تُرى.. ما أسباب تساقط الشعر لديّ؟!

ينمو الشعر في كل مكان من الجسم، ما عدا راحة اليدين وأخمص القدمين والأجفان، ويدخل في تركيب الشعرة بروتين يدعى الكيراتين والذي يتم إنتاجه داخل الجريبات الشعريّة الموجودة في الجلد. فعندما تقوم الجريبات بإنتاج خلايا شعرية جديدة؛ فإنها تقوم بدفع الخلايا القديمة باتجاه سطح الجلد بمعدل 6 إنش بالسنة.

يبلغ متوسط عدد الشعر الموجود في رأس البالغ بين 100 و150 ألف شعرة، وتبلغ الخسارة اليوميّة حوالي 100 شعرة.

ويُعتبر وجود الشعر على فرشاتك أمراً غير مقلق، لكن قد يكون تساقط الشعر مقلقاً في بعض الأحيان، لأنّه قد يخفي وراءه حالة مرضية لدى الشخص ويجب معالجتها، كالمشاكل التي تتعرض لها الغدّة الدرقيّة وغيرها من الغدد الموجودة بالجسم، إذ أنّ التغيرات الهرمونية لها دور كبير في نمو الشعر أو تساقطه.

كيف يكون النمو الطبيعي للشعر؟

سنبدأ بالحديث عن نمو الشعر في المرحلة الجنينية.

يكتمل تشكل جميع الجريبات الشعرية في الأسبوع 22، وفي هذه المرحلة؛ يصبح عدد الجريبات الشعرية في كامل الجسم حوالي 5 مليون جريب. يتوزع هذا الرقم بين الرأس الذي يحتوي على مليون جريبة شعريّة، وأيضاً فروة الرأس التي تحتوي على مئة ألف جريبة شعريّة، وبعد هذه المرحلة فلا تتشكل جريبات شعريّة جديدة خلال حياتنا.

يلاحظ معظم الناس أن كثافة فروة الرأس لديهم تتضاءل مع التقدم بالعمر، ويكمن السبب وراء ذلك في أنّ الفروة تتزايد في حجمها مع النمو، إذ يبلغ معدل نمو الشعر في الفروة 3 لـ 4 مم/ باليوم.

وهناك ثلاث مراحل رئيسية لنمو الشعر عند الإنسان خلال مراحل عمره، لكن لن نفصّل فيها، بسبب عدم أهميتها فيما يخص موضوع هذا المقال.

ما هي أنواع تساقط الشعر؟

يوجد العديد من أنواع تساقط الشعر، وهي كالتالي:

  • تساقط الشعر اللاإرادي: وهي حالة طبيعية يحدث فيها تساقط الشعر بشكل تدريجي مع التقدّم بالعمر.
  • الثعلبة الأندروجينية: وهي حالة وراثية تؤثّر على الرجال والنساء معاً. يُسمّى هذا النمط عند الرجال بالصلع من النمط الذكوري، والذي يبدأ خلال فترة المراهقة أو بداية العشرينيّات. أما النساء اللواتي يعانين من هذه الثعلبة؛ فيُطلق عليها اسم الصلع من النمط الأنثوي، ولا يكون هذا التساقط ملاحظاً عند النساء حتى الأربعينيّات من العمر أو أكثر، وفي هذا النمط يحدث لدى النساء ترقّق معمّم لشعر الفروة، وتُعتبر قمة الرأس هي أكثر منطقة يحدث فيها تساقط للشعر.
  • داء الثعلبة: يُعتبر هذا الداء من أمراض المناعة الذاتية والتي تكون بدايته مفاجئة، وتسبب تساقط شعر بقعي عند الأطفال واليفعان، وقد تتطور هذه الحالة لتسبب صلعاً معمماً على كامل فروة الرأس. في 90% من الحالات؛ يعود الشعر إلى وضعه الطبيعي خلال عدة سنوات.
  • تساقط الشعر الكربي:

وهي حالة مؤقتة يحدث فيها ترقّق بشعر الفروة بسبب تغيرات تتعلق بمراحل نمو الشعر، تؤدّي هذه التغيّرات إلى تساقط الشعر وترقّقه. ومن مسببات هذا التساقط: 

