على الرغم من أن العقم لا يبدو مرضاً شائعاً ولا يُعد مشكلةً عامة، إلا أن الأرقام تخبرنا عكس ذلك تماماً! إذ أنه حسب تقدير منظمة الصحة العالمية 48 مليون زوج و 186 مليون فرد يعانون من العقم. وإن العقم يكاد يكون المرض الوحيد الذي يخص أكثر من شخص في نفس الوقت، فهو يؤثر بدايةً على العائلة ومن ثم تنتقل تأثيراته شيئاً فشيئاً إلى المجتمع.
سيساعدك هذا المقال في التعرف أكثر عن هذا المرض من كل جوانبه، من طريقة التشخيص وانتقالاً إلى الأسباب وانتهاءً بالعلاج الأنسب لكلا الجنسين.
ما هو العقم؟!
يُعرَّف العقم على أنه عدم القدرة على الحمل بعد عام واحد أو أكثر من ممارسة الجماع بشكل منتظم دون وقاية، ونظرًا لأنه من المعروف أن الخصوبة عند النساء تنخفض بشكل طردي مع تقدم العمر، يتم تقييم النساء في سن 35 عامًا أو أكبر بعد 6 أشهر من ممارسة الجماع دون وقاية في حال عدم حدوث حمل.
أنواع العقم:
- العقم الأولي: عندما لا يكون هناك حمل مطلقًا من قبل الشخص.
- العقم الثانوي: عندما يتم تحقيق حمل سابق واحد على الأقل.
أسباب العقم:
على اختلاف الثقافات والمجتمعات يبقى مرض العقم مسألة شائكة، تلقي بضغوطاتها على الزوجين، وكثيراً ما تكون المرأة هي المتَّهم الأول عند عدم إنجاب الأطفال، وتبدأ بزيارة العيادات وإجراء الفحوصات العديدة. ولأن الرجال يخجلون عادةً من زيارة الطبيب وفحص أنفسهم في وقت مبكر، كثيراً ما يتأخر الزوجان باكتشاف المرض وعلاجه بوقت أبكر، لذلك من الأهمية بمكان معرفة أسباب العقم عند الجنسين.
وقد يحدث العقم بسبب عدد من العوامل المختلفة، في الجهاز التناسلي الذكري أو الأنثوي. ومع ذلك، لا يمكن في بعض الأحيان معرفة أسباب العقم.
أبرز أسباب العقم عند الرجال
تختلف أسباب العقم بشكل كبير، ويتم تقييمها عادةً عن طريق تحليل السائل المنوي، وذلك من خلال تقييم عدد الحيوانات المنوية، حركتها، وشكلها من قبل الطبيب المختص.
ومن أهم الأسباب التي تؤدي للعقم:
- الاضطرابات في وظيفة الخصية أو القذف:
- دوالي الخصية.
- التعرض لإصابة في الخصيتين.
- تعاطي الكحول بكثرة، التدخين، واستخدام الستيروئيدات المنشطة.
- علاج السرطان الذي يتضمن أنواعًا معينة من العلاج الكيميائي، الشعاعي، أو الجراحة لإزالة إحدى الخصيتين أو كليهما.
- قد تؤدي الحالات الطبية مثل مرض السكري، التليف الكيسي، أنواع معينة من اضطرابات المناعة الذاتية، وأنواع معينة من العدوى إلى فشل الخصية.
- الاضطرابات الهرمونية:
تُنتج منطقة ما تحت المهاد (hypothalamus) والغدة النخامية (pituitary gland) في الدماغ هرمونات تحافظ على وظيفة الخصية الطبيعية. على سبيل المثال، قد يؤدي إنتاج كميات كبيرة من البرولاكتين -وهو هرمون تنتجه الغدة النخامية- في حال وجود ورم مثلاً إلى انخفاض أو انعدام الحيوانات المنوية.
- الاضطرابات الوراثية:
قد تؤدي الحالات الوراثية مثل متلازمة كلاينفلتر وغيرها من الاضطرابات الوراثية الأقل شيوعًا إلى عدم إنتاج حيوانات منوية أو انخفاض في عددها.
أبرز أسباب العقم عند النساء
- اضطرابات البوق:
مثل انسداد قناتي فالوب، وتَنتج بدورها عن الأمراض المنقولة جنسياً التي لم يتم علاجها، أو مضاعفات الإجهاض غير الآمن، أو إنتان الدم بعد الولادة.
- اضطرابات الرحم:
يمكن أن تكون إما التهابية أو خلقية في الطبيعة مثل الرحم المنفصل، أو حميدة كالأورام الليفية.
- اضطرابات المبيض:
مثل متلازمة المبيض متعدد الكيسات.
- اضطرابات في الغدد الصماء:
التي بدورها قد تسبب خللاً في الهرمونات التناسلية، وذلك كأمراض الغدة النخامية وتحت المهاد.
أعراض العقم:
إن العرض الرئيسي للعقم هو عدم القدرة على الحمل، وقد لا تكون هناك أعراض أخرى. في بعض الأحيان تظهر بعض الأعراض المحتملة للعقم سواءً عند النساء أو الرجال.
-
أعراض قد تشير إلى العقم عند الذكور
في كثيرٍ من الأحيان يكون سبب العقم هو قصور في الغدد التناسلية (hypogonadism) والذي يؤدي إلى نقص هرمون التستوستيرون، ومن الإشارات التي تدل على ذلك عند البالغين:
- أعضاء تناسلية صغيرة.
