التهاب اللثة بعد زراعة الأسنان هو مرض جرثومي يسبب عملية التهابية في أنسجة الفم الرخوة، ويسبب أيضاً فقدان العظم حول الزرعة السنية في حال عدم علاجه وتطوره لالتهاب محيط الغرسات (النسج الداعمة للزرعات).
يعتمد تشخيص التهاب اللثة بعد زراعة الأسنان على وجود احمرار أو نزيف أو انتفاخ في اللثة أو سبر عمق الجيوب المحيطة بالزرعة والنتحة (القيح) والأشعة السينية والفقدان التدريجي لارتفاع العظم الفك حول السن.
كما يختلف العلاج اعتمادًا على ما إذا كانت الحالة هي التهاب اللثة بعد زراعة الأسنان أو التهاب محيط الزرعات.
ما هو الفرق بين التهاب اللثة بعد زراعة الأسنان والتهاب محيط الغرسات؟
يشير مصطلح الأمراض حول الزرعات إلى التغيرات الالتهابية المرضية التي تحدث في الأنسجة المحيطة بالزرعة السنية.
يتم وصف مرضين ضمن مفهوم المرض ما حول الزرعات وهما:
-
التهاب اللثة بعد زراعة الأسنان:
يُعرَّف التهاب اللثة بعد زراعة الأسنان بأنه رد فعل التهابي قابل للانعكاس في الأنسجة الرخوة المحيطة بالزرعة.
-
التهاب محيط الغرسات:
التهاب محيط الزرعات هو رد فعل التهابي مع فقدان العظم الداعم في الأنسجة المحيطة بالزرعة.
يمكن أيضًا أن يكون لالتهاب محيط الزرعات علاقة مباشرة بالتوزيع غير الكافي لضغط المضغ على الأنسجة المحيطة بالزرعة، مما يؤدي إلى ارتخاء الدعامات الاصطناعية وإصابة الأنسجة المحيطة، وبالتالي عمليات التهابية في المنطقة.
غالبًا ما يرتبط فشل زراعة الأسنان بفشل الاندماج العظمي، وتُعتبر زرعة الأسنان فاشلة إذا سقطت أو كانت متحركة أو أظهرت خسارة عظم حول الزرعة أكبر من 1.0 ملم في السنة الأولى وأكبر من 0.2 ملم في السنة التي تليها.
يمكن أن يؤدي التهاب حوائط الزرع (النسج الداعمة للزرعات) إلى فقدان العظام حول الزرعة وفقدان الزرعة في نهاية المطاف، إذ تكون النتيجة المثلى لعلاج التهاب حوائط الزرع عند وضع زرعة جديدة ثانية.
ومن أسباب التهاب محيط الزرعات:
- تلعب العدوى الجرثومية الدور الأهم في فشل زراعة الأسنان، إذ وُجد أن الجراثيم التي تسبب التهاب اللثة بعد زراعة الأسنان أو التهاب محيط الزرعات متشابهة.
- تلعب الأنسجة المحيطة بالزرع دورًا مهمًا كحاجز بيولوجي لبعض العوامل التي تسبب الأمراض حول الزرعات، وإذا تم تدمير هذا الحاجز سوف ينتشر التلوث البكتيري مباشرةً إلى العظام، مما يؤدي إلى تدميرها السريع.
- الإجهاد الميكانيكي المفرط والتصميم السيئ للزرعة من العوامل المهمة أيضاً في ظهور التهاب ما حول الغرسة وتطوره.
- ومن العوامل المسببة الأخرى (داء السكري وهشاشة العظام والتدخين والعلاج طويل الأمد بالكورتيزون والعلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي).
تشمل الأعراض التشخيصية المستخدمة لتقييم وتمييز التهاب ما حول الزرعة عن التهاب اللثة بعد زراعة الأسنان:
- أعراض سريرية مثل:
- ألم.
- نزف عند السبر.
- تحرك الزرعة.
- تورم.
- أعراض شعاعية (مثل فقدان العظم حول الزرعة).
- الفحص الجرثومي (أخذ عينات من موقع الزرعة وفحصها لتبين نوع الجراثيم الموجودة في الموقع).
يحتاج تشخيص التهاب ما حول الغرسة إلى تمييز دقيق عن التهاب اللثة بعد الزراعة.
الوقاية من التهاب اللثة بعد زراعة الأسنان:
مفتاح منع ظهور أمراض ما حول الزرعات (التهاب اللثة بعد زراعة الأسنان والتهاب دواعم الزرعة) هو نفسه للوقاية من التهاب اللثة والتهاب دواعم الأسنان الطبيعية (العناية الجيدة بنظافة الفم في المنزل).
نظرًا لأن التهاب ما حول الزرع أكثر شيوعًا عند الأشخاص الذين لديهم تاريخ من التهاب دواعم السن؛ يجب مراقبة هؤلاء المرضى بشكل أكثر دقة بحثًا عن أي علامات على ظهور الالتهاب وفقدان العظام حول الغرسات.
وسنقوم بذكر بعض التدابير الرئيسية للوقاية من التهاب اللثة بعد زراعة الأسنان:
- تجنب التدخين لمنع ظهور الأمراض المحيطة بالغرسة.
- التصوير الشعاعي السنوي للغرسات للكشف عن فقدان العظام مبكرًا، إذ يمكن أن يبدأ التهاب ما حول الزرع عند بعض المرضى بعد عامين إلى ثلاثة أعوام من وضع الزرعة.
- إجراء مواعيد منتظمة مع طبيب أسنانك أخصائي اللثة حتى يستطيع تنظيف الأسنان المزروعة والأسنان بشكل جيد ويمكن التعامل مع أي مشاكل على الفور قبل أن تهدد استقرار الغرسة وصحة اللثة.
