أصبحت زراعة الشعر في تركيا فنًا متقدمًا يجسد سرّ جديد للجمال، إن فقدان الشعر يعد تحديًا لا يمرُّ به الكثيرون دون أثر، حيث يلقي هذا الواقع بظلاله على الثقة بالنفس والمظهر العام. وهنا يبرز دور تكنولوجيا زراعة الشعر في تركيا كخيار رائد، حيث يجتمع التقدم الطبي والفنية الجراحية ليخلقوا أسلوبًا جديدًا لاستعادة لمسة الجمال والشباب.
لمحة بسيطة عن زراعة الشعر في تركيا
زراعة الشعر في تركيا تعد إحدى العمليات التي تُجرى على يد مختص في الجراحة التجميلية أو الجلدية، إذ يقوم بنقل الجريبات الشعرية (والتي تُعرف أيضاً باسم بصيلات الشعر) إلى مكان تواجد البقع الصلعاء الفاقدة للشعر، ويتم اقتطاف هذه الجريبات من القسم الخلفي من الرأس أو من أحد الجانبين.
عادةً ما يتم إجراء هذه العملية داخل العيادة، ويكفي القيام بالتخدير الموضعي لإتمام هذا الإجراء، وفي الغالب لا توجد حاجة إلى التخدير العام.
نقوم بإجراء زراعة الشعر لدى المرضى الذين جرّبوا كل الطرق العلاجية ولم يجدوا أيّ فائدة، فلم يبقَ أمامهم سوى زراعة الشعر في تركيا كحل نهائي لتساقط الشعر، لكن يجب مناقشة الحالة المسببة لتساقط الشعر والسبب الكامن وراءها قبل الخضوع للعملية، فقد يكون السبب بسيطاً والعلاج كذلك، ولا توجد -بالتالي- حاجة للتكاليف الباهظة المترتبة على هذه العملية.
تقنيات زراعة الشعر في تركيا
تتعدد تقنيات زراعة الشعر في تركيا، دعنا نتعرف عليهم من خلال الفقرات الآتية:
جراحة الوحدة الجريبية FUT:
في هذه التقنية يقوم الجرّاح باقتطاع قطعة من جلد القسم الخلفي أو الجانبي للرأس، وخياطة المكان الذي اقتطعنا منه، ومن ثم يتم استخراج الجريبات الشعرية بشكل مفرد، بعد ذلك يتم زرع هذه الجريبات في الفروة حيث توجد المناطق الصلعاء، وعادةً ما نجري هذه العملية تحت التخدير الموضعي.
استخراج الوحدات الجريبية FUE:
تعتمد هذه الطريقة على نقل الجريبات الشعرية من أماكن تواجدها على الجلد، ومن ثمّ نقلها إلى المناطق من الفروة ذات الشعر الخفيف أو المفقود، وقد أصبحت هذه الطريقة في زراعة الشعر أشيع من طريقة FUT، حيث يلجأ الجرّاح في طريقة FUE إلى إحداث جيوب دقيقة في الجلد لاستخراج الجريبات الشعرية دون ترك أثر لمكان الاستخراج.
قد يحدث في هذه الطريقة بعض الآثار الجانبية، من ضمنها الندب الصغيرة التي قد تتشكل مكان الاستخراج، ومن الممكن أيضاً أن يحدث إنتان أو تموت للنسج في ساحة العمل الجراحي.
أسباب تساقط الشعر بشكل عام
لتساقط الشعر أسباب عديدة ومتنوعة، فقد يكون هذا التساقط هو عرض لأحد الأمراض التي قد تصيب الجسم، دعنا نتعرف على أسباب تساقط الشعر:
تساقط الشعر الكربي:
يُعتبر هذا السبب من الأسباب الشائعة لتساقط الشعر والتي تحدث بعد شهرين لثلاثة أشهر من تعرّض الجسم لشدة قوية، كالمرض الشديد والخضوع لجراحة كبرى أو الإصابة بإنتان شديد في الجسم.
ويحدث هذا النوع أيضاً بسبب التغيرات الهرمونية التي تتعرّض لها المرأة بعد مرحلة الولادة، ومن الممكن أن يتساقط الشعر من كل أنحاء الجسم عند التعرض لهذه الحالات السابقة الذكر، لكن من النادر أن تتشكل بقع صلعاء على فروة الرأس.
تأثير جانبي لأحد الأدوية:
قد يكون تساقط الشعر هو تأثير جانبي لبعض الأدوية، من ضمنها الأدوية التي تُستخدم لعلاج ارتفاع الضغط والمميعات الدموية، وأيضاً أدوية العلاج الكيماوي لمرضى السرطان، والتي تُعتبر من أشهر الأدوية المسببة لتساقط الشعر.
وجود حالة مرضية مسببة لتساقط الشعر:
هناك العديد من الأمراض التي تختفي وراء تساقط الشعر، وفي الغالب تتظاهر هذه الأمراض بأعراض أخرى مرافقة لتساقط الشعر، ومن هذه الأمراض:
- قصور أو نشاط الغدة الدرقية.
- اختلال التوازن في الهرمونات الجنسية كما في متلازمة المبيض متعدد الكيسات ودخول المرأة بسن اليأس.
- مشاكل التغذية وعوز العناصر الغذائية كالحديد والزنك وبعض أنواع الفيتامينات كالبيوتين.
- السفلس، والذي يُعتبر من الأمراض المنتقلة بالجنس.
