هل تعلم أنّه بحلول سن الثمانين، يعاني معظم الأشخاص من المياه البيضاء في العين (الساد) أو يكونون قد خضعوا لعملية المياه البيضاء في العين ؟! وأنّه يتمّ إجراء حوالي 8 ملايين عملية جراحية للمياه البيضاء في العين كل عام في جميع أنحاء العالم.
المياه البيضاء في العين أو إعتام عدسة العين هي منطقة عاتمة في عدسة عينك (الجزء الشفّاف من العين الذي يساعد على تركيز الضوء على الشّبكيّة) وبغض النّظر عن نوع إعتام عدسة العين لديك، ستحتاج إلى جراحة لعلاجه في مراحله المتقدّمة.
سنتعرّف في هذا المقال على تفاصيل جراحة المياه البيضاء؛ كيف تُجرى وما الذي يمكن أن تواجهه خلال العملية وما هي مخاطرها..
هل أنا بحاجة لعملية جراحية لإزالة المياه البيضاء في العين؟!
- إذا كنت مصابًا بالمياه البيضاء في العين، فإنّ القرار في علاج المياه البيضاء فيما إذا كنت ستمضي قدمًا في عملية إزالة المياه البيضاء أم لا يعود لك!
- عادةً ما تزداد المياه البيضاء في العين (الساد) سوءاً ببطء مع مرور الوقت، وتصبح الجراحة لاستبدال العدسة العاتمة هي الطّريقة الوحيدة لتحسين بصرك.
- لا ينبغي أن يعتمد قرار إجراء عملية الماء الأبيض في العين على نتائج اختبار العين (حدة البصر) فقط، حيث قد يكون لديك أسباب شخصيّة أخرى لاتّخاذ القرار بالخضوع لعملية جراحية، مثل ازدياد صعوبة القيام بأنشطتك اليومية وهواياتك واهتماماتك.
- يمكنك اختيار تأجيل إجراء الجراحة لفترة من الوقت وإجراء فحوصات منتظمة لمراقبة الحالة.
- لا توجد أدوية أو قطرات للعين ثبت أنّها تحسّن حالة المياه البيضاء في العين (الساد) أو تمنع تفاقمها.
- في معظم الحالات، لن يؤذي انتظار إجراء عملية المياه البيضاء عينك، لذلك لديك الوقت للنّظر في الخيارات المتاحة أمامك. إذا كانت رؤيتك لا تزال جيدة جدًا، فقد لا تحتاج إلى علاج المياه البيضاء بالجراحة لسنوات عديدة (هذا إن احتجتها).
عند التفكير في عملية المياه البيضاء، ضع هذه الأسئلة في عين الاعتبار:
- هل يمكنك أن ترى لدرجة تجعل القيام بعملك والقيادة أعمال آمنة؟
- هل لديك مشاكل في القراءة أو مشاهدة التلفاز؟
- هل يصعب عليك الطّهي، التسوّق، القيام بأعمال الحديقة، صعود السّلالم، أو تناول الأدوية؟
- هل تؤثر مشاكل الرؤية على مستوى اعتمادك على نفسك؟
- هل الأضواء الساطعة تجعل الرؤية أكثر صعوبة؟
إذا كانت الإجابة “نعم” على هذه الأسئلة فربما تكون بحاجة لإجراء عملية المياه البيضاء.
ما قبل العملية:
- سيتم إحالتك إلى طبيب عيون متخصص لإجراء تقييم قبل الجراحة.
- أثناء التقييم سيتم أخذ قياسات مختلفة لعينيك وبصرك.
سيقوم الجراح بتحديد قياسات عينك لتحديد قوّة التّركيز المناسبة لعدسة العين، وسيتم سؤالك أيضاً عن أيّ أدوية تتناولها، إذ قد يُطلب منك عدم تناول بعض هذه الأدوية قبل عملية المياه البيضاء.
قد يتم وصف أدوية على شكل قطرة للعين لتبدأ بها قبل الجراحة، إذ تساعد هذه الأدوية في منع العدوى وتقليل التورّم أثناء الجراحة وبعده.
