تقنيات زراعة الشعر… أيّها أفضل؟!

هل سمعت يوماً عن تقنيات زراعة الشعر؟!

قد يكون الأمر غريباً بالنسبة لك، فقد خضعت زراعة الشعر لتطورات كثيرة على مرّ الوقت، وأصبح عالم زراعة الشعر مليئاً بالتقنيات والأدوات الحديثة التي سهّلت ويسّرت هذه العملية مع أقل الاختلاطات، لكن هل كل المرضى الذين يعانون من تساقط الشعر سيخضعون لهذه العملية؟

بالتأكيد لا، فهناك شروط معينة يسير عليها الأطباء عند اختيارهم للمرضى، بهدف تحقيق أكبر فائدة ممكنة من هذا العمل الجراحي ونحقّق استعادة الشعر بالتقنية المناسبة. 

تابعوا معنا هذا المقال وسنذكر لكم أحدث تقنيات زراعة الشعر المنتشرة على مستوى العالم، مع ذكر المخاطر المترتبة على هذه التقنيات على اختلافها.

ما هي زراعة الشعر؟ وما هي شروطها؟

مبدأ زراعة الشعر:

يعتمد مبدأ هذا العمل الجراحي على نقل الشعر إلى المناطق الصلعاء وذات الشعر الخفيف من الفروة، وعادةً ما يلجأ المرضى إلى هذا الإجراء الجراحي بعد معاناتهم الطويلة من تساقط الشعر وتجربتهم لجميع الطرق العلاجية سواءً كان علاج تساقط الشعر في المنزل أو عن طريق العلاج الطبي لتساقط الشعر عبر أخذ الأدوية التي تُعطى بوصفة طبية أو من دونها، ويُعتبر طبيب الجراحة التجميلية هو المختص بإجراء هذا العمل الجراحي.

في الغالب لا تحتاج زراعة الشعر إلى تخدير عام، فمن الممكن أن نكتفي بإجراء التخدير الموضعي لفروة الرأس ومن ثمّ إجراء العملية بكل أريحية، لكن هناك بعض الطرق التي لا يمكن إجراؤها إلا بإجراء التخدير العام وخصوصاً الطرق التقليدية القديمة.

شروط زراعة الشعر:

ليس كما هو سائد أنّ كل مريض يعاني من تساقط الشعر يجب أن يخضع إلى عملية زرع الشعر، فهذا اعتقاد خاطئ، وليس بالضرورة أن يكون جميع المرضى على نفس السوية من الاستفادة؛ فحتى يكون المريض مرشّحاً لزراعة الشعر يجب أن تتوافر فيه هذه الشروط:

  • صحة عامة جيّدة.
  • لديه معرفة جيّدة حول العملية ونتائجها.
  • ما زالت لديه مناطق من الفروة حاوية على شعر كثيف، ففي هذه الحالة تكون النتائج أفضل من الأشخاص ذوي الشعر الخفيف.
  • تحديد سبب تساقط الشعر بدقة؛ فالمريض الذي لديه سبب دائم للتساقط كما في الصلع الوراثي هو مناسب أكثر للزرع من المريض الذي تساقط الشعر لديه بسبب داء الثعلبة، والذي يكون الزرع فيه غير مناسب.
  • يجب أن يكون بعمر أكبر من 25 سنة.
  • قد يتدخل لون الشعر في نتائج زراعة الشعر، فغالباً ما تكون النتائج جيدة لدى الأشخاص ذوو الشعر الفاتح أو القريب من لون البشرة لديهم.

ما هي تقنيات زراعة الشعر؟

تطورت تقنيات زراعة الشعر كثيراً، إذ تعتمد طرق زراعة الشعر الحديثة على اقتطاف الجريبات الشعرية من أماكن تواجدها، وزرعها في الأماكن غير الحاوية على الشعر أو ذات الشعر الخفيف، وهذه الطرق تختلف عن الطرق القديمة لعلاج الصلع الوراثي والتي تعتمد على التطعيم واختزال فروة الرأس وتوسيع الأنسجة.