سعفة الرأس:
تُعد سعفة الرأس من أسباب تساقط الشعر التي تحدث بشكل بقعي، والتي تنتج عن الإصابة بأحد أنواع الفطور، تتظاهر هذه الحالة على شكل بقع صلعاء متقشّرة على فروة الرأس مع تكسّر الشعر على سطحها، ويعتمد علاج السعفة على إعطاء مضادات الفطور مع احتمال عالٍ للنكس.
داء الثعلبة:
أيضاً تسبب هذه الحالة تساقط الشعر بشكل بقعي، ويعتبر داء الثعلبة مشكلة مناعية ذاتية، إذ تتم مهاجمة الجريبات الشعرية من قبل جهاز المناعة، وقد تتطور هذه الحالة إلى تساقط معمم لشعر الرأس.
أعراض بعد زراعة الشعر في تركيا
- يُعتبر التندب هو التأثير الجانبي الأكثر شيوعاً لعملية زراعة الشعر، ولا يمكن تجنب هذا الأمر بأي حال من الأحوال.
- الإنتان (العدوى) ويُعتبر هذا التظاهر غير شائع في عمليات زراعة الشعر.
- التقيّح والتقشّر مكان العمل الجراحي.
- يُعد الألم اختلاطاً شائعاً بعد عمليات زراعة الشعر في تركيا، ويمكن تدبير هذه الحالة بأخذ المسكنات كالإيبوبروفين والسيتامول والترامادول.
- أما بالنسبة للانتفاخ (الوذمة)، فعادةً ما يظهر في اليوم الثالث من العمل الجراحي، وينتشر هذا الانتفاخ تدريجياً على الوجه، وقد يكون لوضعية الشخص بعد العمل الجراحي دوراً في حدوث الانتفاخ والتورم؛ لذلك يُنصح باتخاذ وضعية الاستلقاء الظهري وتجنب وضعية الاستلقاء البطني أو على أحد الجانبين.
- يجب أخذ التحسس بعين الاعتبار لمن يتعرّض لتورّم باكر في الوجه، مع أو بدون طفح جلدي، لأن هذه الأعراض قد تدل على حدوث حساسية لدى المريض، ومن الممكن أن تتطور الحالة إلى هبوط في الضغط وصعوبة في التنفس، ومن الضروري استشارة الطبيب بأسرع وقت ممكن عند المرور بهذه الأعراض.
- الحكة أيضاً هي ظاهرة شائعة بعد عملية زراعة الشعر في تركيا، وقد يكون الجفاف والتقشر اللذان يصيبان فروة الرأس سبباً في حدوث هذه الحكة. يفيد كل من غسل الرأس من اليوم الثالث بعد العمل الجراحي وتطبيق الزيت بشكل موضعي في التخفيف من هذه الحكة.
- التهاب الجريبات الشعرية يحدث هذا الالتهاب كاستجابة لزرع الجريبات، وقد يكون الرض الفيزيائي والتخريش الكيميائي سبباً في حدوث هذا الالتهاب.
ما هي شروط عملية زراعة الشعر في تركيا؟
- تساقط الشعر لدى المريض بشكل فعلي.
- وجود مناطق معطية للشعر وذات كثافة جيدة.
- فروة بحالة سليمة، وصحة عامة جيدة للجسم أيضاً.
لذلك هناك مجموعة من الأسئلة يجب طرحها قبل الخضوع لعملية زراعة الشعر في تركيا، والتي من خلالها نستطيع ترشيح المريض لإجراء الزرع، وهي كالتالي:
- هل هناك نمط معين لتساقط الشعر؟
- هل تبدو الفروة بحالة صحية جيدة؟
- هل الشعر في المنطقة التي سنقتطف منها الشعر ذو كمية ونوعية جيدة؟
- هل تساقط الشعر لدى المريض بحالة غير مستقرة؟
- هل يوجد أدوية معينة أو مشكلة جلدية قد تؤثر على نجاح العملية؟
ما مدى نجاح زراعة الشعر في تركيا؟
إذا ما قارنّا علاجات تساقط الشعر مع بعضها، فإنّ زراعة الشعر في تركيا هي أكثر هذه العلاجات نجاحاً من بقية العلاجات الأخرى والتي تعمل على استعادة نمو الشعر، لكن هناك عدة نقاط يجب أخذها بعين الاعتبار عند تقييم نتائج زراعة الشعر في تركيا، وهي كالتالي:
- سيستعيد 10 ل 80 ٪ من الشعر المزروع نموّه خلال فترة تقدر من ثلاثة إلى أربعة أشهر.
- قد يرق الشعر المزروع بعد عملية الزرع كما في الأحوال العادية.
- من الممكن أن يكون لدى بعض الأشخاص الذين خضعوا للزرع جريبات شعرية خاملة وليس لديها القدرة على إنتاج الشعر، وهذا الأمر قد يؤثر على نتائج العملية ويجعلها أقل فاعلية في استعادة الشعر، لكن هناك بعض الدراسات أثبتت فعالية العلاج بالبلازما في استعادة نمو الشعر المزروع.
حالات محظورة من زراعة الشعر في تركيا
- ترقق معمّم في فروة الرأس أو صلع معمم فيها.
- تساقط الشعر بسبب الخضوع للعلاج الكيميائي أو أدوية محرّضة على تساقط الشعر.
- تشكّل ندب سميكة على الفروة ناتجة عن التعرض لإصابة ما.