التقييم هو فرصة لمناقشة أي شيء يتعلق بعمليتك، بما في ذلك:
- تفضيل العدسة، مثل الرّؤية القريبة أم البعيدة.
- مخاطر وفوائد الجراحة.
- إذا كنت ستحتاج إلى نظارات بعد الجراحة.
- كم من الوقت سيستغرق الأمر حتى تتعافى تمامًا.
- إذا كنت معتادًا على استخدام عين واحدة للمسافة وعين واحدة للقراءة -وهو ما يُسمى أحادية الرؤية- فيمكنك أن تطلب البقاء على هذا النحو، يعني هذا عادةً أنك ستحصل على عدسة للرؤية القريبة مثبّتة في عين،وعدسة للرؤية البعيدة مثبّتة في العين الأخرى.
كيف تُجرى عملية المياه البيضاء في العين (الساد)؟
تستغرق عملية المياه البيضاء في العين (الساد) -والتي تُجرى عادةً في العيادة الخارجية- ساعةً أو أقلّ من ذلك لإجرائها.
التحضير:
- سيضع طبيبك قطرة في عينك لتوسيع حدقة عينك.
- ستتلقى مخدرًا موضعيًا لتخدير المنطقة.
- قد يتمّ إعطاؤك مهدئًا لمساعدتك على الاسترخاء. إذا تمّ إعطاؤك مهدئًا، فقد تبقى مستيقظًا ولكن مترنحًا أثناء الجراحة.
أثناء جراحة الساد:
- تتم إزالة العدسة الضبابية، وعادةً ما يتم زرع عدسة اصطناعية شفّافة؛ لكن في بعض الحالات يمكن أن تتم عملية سحب الماء دون زراعة عدسة صناعية.
تشمل الطرق الجراحية لإزالة إعتام عدسة العين (الكاتاراكت):
- استحلاب العدسة:
يتم استخدام مسبار الموجات فوق الصوتية لتفتيت العدسة لإزالتها، حيث يُجري الجرّاح شقًا صغيرًا في مقدمة عينك (القرنية) ويُدخل مسبارًا رفيعًا بالإبرة في مادة العدسة في مكان تشكَل المياه البيضاء في العين.
ثم يستخدم الجرّاح المسبار، -الذي ينقل الموجات فوق الصوتية- لتفتيت (استحلاب) الساد وشفط الشظايا، ويُترك الجزء الخلفي من العدسة (كبسولة العدسة) سليمًا ليكون مكانًا للعدسة الاصطناعية. يمكن استخدام الغرزات لإغلاق الشق الصغير في قرنيتك (الجزء الشفاف من مقدّمة العين) عند الانتهاء من الإجراء.
- استخراج الساد خارج المحفظة:
يتمّ إجراء شقّ في العين وإزالة العدسة قطعة واحدة. يُعتبر هذا الإجراء الأقّل استخداماً، لأنه يتطلب إجراء شق أكبر من ذلك المستخدم في استحلاب العدسة.
من خلال هذا الشقّ الأكبر، يستخدم الجرّاح أدوات جراحية لإزالة الكبسولة الأمامية للعدسة والعدسة الضبابية التي تتكون من المياه البيضاء، وتُترك الكبسولة الخلفية للعدسة في مكانها لتكون بمثابة مكان للعدسة الاصطناعية.
يمكن إجراء هذا الإجراء إذا كان لديك بعض مضاعفات العين.
عند إجراء الشقّ الأكبر في استخراج المياه البيضاء خارج المحفظة سيتطلّب الأمر وضع غرزات أكثر.
بمجرد إزالة الماء الأبيض أو السّاد عن طريق استحلاب العدسة أو الاستخراج خارج المحفظة، يتم زرع العدسة الاصطناعية في كبسولة العدسة الفارغة.
ما بعد الجراحة:
- بعد عملية المياه البيضاء على العين، توقّع أن تبدأ رؤيتك بالتّحسن في غضون أيّام قليلة، قد تكون رؤيتك ضبابية في البداية ريثما تتعافى عينك وتتكيّف.