  • الأدوية: كالأدوية المستخدمة في علاج ارتفاع الضغط الشرياني.
  • الحمية: إذ أن الحمية الغذائية القاسية، والجوع المزمن، ونقص المغذيات؛ جميعها تؤدي إلى تساقط الشعر الكربي.
  • التوتر النفسي والضغوط العاطفية.
  • تساقط الشعر العام: تسبب هذه الحالة تساقطاً معمّماً لشعر الجسم بما في ذلك شعر الحاجبين ورموش العينين وشعر العانة.
  • هوس نتف الشعر: هو اضطراب نفسي يشاهد غالباً عند الأطفال، يقوم فيه المريض بنتف شعره بنفسه.
  • تساقط الشعر الندبي: وهي مشكلة يحدث فيها تساقط دائم للشعر، وتُعتبر مشاكل الجلد الالتهابيّة من مسببات هذه التساقط، وأيضاً قد يؤدي استعمال الأمشاط الساخنة وشد الشعر عند تصفيفه إلى تساقط دائم للشعر.

ما هي أسباب تساقط الشعر؟!

يجهل الأطباء سبب وجود جريبات شعرية مبرمجة على فترة نمو قصيرة الأمد بالمقارنة مع غيرها. على أيّ حال، هناك العديد من الأسباب والعوامل التي تؤثّر في نمو الشعر وتساهم في تساقطه: 

  • الهرمونات:

كوجود مستويات غير طبيعيّة من الهرمونات الأندروجينيّة، فهكذا خلل على المستوى الهرموني يؤثر كثيراً على نمو الشعر.

  • الجينات الوراثية:

سواءً كانت هذه الوراثة من الأب أو الأم؛ فهي تساهم في إحداثها استعداداً للإصابة بالصلع الوراثي من النمط الذكوري أو الأنثوي.

  • تساهم الشدة النفسية والمرض والولادة في إحداث تساقط مؤقت للشعر.

 وأيضاً تُعد سعفة الرأس الناتجة عن الفطريات من ضمن هذه العوامل التي تسبب تساقطاً مؤقتاً للشعر.

  • الأدوية:

هناك أدوية تسبب تساقطاً مؤقتاً للشعر؛ بما فيها أدوية العلاج الكيميائي المستعملة في علاج السرطان، وأدوية الضغط، وحبوب منع الحمل.

  • الإصابات والحروق والتعرض للأشعة السينيّة:

ففي هذه الحالة يعود الشعر لنموه الطبيعي بعد شفاء الإصابة ما لم تتشكل ندبة.

  • تسبب الأمراض المناعية الذاتية داء الثعلبة.

 ففي هذا الداء يحدث أن يهاجم الجهاز المناعي -لأسباب غير معروفة- الجريبات الشعرية، لكن عند معظم الأشخاص يعود الشعر إلى سابق عهده وينمو من جديد، لكن بلون أفتح، ويعود إلى لونه الطبيعي مع مرور الوقت، ويُعدّ الداء الزلاقي من أمراض المناعة الذاتيّة التي تساهم في خطر تساقط الشعر.

  • الحمية الغذائية:

تؤدي الحمية منخفضة البروتين أو الحمية ذات الحريرات المحدودة إلى تساقط الشعر بشكل مؤقّت.

  • بعض أساليب العناية بالشعر الخاطئة:

تساهم الإجراءات التجميليّة كغسيل الشعر بالشامبو بشكل متكرر، وتبييضه وصبغه في جعل الشعر ضعيفاً وهشّاً، الأمر الذي يؤدّي إلى ترقّق معمم للشعر. أيضاً يؤدي تجديل الشعر المتين واستعمال البكرات الساخنة إلى تكسّر الشعر وأذيته. لكن كل ما سبق ذكره من هذه الإجراءات لا يسبب حدوث الصلع، إذ أنه في معظم الحالات يعود الشعر إلى نموّه الطبيعي بعد زوال السبب، إلا إذا كانت الأذيّة شديدة؛ عندها سيتسبب ذلك في حدوث بقع صلعاء دائمة.

ماذا أفعل لكي لا يتساقط شعري؟!

ينصح العديد من الأطباء بإحداث تغيّرات في نمط الحياة تساعد في منع تساقط الشعر، ومن هذه النصائح التي تساعد في امتلاك شعر صحي وكثيف:

قاوم التوتر والإجهاد:

يُنصح المرضى الذين يعانون من تساقط الشعر بتخفيف الإجهاد والتوتر النفسي عبر ممارسة التمارين، وأخذ قسط كافٍ من النوم، وممارسة تمارين الاسترخاء كالتأمل وغيرها. فالسيطرة على التوتر تساعد كثيراً المرضى الذين لديهم تساقط شعر ناتج عن داء الثعلبة؛ ففي هذا المرض يقوم الجهاز المناعي بمهاجمة الجريبات الشعريّة بحسب ما صرّحت به الأكاديمية الأميركيّة للأمراض الجلدية. أيضاً يساهم التقليل من التوتر في زيادة مقاومة الشعر للالتهاب واستعادة دورة النمو الطبيعية للشعر.

