انتشار مرض السكري من النمط 2 بمقدار أربعة أضعاف.

كما يمكن أن يؤدي الجمع بين غياب الإباضة وفرط أنسولين الدم إلى زيادة التكاثر في خلايا بطانة الرحم مما قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان الرحم أو أي ورم في عضو آخر من الجسم.

كيف يمكننا علاج متلازمة تكيس المبايض؟

على الرغم من أنه لا يوجد علاج حقيقي لمتلازمة المبيض متعدد الكيسات، إلا أن تغيير نمط الحياة وتخفيف الأعراض يُعتبر كافياً للتخلص من هذه المتلازمة. إذ يمكننا التحكم في الأعراض عن طريق إجراء تغييرات على نمط حياة المريض.

بالتالي يمكن للمريضات اتباع مجموعة من النصائح لتغيير نمط حياتهن فيما يتضمن ممارسة التمارين الرياضية وتناول الغذاء الصحي، ومن هذه النصائح:

  • ممارسة الرياضة:

إن ممارسة الرياضة لها تأثيرات إيجابية على متلازمة تكيس المبايض، فالرياضة تساعد على إنقاص الوزن، إذ إن حوالي 50% من المصابات بمتلازمة تكيس المبايض يعانين من زيادة الوزن أو السمنة.

كما أن الرياضة تقلل من تركيز هرمون التستوستيرون في الدم. بالتالي يمكن لممارسة التمارين الرياضية على المدى القصير أن تساهم في استعادة الخصوبة والإباضة، وكذلك تحسين مقاومة الأنسولين.

كما يمكن للتمارين أن تحسن صحتك العقلية، إذ يوجد ارتباط واضح بين متلازمة تكيس المبايض واضطرابات الصحة العقلية، لذلك يمكن أن تساهم الرياضة التي تشغل عقلك وجسدك في خفض نسبة خطورة الإصابة بهذه المتلازمة.

وتشمل هذه الرياضات: اليوغا. كما أن أفضل نوع من التمارين هو التمارين الهوائية مثل المشي السريع وركوب الدراجة والسباحة.

  • النظام الغذائي:

تعاني العديد من مريضات متلازمة تكيس المبايض من مقاومة الأنسولين، والذي يؤدي إلى زيادة الأندروجينات لدى النساء مما يزيد خطر حدوث العقم لديهن، ولكن مع اتباع نظام غذائي مناسب يمكن المساعدة في ضبط هذه المتلازمة والتخفيف من أضرارها.

يجب أن يتضمن غذاء المصابات نسباً عالية من الألياف لأنها تساعد على خفض مقاومة الجسم للأنسولين، إذ يجب أن تأكل النساء حوالي 21 إلى 25 جرام من الألياف يومياً، وتتواجد الألياف بشكل كبير في الأطعمة الخضراء والبقوليات، ونذكر منها:

  • الفول.
  • العدس.
  • التوت.
  • البازلاء الخضراء.
  • البروكلي.
  • بذور الشيا.

كما أظهرت الأبحاث أن النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض يكون لديهن نوع من الالتهاب في المبيض مما يحفزه على إنتاج الأندروجينات.

لذلك فمن الضروري أن يحتوي غذاء المريضات على الأطعمة المضادة للالتهاب التي لها دور في كبح حدوث الآليات التي تؤدي إلى الحدثية المرضية في الجسم وتوقف من انتشار الالتهاب فيه، تتضمن هذه الأغذية كلاً من:

  • الطماطم.
  • الخضار الورقية مثل السبانخ.
  • الأسماك.
  • المكسرات.
  • الفواكه مثل البرتقال والكرز.
  • زيت الزيتون.
  • زيت السمك.

وفي نهاية مقالنا نود أن نذكر بشيوع انتشار هذه المتلازمة، لكن على الرغم من كثرة انتشارها وتأثيراتها المسببة للعقم عند النساء فإنه يمكن لنا ببساطة تلافيها باتباع خطوات بسيطة للحفاظ على صحتنا الإنجابية حتى ننعم بأسرة سعيدة بعيداً عن الأمراض.

مدونات ذات صلة :
هل تكلفة زراعة الشعر في تركيا مرتفعة؟

السياحة العلاجية في تركيا2024

هل يمكن زراعة الأسنان بدون جراحة ؟

مميزات وعيوب ابتسامة المشاهير في تركيا

تكاليف زراعة الأسنان في تركيا

كم تكلفة ابتسامة هوليود في تركيا؟

ابتسامة هوليود في اسطنبول

أسعار فينير الأسنان في تركيا

هوليود سمايل في تركيا، تعرف عليها

Share this post at :