تُعد النخور السنية من أشيع الأمور الذي قد يتعرض لها الشخص وخصوصاً المهملون لصحتهم الفموية، ولكن هل سألت نفسك كيف تحدث النخور؟! وكيف تتشكل التجاويف ضمن بنية السن؟ وهل هناك ارتباط بين البكتيريا وتسوس الأسنان؟
إذ يمكن أن تصل هذا التجاويف إلى الحجرة اللبية مسببةً ألماً شديداً، والذي يؤدي بدوره إلى مرحلة سحب العصب والأوعية المغذية للسن، وتُدعى هذه الحالة تموت السن.
لنتحدث خلال هذه المقالة عن أعراض النخور السنية، كيفية تشخيصها، علاجها، والوقاية منها.
النخور السنية Dental Cavities
النخر هو ثقب أو تجويف في السن ينشأ من تسوس الأسنان، وتتشكل التجاويف عندما تتآكل الطبقة الخارجية الصلبة للسن (الميناء) بوساطة الأحماض التي تنتجها البكتيريا، إذ تقوم البكتيريا باستقلاب السكر الداخل إلى الفم مشكلةً أحماضاً تؤدي إلى تآكل طبقات السن، يمكن منع حدوث النخور السنية أو الحد منها بوساطة تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط.
حدوث النخور السنية غير مرتبط بالعمر بشكل أساسي، إذ يصيب الصغار والكبار، ولكنه أكثر شيوعاً عند الأطفال إذ إن عنايتهم بأسنانهم ليست بالشكل الجيد، كما أنهم يستهلكون الأطعمة والمشروبات الغازية بشكل أكبر من غيرهم. هذا لا ينفي إمكانية إصابة البالغين أيضًا بالنخور السنية، إلا أنهم أكثر عرضةً لانحسار اللثة، إذ تعرِّض هذه الحالة السن إلى التسوس في أجزائه السفلية.
الأسباب والعوامل التي تزيد من حدوث النخور السنية:
يتعرض الجميع لخطر الإصابة بالتسوس، وهناك مجموعة واسعة من العوامل التي تزيد من خطر تسوس الأسنان، وتُعد أنواع الأطعمة هي السبب الأكثر شيوعاً بمقابل نظيراتها، وهي كالتالي:
-
موقع السن:
يحدث التسوس في الأسنان الخلفية بشكل أكبر لاحتوائها على الكثير من الحفر والشقوق، والتي تساهم بتجميع فضلات الطعام، ويصعب الوصول إليها وتنظيفها.
-
بعض الأطعمة والمشروبات:
الأطعمة التي تلتصق بسطح السن تسبب التسوس أكثر من الأطعمة التي يسهل تنظيفها، مثل الحليب والآيس كريم والعسل والسكر والصودا والفواكه المجففة والكعك والحلويات ورقائق البطاطس.
-
تكرار تناول الطعام والشراب:
إذ إن تكرار الوجبات يمنح البكتيريا الوقود اللازم لإنتاج الأحماض التي تتسبب في تآكل الأسنان، كما أن تكرار شرب المواد الغازية والمشروبات الحمضية، والتي تحتوي على نسبة عالية من السكر، سيجعل الوسط الفموي حامضياً لوقت طويل مساعداً بذلك على تآكل السن بسرعة وفعالية أكبر.
-
تنظيف الأسنان بالفرشاة بشكل غير كافٍ:
إذا لم تنظف أسنانك بعد الأكل والشرب بفترة وجيزة وبشكل جيد، فسوف يؤدي هذا الاهمال إلى تشكل اللويحة الجرثومية وتبدأ المرحلة الأولى من التسوس.
-
عدم الحصول على كمية كافية من الفلور:
يساهم الفلور في منع تسوس الأسنان ويمكنه عكس المراحل الأولى من التسوس، يضاف الفلور إلى العديد من مصادر المياه العامة، كما أنه عنصر شائع ومهم في معجون الأسنان والمضامض الفموية.