تعتمد التقنيات الحديثة على مبدأ التعامل مع الوحدة الجريبية، ويُطلق على هذه التقنيات اسم زراعة الوحدة الجريبية واستخراج الواحدة الجريبية، وهناك أيضاً تقنيات أخرى مطوّرة عن هاتين التقنيتين كتقنية سفير وتقنية DHI.

التقنية الأولى: زراعة الوحدة الجريبية FUT:

تعتمد زراعة الشعر بتقنية FUT على اقتطاع جزء من جلد القسم الخلفي من الفروة الحاوي على الشعر، ومن ثمّ خياطة مكان الجلد الذي تم اقتطاعه.

بعد ذلك يقوم الجرّاح باستخراج الجريبات الشعرية من القطعة التي تم اقتطاعها من الفروة، ومن ثمّ زراعة هذه الجريبات في المكان المطلوب، وبهذه الطريقة سنستعيد نمو الشعر ذو المظهر الطبيعي.

التقنية الثانية: استخراج الوحدة الجريبية FUE:

في هذه الطريقة يلجأ الجرّاح إلى اقتطاف الجريبات الشعرية (والتي تُعرف أيضاً باسم بصيلات الشعر) من القسم الخلفي من فروة الرأس بشكل مباشر، بعد ذلك يقوم الجرّاح بإجراء أنفاق صغيرة باستخدام الإبرة في المناطق التي سيُزرع فيها الشعر ومن ثم يتم زرع بصيلات الشعر داخل هذه الأنفاق.

من الممكن أن نزرع في الجلسة الواحدة المئات أو حتى الآلاف من الجريبات الشعرية، وبعد الانتهاء من إجراء عملية زراعة الشعر، نقوم بوضع الضماد على الفروة لعدة أيام.

مع الوقت أصبحت هذه التقنية أشيع في الاستخدام من التقنية الأولى FUT والتي قد تترك ندبة كبيرة بعد إجرائها، وأيضاً قد يظهر التباين بين القطاع الجلدي المزروع والمنطقة المحيطة به.

عادةً ما تستمر الجلسة الواحدة في كل من التقنيتين حوالي 4 ساعات أو أكثر، ويتم إزالة القطب بعد 10 أيام من العمل الجراحي.

قد نحتاج من ثلاث إلى أربع جلسات حتى نصل إلى النتيجة المرغوبة ويتحقّق امتلاء الرأس بالشعر بعد عملية الزرع.

تابع المزيد من التفاصيل حول تقنية FUT.

التقنية الثالثة: زراعة الشعر المباشرة DHI:

انتشرت زراعة الشعر بتقنية DHI في الآونة الأخيرة، فهي تعتبر تقنية مطوّرة عن التقنية الثانية FUE، حيث يستخدم الجرّاح فيها أداة خاصة بشكل القلم، والتي تتولى إجراء المرحلتين في ذات الوقت (المرحلة الأولى هي حفر القنوات، والمرحلة الثانية هي زراعة الجريبات فيها) فمن خلال هذا القلم نختصر هاتين المرحلتين في مرحلة واحدة فقط.

ومراحل هذه الطريقة هي كالتالي:

  • في البداية يتم حلاقة الشعر بشكل كامل ومن ثمّ إجراء التخدير الموضعي.
  • يتم زراعة الشعر عبر تقنية DHI من خلال استخراج الجريبات الشعرية باستخدام أداة خاصة تشبه القلم.
  • بعد ذلك يصبح القلم محمّلاً بالجريبات الشعرية حتى يتم زراعتها في المنطقة الصلعاء.
  • يقوم الجرّاح بإعطاء مضادات حيوية على شكل كريم، مع تطبيق الضماد على كل المناطق.
  • عادةً ما نحتاج إلى فترة تتراوح ما بين 12 إلى 18 شهر لرؤية النتائج الكاملة لتقنية DHI.

تابع المزيد من التفاصيل حول تقنية DHI.

التقنية الرابعة: تقنية سفير sapphire:

تُعتبر تقنية سفير طريقة معدلة ومتقدمة على تقنية FUE، والتي تعتمد على استخدام أقلام جراحية خاصة بالزرع ومصنوعة من خام الياقوت، وقد ساعدت هذه التقنية في تحقيق نتائج أقرب ما تكون إلى الشكل الطبيعي للشعر، ويمكننا القول أن تقنية سفير هي أكثر التقنيات نجاحاً في تحقيق النتائج المرغوبة لزراعة الشعر.