- قد تبدو الألوان أكثر إشراقًا بعد الجراحة لأنّك تنظر من خلال عدسة جديدة صافية، لانّه عادة ما يكون إعتام عدسة العين أصفر أو بني اللّون قبل الجراحة، ممّا يؤدّي إلى حجب مظهر الألوان.
- ستزور طبيب العيون عادةً بعد يوم أو يومين من إجراء عملية المياه البيضاء، ثمّ في الأسبوع التالي، ثمّ مرّة أخرى بعد حوالي شهر لمراقبة الشّفاء.
- من الطّبيعي أن تشعر بالحكّة والانزعاج الخفيف في العين بعد عملية المياه البيضاء وذلك لبضعة أيام، عليك تجنّب فرك عينك أو الضغط عليها.
- قد يطلب منك طبيبك ارتداء رقعة عين أو درع واقٍ في يوم الجراحة، وقد يوصيك أيضًا بارتداء رقعة العين لبضعة أيام بعد الجراحة والدرع الواقي عند النّوم أثناء فترة التعافي.
- قد يصف طبيبك قطرات للعين أو أدوية أخرى لمنع العدوى وتقليل الالتهاب والسيطرة على ضغط العين. في بعض الأحيان، يمكن حقن هذه الأدوية في العين وقت الجراحة.
- بعد يومين، يجب أن يختفي معظم الانزعاج، وغالبًا ما يحدث الشفاء التام في غضون ثمانية أسابيع.
- اتّصل بطبيبك على الفور إذا واجهت أيًا مما يلي:
- فقدان البصر.
- استمرار الألم على الرغم من استخدام مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية.
- زيادة احمرار العين.
- تورّم الجفن.
- ومضات ضوئية أو عدة نقاط جديدة (طافيات) أمام عينك.
ما هي مخاطر عملية المياه البيضاء في العين؟
مثل أيّ عملية جراحيّة، تنطوي عملية الساد على مخاطر حدوث مشاكل أو مضاعفات، فيما يلي بعض هذه المخاطر:
- التهاب العين.
- نزيف في العين.
- تورّم مستمر في مقدمة العين أو داخل العين.
- تورّم الشبكية (الطبقة العصبية في الجزء الخلفي من العين).
- انفصال الشبكية (عندما تُرفع الشبكية من مؤخرة العين).
- تلف أجزاء أخرى من عينك.
- ألم لا يتحسن مع الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية.
- رؤية مشوّشة.
- رؤية الهالات، الوهج، والظّلال الدّاكنة.
- فقدان البصر.
- قد تصبح غرزة العدسة داخل المحفظة مخلوعةً وتتحرّك خارج موضعها.
- لن تعمل جراحة الساد على استعادة الرّؤية المفقودة من مشاكل العين الأخرى، مثل الضّمور البقعي، الماء الأزرق (الزرق أو الجلوكوما)، أو اعتلال الشبكية السكري.
سيتحدث طبيب العيون معك عن مخاطر وفوائد جراحة الساد.
وهكذا نجد كيف أصبحت عملية المياه البيضاء (عتامة العين أو إعتام عدسة العين) من العمليات الشائعة جدا والآمنة أيضاً؛ نظراً للشّيوع الكبير لمرض الساد Cataract مع التّقدم بالعمر.
يطلب الطبيب من المريض العديد من التوصيات الواجب تطبيقها بعد الجراحة لضمان نجاح العملية، كما يتوجب عليك مناقشة طبيبك حول أي تخوّفات من العملية، إذ سيشرح لك طبيعة العملية وكيفية إجرائها ونسب نجاحها العالية.
وقبل الوصول إلى هذا كله حاول التقليل من عوامل خطر الإصابة بالسّاد لتجنّب الاضطرار إلى إجراء العملية الجراحية.
مدونات ذات صلة :
هل تكلفة زراعة الشعر في تركيا مرتفعة؟
هل يمكن زراعة الأسنان بدون جراحة ؟
مميزات وعيوب ابتسامة المشاهير في تركيا