-
العمر:
كما سبق وذكرنا أن العمر ليس عاملاً أساسياً، وإنما ما يندرج تحته من العناية الجيدة أو عدمها وأمور أخرى مثل تدفق اللعاب وانحسار اللثة، إذ إن الأطفال هم الأكثر استهلاكاً للطعام، بينما كبار السن معرضون لانحسار اللثة ونقص التدفق اللعابي واللذان لهما دور سلبي في التسوس السني.
-
جفاف الفم:
يساهم نقص اللعاب في تسوس الأسنان، إذ يعمل وجود اللعاب ذو الطبيعة القلوية على غسل الأسنان وتنظيفها من بقايا الطعام واللويحة الجرثومية، وينجم نقص اللعاب عن عوامل متعددة ومختلفة مثل التقدم بالعمر، العلاج الشعاعي في منطقة الرأس والعنق أو بعض أدوية العلاج الكيميائي التي تثبط إفراز اللعاب، وكل ذلك يساعد على تسوس الأسنان.
-
الترميمات والعلاجات السنية القديمة:
إذ بمرور الوقت تضعف الترميمات وتبدأ بالتكسر أو تصبح حوافها خشنة مما يسهل دخول البكتيريا وممارسة نشاطها مما يؤدي إلى نكس النخر تحت الترميم (الحشوة)، كما بعض العلاجات كالتقويم والبدلات الجزئية المتحركة، ومع مرور الزمن تضعف وتؤدي بدورها إلى نكس النخور السنية.
-
حرقة المعدة:
تتسبب حرقة المعدة أو مرض الارتجاع المعدي المريئي (GERD) في تدفق الحمض المعدي إلى الوسط الفموي، مما يؤدي إلى تآكل طبقة الميناء، كما تعرِّض هذه الحموضة العالية العاج للهجوم البكتيري مما يؤدي لفعالية تسوس أسنان عالية.
-
اضطرابات التغذية:
يمكن أن يؤدي فقدان الشهية والشره المرضي إلى تآكل وتسوس الأسنان بشكل كبير، إذ يغسل حمض المعدة الناتج عن القيء المتكرر الأسنان ويبدأ في إذابة الميناء، كما يمكن أن تتداخل اضطرابات التغذية مع إفراز اللعاب.
آلية و مراحل حدوث النخور السنية:
تحدث النخور السنية والتجاويف بسبب تسوس الأسنان، وهي عملية تحدث بمرور الوقت، انظر كيف يطور تسوس الأسنان:
تشكل اللويحة الجرثومية (البلاك):
اللويحة السنية أو اللويحة الجرثومية عبارة عن غشاء لاصق شفاف يغطي الأسنان، يرجع ذلك إلى تناول الكثير من السكريات والنشويات، وعدم تنظيف الأسنان بشكل جيد، إذ إنه بعدم تنظيف الأسنان من السكريات والنشويات، تبدأ بكتيريا الفم بسرعة في التغذي عليها مُشكِّلةً اللويحة الجرثومية، من الممكن أن تتصلب اللويحة في القسم السفلي من السن فوق مستوى اللثة فتُسمى (القلح) أو الجير وهو الطور الصلب من البلاك، مما يجعل تنظيف اللويحة صعباً ويحتاج إلى مراجعة المريض للطبيب.
هجمات اللويحة الجرثومية (البلاك):
- تزيل أحماض اللويحة المعادن الموجودة في ميناء الأسنان.
- يتسبب هذا التآكل في حدوث فتحات أو ثقوب صغيرة في الميناء، وهي المرحلة الأولى للتسوس وتشكُّل التجاويف.
- بمجرد أن تتآكل طبقة الميناء، يمكن أن تصل البكتيريا والحمض إلى الطبقة التالية من الأسنان، والتي تُسمى العاج.
- العاج هو طبقة ألين من الميناء وأقل مقاومة للأحماض.
- يحتوي العاج على قنيات صغيرة تتصل مباشرةً بعصب السن مسببةً حساسية مؤلمة.
استمرار الهجوم والتخريب (البلاك):
- مع تطور التسوس السني، تواصل البكتيريا والحمض مسيرتها عبر طبقات السن، متجهةً إلى الحجرة اللبية.