تشبه تقنية سفير تقنية FUE التقليدية التي ذكرناها سابقاً، والتي تعتمد على نقل الجريبات الشعرية من الأماكن المعطية إلى المناطق الفقيرة بالشعر، لكن الفارق الأساسي بينهما هو في طريقة فتح الأقنية الخاصة بالجريبات الشعرية ضمن المناطق الآخذة.

تَستخدم تقنية سفير أقلاماً تحتوي على شفرات من الياقوت، تعمل على حفر أقنية بشكل حرف V، بدلاً من الشفرات الفولاذية المستخدمة في طريقة FUE التقليدية، والتي تحفر الأقنية بالمنطقة المستقبلة للشعر بشكل حرف U.

ومن إيجابيات هذه التقنية أنّه يمكن الحصول على نتائج تفوق التوقعات المحتملة، حتى في حالات تساقط الشعر الشديدة!

مقارنة بين التقنيات السابقة:

تُعد التقنية الأولى FUT هي التقنية الأرخص والأسرع من بين التقنيات الأخرى، لكن تكمن المشكلة في تسببها بندبة طويلة ملفتة للنظر، لكنها قد لا تظهر في حال كان الشعر طويلاً.

باستخدام تقنيتي DHI و FUE يمكننا تجنب الندبة الطويلة التي تنتج عن استخدام التقنية الأولى FUT، لكن هاتين التقنيتين تأخذان وقتاً أطول وتكلفة أعلى.

ما هي مخاطر زراعة الشعر؟ وكيف نستطيع حلّها؟!

تُعتبر جراحة زراعة الشعر من العمليات الآمنة إذا ما قارنّاها مع بقيّة العمليات، لكن قد يحدث هناك بعض الاختلاطات مثل الألم ما بعد العمل الجراحي والشعور بالحكة، إضافةً إلى الحالات التحسسية التي تنتج عن هذا الإجراء، سنتكلم عن هذه الاختلاطات بشكل مفصل مع طريقة علاج كلّ منها:

الألم:

يُعدّ الألم من الاختلاطات والمشاكل الشائعة في عملية زراعة الشعر، وقد يحدث لدى المرضى الذين خضعوا لتقنية استخراج الوحدة الجريبية ألم في المنطقة المانحة. يمكن علاج هذه المشكلة بإعطاء المسكنات كالإيبوبروفين والسيتامول والترامادول.

الانتفاخ (الوذمة):

قد يظهر الانتفاخ الذي ينتشر على كامل الوجه في اليوم الثالث بعد العمل الجراحي، وتبدأ هذه الوذمة بالانتشار بدءاً من الجبهة ومن ثم إلى الأجفان وحتّى الذقن، كما تلعب وضعية المريض بعد العمل الجراحي دوراً كبيراً في حدوث هذا الانتفاخ، ولتجنّب حدوث هذا الانتفاخ يمكن اتّخاذ وضعية الاستلقاء الظهري، وتفادي وضعية الاستلقاء البطني أو النوم على أحد الجانبين.

لكن هناك أمر مهم ينبغي أخذه على محمل الجد وهو حدوث الانتفاخ مع الألم والاحمرار في المنطقة المانحة أو المستقبلة وبوجود الحرارة أو من دونها، فهذه الحالة قد تكون خطيرة وينبغي علاجها.

التحسس:

يجب أخذ التورم الذي يحدث في الوجه بشكل مبكر بعين الاعتبار؛ سواءً ترافق هذا التورم مع طفح أو لم يترافق، لأن هذه الحالة قد تنذر بحدوث تحسس وشيك لدى المريض الخاضع لعملية زراعة الشعر، ومن الممكن أن تتطور هذه الحالة إلى هبوط في الضغط وصعوبة في التنفس.

قد يحدث التحسس بسبب الأدوية التي يتم أخذها خلال فترة العمل الجراحي مثل المضادات الحيوية ومضادات الالتهاب غير الستيروئيدية، ويُعتبر التحسس لمواد التخدير الموضعية نادر.