قم بتدليك فروة رأسك واجعلها عادة:

ينصح بعض الأطباء بأن يقوم الشخص بتدليك فروة رأسه لمدة 5 دقائق يومياً؛ بهدف زيادة التروية الدمويّة للجريبات الشعرية، بالإضافة لإعطاء المرضى عدة دقائق ليخفّفوا من توترهم.

قم بتجديد نظامك الغذائي:

تتطلب المحافظة على جلد وشعر سليمين نظاماً غذائياً صحياً ومتوازناً مع شرب كميات كافيّة من المياه لتأمين رطوبة كافية للجلد. يجب أن تكون الأغذيّة غنيّة بكلّ من:

  • البروتين الصحّي.
  • الخضراوات والفواكه.
  • المكسّرات.
  • ويُفضّل تجنب السكر والأطعمة المصنّعة.
  • استخدام الفيتامينات والمكمّلات الغذائية عند الحاجة: يجب أن يكون غذاؤك محتوياً على عناصر معينة، لأن نقصها قد يسبب تساقط الشعر، ومن هذه الفيتامينات والمغذيات الضرورية والتي تلعب دوراً:
  • البيوتين (فيتامين B7).
  • البروتين.
  • الحديد.
  • الزنك.
  • الحموض الدسمة أوميغا-3.

بإمكان الطبيب أن يجري تحليلاً لهذه العناصر في الدم لاكتشاف أي نقص فيها، ودراسة الحاجة لإضافة المكملات الغذائية، لكنّ أخذها دون وجود نقص بهذه المكملات لا يحمل أي فائدة وقد يسبب مشاكل لدى المريض.

اطلب المساعدة في الحال:

لا تنتظر، بمجرد مرورك بأعراض سقوط الشعر، راجع طبيبك مباشرةً لتفادي الأذية غير القابلة للمعالجة.

متى يكون تساقط الشعر خطيراً؟!

قد يكون التساقط ناتجاً عن حالة طبية يعاني منها الشخص المصاب بتساقط الشعر، فتتظاهر هذه الحالة بتساقط شعر مفاجئ أو عدم التناسق في حجم الجريبات الشعريّة.

هناك طيف واسع من الأمراض والحالات الطبية التي تتظاهر بتساقط الشعر، ويُعتبر الحمل ومشاكل الغدة الدرقية إضافةً إلى فقر الدم من أكثر الأسباب شيوعاً لهذا المرض، وأيضاً يسبب كلّاً من المبيض متعدد الكيسات، ومشاكل الجلد كالصدفيّة، والتهاب الجلد الدهني تساقطاً للشعر.

ومن الأسباب الطبيّة الأخرى لتساقط الشعر الشدة الفيزيائية الناتجة عن عمل جراحي أو مرض شديد في الجسم، وخسارة الوزن خلال فترة قصيرة من الزمن، وتناول كميّات كبيرة من فيتامين A، فمن الملفت للنظر أن هذا التساقط قد يتطور بعد أسابيع لستة أشهر من حدوث الحالات الثلاثة السابقة، فالمصاب في هذه الحالة قد يشعر بالخوف لتساقط شعره بكميّات كبيرة.

وكما قلنا سابقاً فإنّ الداء الزلاقي (والذي يُعتبر مرضاً مناعياً ذاتياً) من الأمراض المتهمة بإحداثها لتساقط الشعر.

في ختام مقالتنا، يجب التنبيه إلى أهمية معرفة سبب تساقط الشعر، لأن ذلك له دور كبير في تحديد طريقة العلاج بمعاكسة السبب الذي يختفي وراء التساقط، وأيضاً نؤكد على ضرورة الاطّلاع على الحالات المرضية التي قد يكون تساقط الشعر أحد أعراضها.

دُمتم بخير..

 

مدونات ذات صلة :
هل تكلفة زراعة الشعر في تركيا مرتفعة؟

السياحة العلاجية في تركيا2024

هل يمكن زراعة الأسنان بدون جراحة ؟

مميزات وعيوب ابتسامة المشاهير في تركيا

تكاليف زراعة الأسنان في تركيا

كم تكلفة ابتسامة هوليود في تركيا؟

ابتسامة هوليود في اسطنبول

أسعار فينير الأسنان في تركيا

هوليود سمايل في تركيا، تعرف عليها

Share this post at :