- تحتوي الحجرة اللبية على الأعصاب والأوعية الدموية، وبالتالي يتورم اللب ويتهيج بسبب البكتيريا.
- ونظراً لعدم وجود مكان يتوسع فيه التورم داخل السن؛ يضغط على عصب السن، مما يسبب ألماً شديداً.
- وفي الحالات الشديدة قد يمتد الألم حتى خارج جذر السن إلى العظام.
أعراض النخور السنية:
عادةً لا يسبب تسوس الأسنان على سطح الميناء الخارجي ألماً أو أعراضاً، إذ يحدث الألم عند تقدم التسوس إلى العاج والجذر، أهم الأعراض الدالة على وجود النخور السنية والتجاويف هي:
- رائحة الفم الكريهة أو طعم كريه في الفم.
- نزف اللثة أو غيرها من علامات أمراض اللثة والأمراض الأخرى.
- تورم الوجه في الحالات المتقدمة.
- ألم الأسنان أو الفم، أو ألم أثناء العض، وقد يكون الألم عفوياً.
- حساسية الأسنان للأطعمة أو المشروبات الساخنة أو الباردة ويُعد مؤشراً واضحاً في حال وجود النخور السنية.
- احمرار حول الفم أو داخله في الحالات المتقدمة.
- ظهور بقع بنية أو سوداء أو بيضاء على سطح السن.
كيفية الوقاية من النخور السنية:
الاهتمام والاعتناء بنظافة الفم بشكل عام والأسنان بشكل خاص من خلال:
-
معجون أسنان حاوي على الفلور:
اغسل أسنانك مرتين في اليوم على الأقل، ويُفضل بعد كل وجبة، باستخدام معجون أسنان يحتوي على الفلور، واستخدم خيط سني لتنظيف ما بين أسنانك.
-
المضامض الفموية:
إذا شعر طبيب الأسنان بأن أسنانك ذات فعالية نخرية عالية؛ فقد يوصي باستخدام المضامض الفموية.
-
مراجعة الطبيب بانتظام:
يساعد ذلك في منع المشكلة من أساسها أو اكتشافها مبكراً.
-
المواد السادّة:
هي طبقة واقية توضع على السطح الطاحن للأسنان الخلفية، إذ تغلق الشقوق التي عادةً ما تجمع بقايا الطعام، وتحمي هذه المواد الميناء من اللويحة الجرثومية والحموض الناتجة عنها.
-
اشرب مياه حاوية على الفلور باعتدال.
-
تجنب تكرار الوجبات خلال النهار:
إذ يساعد هذا التكرار البكتيريا عن طريق وجود وقود دائم لها وتشكيل دائم للحموض التي تسبب تآكل بنية السن.
-
تناول الأطعمة الصحية:
تجنب الأطعمة التي تلتصق في تجاويف وحفر الأسنان لفترات طويلة أو اغسلها بالفرشاة بعد تناولها بوقت قصير، وفي الكفة الأخرى، فإن الأطعمة مثل الفواكه والخضراوات الطازجة تزيد من تدفق اللعاب، وتساعد القهوة غير المحلاة والشاي والعلكة الخالية من السكر على التخلص من جزيئات الطعام.
-
العلاجات المضادة للبكتيريا:
إذا كنت معرضًا لتسوس الأسنان بسبب حالة مرضية؛ فقد يوصي طبيب الأسنان بغسول الفم المضاد للبكتيريا أو وصف علاجات أخرى تساعد في تقليل البكتيريا الضارة.
-
العلاجات المركبة:
يساعد مضغ العلكة المحتوية على الإكسيليتول (محلٍِّ صحي) مع الفلور الموصوف طبيًا والغسول المضاد للبكتيريا في تقليل مخاطر التسوس.