لتدبير هذه الحالة يمكن استخدام مضادات الهيستامين، وقد تساعد مضادات الالتهاب الستيروئيدية في التخفيف من هذه الأعراض بشكل أسرع.

عدم رضا المريض:

هي واحدة من أشيع المشاكل التي يشتكي منها المريض بعد زراعة الشعر، وقد يكون عدم الرضا ناتج عن ضعف نمو الشعر وعدم الجمالية في تصميم الشعر وتساقط الشعر المزروع أو نموّه في اتجاهات مختلفة.

الندبة:

عادةً ما تتشكل الندبة على الجزء الخلفي من الرأس، ويُعتبر تشكّلها جزءاً من عملية الشفاء الخاصة بالجلد، لكن الندبة الواسعة قد تكون ناتجة عن سوء التقييم لخصائص المنطقة المانحة. عادةً ما يكون المرضى الشباب ذو قابلية أكبر لتشكل الندبة الواسعة من المرضى المسنين.

تعرّف أكثر على مخاطر زراعة الشعر.

ما مدى نجاح عملية زراعة الشعر؟!

بشكل عام، فإن مجال زراعة الشعر هو أكثر الطرق فعالية في علاج تساقط الشعر من المنتجات الأخرى المحفّزة لنمو الشعر، لكن هناك العديد من العوامل التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار عند إجراء العمل الجراحي:

  • سينمو ما يقارب نسبته 10 ل 80 % من الشعر المزروع خلال فترة تقدر بين ثلاثة إلى أربعة أشهر.
  • كما هو حال الشعر في أحواله العادية، فإن الشعر المزروع سيرق مع مرور الزمن.
  • قد يكون بعض الأشخاص لديهم بصيلات شعرية خاملة، فهؤلاء المرضى ستكون فاعلية الزرع لديهم أقل من غيرهم، لكن أكّدت بعض الدراسات على فعالية حقن البلازما في علاج هذه المشكلة.

حتى نحقق أكبر فائدة ممكنة من عمليات زراعة الشعر، يجب علينا انتقاء المرضى بشكل دقيق، فليس كل المرضى الذين يعانون من فقدان الشعر مرشّحين لعملية زراعة الشعر، ومن هؤلاء المرشّحين:

  • الرجال الذين لديهم صلع من النمط الذكوري.
  • النساء اللواتي لديهن ترقق في شعر الرأس.
  • أي شخص لديه خسارة للشعر بسبب حرق أو أذية للفروة.

ولا تُعتبر زراعة الشعر خياراً جيّداً لدى كلّ من:

  • النساء اللواتي لديهن خسارة معممة بشعر الفروة.
  • الأشخاص الذين ليس لديهم مناطق مانحة للشعر بشكل كافٍ، والتي سيتم إزالة الشعر منها وزرعها في المناطق الصلعاء.
  • الأشخاص الذين لديهم ندب ضخامية سميكة ناتجة عن جراحة سابقة أو تعرض لإصابة.
  • الأشخاص الذين لديهم تساقط للشعر نتيجة خضوعهم لبعض العلاجات كالعلاج الكيماوي.

وأخيراً، يجب علينا أن نذكّر إلى ضرورة تحديد السبب الدقيق الذي يختفي وراءه تساقط الشعر، لأنّنا بهذه الطريقة نحدد قابلية المريض للاستفادة من عملية زرع الشعر من عدم استفادته، إضافةً إلى تجربة الطرق الأخرى في العلاج قبل أخذ القرار بإجراء العملية.

 

مدونات ذات صلة :
هل تكلفة زراعة الشعر في تركيا مرتفعة؟

السياحة العلاجية في تركيا2024

هل يمكن زراعة الأسنان بدون جراحة ؟

مميزات وعيوب ابتسامة المشاهير في تركيا

تكاليف زراعة الأسنان في تركيا

كم تكلفة ابتسامة هوليود في تركيا؟

ابتسامة هوليود في اسطنبول

أسعار فينير الأسنان في تركيا

هوليود سمايل في تركيا، تعرف عليها

Share this post at :