- صعوبة في اكتساب العضلات على الرغم من التمرينات القوية.
- عدم وجود لحية وعدم خشونة الصوت.
- انخفاض النشاط والرغبة الجنسية.
- الاكتئاب والتقلب في المزاج.
- التثدي (Gynecomastia).
- تناقص شعر الجسم.
-
أعراض قد تشير إلى العقم عند النساء
- العمر 35 عامًا أو أكثر، ومحاولة الحمل لمدة ستة أشهر أو أكثر.
- دورات شهرية غير منتظمة أو غائبة.
- دورات شهرية مؤلمة جدًا.
- الإصابة بمرض الانتباذ البطاني الرحمي أو الداء الحوضي الالتهابي.
- حالات إجهاض متكررة.
- الخضوع لعلاج السرطان.
تشخيص العقم:
تشخيص العقم عند الرجال
- تتطلب الخصوبة عند الذكور أمرين:
- أن تنتج الخصيتان عدداً كافياً من الحيوانات المنوية السليمة.
- وأن يتم قذف الحيوانات المنوية إلى المهبل حتى تلتقي بالبويضة.
- الاختبارات التي تكشف العقم عند الرجال:
- تحليل السائل المنوي لفحص سلامة الحيوانات المنوية وعددها.
- تحليل هرمونات الذكورة وخاصةً التيستوستيرون.
- الاختبارات الوراثية لتحديد ما إذا كان هناك خللاً وراثياً يسبب العقم.
- خزعة الخصية في بعض الحالات.
- ويمكن أيضاً إجراء دراسات التصوير مثل التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ أو الموجات فوق الصوتية عبر المستقيم أو الصفن، أو اختبار الأسهر (تصوير الأوعية).
تشخيص العقم عند النساء
- ترتكز الخصوبة عند النساء على:
- إطلاق المبايض للبويضات السليمة.
- أن يسمح الجهاز التناسلي للبويضة بالمرور إلى قناة فالوب والانضمام إلى الحيوانات المنوية من أجل الإخصاب.
- انتقال البويضة الملقحة إلى الرحم وانغراسها في البطانة.
- الاختبارات التي تكشف العقم عند النساء:
- اختبار الإباضة: يقيس اختبار الدم مستويات الهرمون لتحديد وجود فترة إباضة من عدمها.
- تصوير الرحم، البوق، وقناتي فالوب للبحث عن أي انسداد أو مشاكل أخرى.
- تحديد كمية البويضات المتاحة للإباضة.
- اختبارات هرمونات الغدة النخامية التي تتحكم بالهرمونات التناسلية.
- التصوير بالموجات فوق الصوتية للكشف عن أمراض الرحم أو المبيض.
- في حالات نادرة قد يتم إجراء تنظير للرحم.
علاج العقم:
علاج العقم عند الرجال
- الجراحة: وذلك لتصحيح دوالي الخصية جراحيًا أو إصلاح قناة الأسهر في حال وجود انسداد يعيق مرور السائل المنوي.
- الدواء: استخدام المضادات الحيوية وذلك لمعالجة التهابات الجهاز التناسلي، أو الأدوية التي تساعد في تحسين الخصوبة كحالات ضعف الانتصاب وسرعة القذف.
- العلاجات الهرمونية.
علاج العقم عند النساء
يعتمد علاج العقم على السبب، العمر، والمدة التي كنتِ تعانين فيها من العقم، وماذا تفضّلين. وكما هي عند الرجل، من الممكن أن تكون عبر الأدوية أو عبر الجراحة.
- الأدوية:
تعمل أدوية الخصوبة بشكل عام (مثل الهرمونات الطبيعية، كالهرمون المنبه للجريب FSH والهرمون اللوتئيني LH) على تحفيز الإباضة. ومن هذه الأدوية:
- سترات الكلوميفين والجونادوتروبين: يعملان على تحفيز الإباضة.
- ميتفورمين: ويتم استخدام هذا الدواء عندما تكون مقاومة الإنسولين سببًا معروفًا أو مشتبهًا فيه للعقم.
- يتروزول: وعادةً ما يُستخدم للنساء الأصغر من 39 عامًا المصابات بمتلازمة تكيس المبايض.
- الجراحة:
- جراحة تنظير البطن أو تنظير الرحم: قد تتضمن الجراحة تصحيح مشاكل تشريح الرحم، وإزالة سلائل (بوليبات) بطانة الرحم وبعض أنواع الأورام الليفية التي تشوه تجويف الرحم، أو إزالة التصاقات الحوض أو الرحم.
- جراحات البوق: في حالة انسداد قناتي فالوب وامتلائها بالسوائل.
- التلقيح داخل الرحم (IUI).
في العقود الأخيرة تطور الطب بشكل كبير، وباتت الحلول متوفرةً لأغلب مشاكل العقم التي يعاني منها الزوجان، ولهذا ينبغي على المريض ألا يتردد في الذهاب إلى العيادات المختصة لإجراء الفحوصات اللازمة في حال كانت الأعراض موجودة، لأنها قد تكون قابلة للعلاج. وعلى الرغم من كون بعض أسباب العقم حالات غير قابلة للعلاج، إلا أن تقنيات التلقيح الحديثة قد تكون الحل المناسب لمشكلتك.
مدونات ذات صلة :
هل تكلفة زراعة الشعر في تركيا مرتفعة؟
هل يمكن زراعة الأسنان بدون جراحة ؟
مميزات وعيوب ابتسامة المشاهير في تركيا