علاج النخور السنية:
يمكن للفحوصات المنتظمة تحديد التجاويف والحالات المرضية الأخرى قبل أن تسبب أعراضًا مزعجة ومؤلمة وتؤدي إلى مشاكل أكثر خطورة. كلما أسرعت في طلب الرعاية؛ كانت فرصتك أفضل في عكس المراحل الأولى من تسوس الأسنان ومنع تقدمه. إذا تم علاج التجويف قبل أن يبدأ في التسبب في الألم؛ فربما لن تحتاج إلى علاج مكثف.
يعتمد علاج التجاويف على مدى شدتها وحالتك بشكل خاص، تشمل خيارات العلاج ما يلي:
-
علاجات الفلورايد:
إذا بدأ تسوس الأسنان حديثاً؛ فقد يساعد العلاج بالفلورايد في استعادة ميناء الأسنان ويمكنه أحيانًا عكس التجويف في المراحل المبكرة جدًا، إذ تحتوي علاجات الفلورايد الاحترافية على كمية من الفلورايد أكثر من الكمية الموجودة في ماء الصنبور ومعجون الأسنان وغسول الفم. قد تكون علاجات الفلورايد سائلة أو هلامية أو رغوية أو ورنيش يتم دهنها بالفرشاة على أسنانك أو وضعها في طابع صغير يلائم أسنانك.
-
الحشوات:
هي خيار العلاج الرئيسي عندما يتقدم التسوس إلى المراحل المتقدمة، تُصنع الحشوات من مواد مختلفة، مثل الراتنجات المركبة بلون الأسنان أو الخزف أو الأملغم السني الذي يتكون من مزيج من عدة مواد معدنية.
في حالة تسوس الأسنان الشديد أو ضعف الأسنان، قد تحتاج إلى تاج (غطاء مخصص يحل محل التاج الطبيعي للسن)، يقوم طبيب الأسنان بإزالة كل المنطقة المتضررة مع إبقاء كمية كافية من النسج السنية لضمان الثبات والمقاومة الجيدين، قد تُصنع التيجان من الذهب أو الخزف عالي القوة أو الراتنج أو البورسلين المنصهر بالمعدن أو مواد أخرى.
-
العلاج اللبي:
عندما يصل التسوس إلى الجزء الداخلي للسن (اللب)، سنحتاج إلى علاج النسيج اللبي عن طريق ملئها بمادة إسمنتية متقبلة حيوياً، يُعتبر هذا العلاج إصلاحياً للأسنان المتضررة بشدة والمصابة بأذى كبير وعلى مدى طويل بحيث يتم إصلاحها ولا يضطر طبيب الأسنان إلى اللجوء لحالة القلع، تتم إزالة لب السن المصاب، وتوضع الأدوية أحيانًا في قناة الجذر لإزالة أي عدوى، ثم يتم استبدال اللب بالحشوة الملائمة.
-
قلع الأسنان:
تتسوس بعض الأسنان بشدة بحيث لا يمكن ترميمها أو إصلاحها، عندها نلجأ إلى الحل الأخير وهو خلع السن، ولكن في هذه الحالة سيكون هناك فجوة محل السن المقلوع وبالتالي سيسمح ذلك للأسنان الأخرى بالتحرك، لذا يجب الحصول على جسر أو زرعة سنية لتحل محل السن المفقود.
فحوصات الأسنان المنتظمة ونظافة الفم الجيدة هي المفتاح لمنع تسوس الأسنان. علاجات الأسنان الحديثة، بما في ذلك المواد السادَّة للأسنان والمضامض الفموية، قللت من مخاطر تسوس الأسنان لدى الأطفال والمراهقين.
يصاب البالغون الذين لديهم حشوات أسنان قديمة بنكس النخور السنية حول حواف الحشوات القديمة، قد يصاب كبار السن أيضًا بنكس النخور السنية في الجذور الظاهرة التي تعرضت لانحسار لثوي، وفي النهاية يجب مراجعة الطبيب دورياً للتحقق من صحة أسنانك واتباع الإرشادات المقدمة من قبلهم.
مدونات ذات صلة :
هل تكلفة زراعة الشعر في تركيا مرتفعة؟
هل يمكن زراعة الأسنان بدون جراحة ؟
مميزات وعيوب ابتسامة المشاهير في تركيا