بين هذه الزيارات الدورية لطبيب الأسنان أو أخصائي اللثة، من الضروري أن تحدد موعدًا في أقرب وقت ممكن إذا لاحظت أي علامات التهاب حول زرعاتك.
علاج التهاب اللثة بعد زراعة الأسنان والتهاب محيط الغرسات:
كما هو الحال مع التهاب دواعم السن الطبيعي، يتطور التهاب اللثة بعد زراعة الأسنان والتهاب محيط الغرسات نتيجة لتراكم اللويحات الجرثومية.
لذلك، فإن علاج هذين المرضين يعتمد على نفس مبادئ العلاج المستخدمة في علاج التهاب اللثة والتهاب دواعم السن الطبيعي.
هناك عدة مستويات من العلاج حسب المرض:
-
التهاب اللثة بعد زراعة الأسنان:
مثل التهاب اللثة، يتم منع التهاب اللثة بعد زراعة الأسنان ومعالجتها من خلال نظافة الفم الجيدة والتنظيف المهني في عيادة الطبيب الذي يجب إجراؤه مرتين في السنة على الأقل.
يجب على المرضى الذين فقدوا أسنانهم بسبب التهاب دواعم السن أن يضعوا في اعتبارهم أن الغرسات أقل مقاومة لتطور المرض من الأسنان.
هذا يعني أنه يتوجب محاولة التشخيص المبكر للمرض لمنع حدوث مشاكل حول الغرسات أو لإيقافها في مرحلة مبكرة.
-
التهاب محيط الزرعات:
إذا تطور التهاب اللثة بعد زرع الأسنان وتحول إلى التهاب حول الغرسة، يمكن اعتماد عدة طرق اعتمادًا على شدة فقدان العظام حول الغرسة ومنها نذكر:
-
المعالجة المحافظة:
تتمثل الخطوة الأولى في علاج التهاب ما حول الزرع (كما في التهابات دواعم السن) في التنظيف الاحترافي في العيادة السنية غير الجراحي جنبًا إلى جنب مع استخدام غسول الفم والمواد الهلامية والكلورهيكسيدين لتخفيف عدد الرواسب البكتيرية.
من المهم أيضًا أن يتحقق طبيب الأسنان أو أخصائي اللثة لمعرفة ما إذا كان هناك أي رواسب من الأسمنت (منذ أن تم لصق التيجان الصناعية على الغرسات) أسفل اللثة وحول الزرعة، إذ غالبًا ما يرتبط هذا الشيء بتطور التهاب محيط الزرعات.
عند إعادة التقييم، عادةً بعد ستة أسابيع، إذا توقف النزيف أو انخفض وإذا انخفضت أيضًا أعماق السبر (عمق الجيوب حول الغرسة المقاسة بواسطة مسبار دواعم السن)، عندها يتم تحديد مواعيد فحص أخرى وفقًا لاحتياجات كل مريض.
إذا كان هناك خسارة كبيرة في عظام الفك مع النزيف والصديد ولم يتم حلها عن طريق العلاج غير الجراحي، فيمكن اعتماد أشكال مختلفة من العلاج، ومع ذلك يجب أولاً تكرار العلاج غير الجراحي للسيطرة على التورم ونزيف اللثة والالتهابات.
-
المضادات الحيوية:
في بعض الحالات، بعد العلاج غير الجراحي، يمكن إعطاء بعض الأدوية للمساعدة في السيطرة على الالتهابات قبل تجربة العلاجات الأخرى.
المعالجة الجراحية لأمراض محيط الزرعات:
بمجرد السيطرة على الالتهاب حول الغرسة، إذا كانت المشكلة تتطلب مشاركة معالجة جراحية، فسيقرر طبيب الأسنان أو أخصائي اللثة الطريقة التي يجب استخدامها، هذا سوف يعتمد على طبيعة الضرر الناجم عن التهاب حوائط الزرع.
أولاً يتم رفع اللثة بحيث يمكن فحص الخلل، ومن ثم -حسب الظروف- يتم اختيار نوع المعالجة الجراحية، وتشمل الخيارات:
-
تجديد العظام:
باستخدام تطعيم العظام.
-
جراحة استئصالية:
والتي تزيل الحواف العظمية والعيوب العظمية حول الغرسة.
-
تشذيب الزرعة:
إذ تتم إزالة الحلزنات الموجودة على برغي الغرسة لتترك سطح الزرع مصقولًا.
-
تطعيم اللثة:
من المهم أن تكون اللثة المحيطة بالزرعة سميكة وغير متحركة، إذ ثبت أن هذا يمنع ويقلل من فقدان العظام حول الغرسات.
في العديد من حالات التهاب ما حول الزرع يكون هناك نقص في الأنسجة الرخوة الموجودة حول الزرعات (بسبب انحسار اللثة وامتصاص العظم)، يمكن تصحيح ذلك باستخدام تقنيات مختلفة، وأكثرها شيوعًا هو استخدام الطعوم اللثوية المأخوذة من حنك المريض.
في الآونة الأخيرة، تم استخدام الطعوم ذات الأساس المعتمد على الكولاجين المستمدة من الحيوانات كطريقة بديلة للطعوم المأخوذة من قبة حنك المريض لإعادة بناء الأنسجة الرخوة حول الغرسات.
كل هذا يعني أن هناك العديد من الخطوات المطلوبة لعلاج التهاب حوائط الزرع، وإعادة المريض إلى حالته الصحية المحيطة بالزرع، وإطالة عمر الغرسة.
كلما قام الطبيب باكتشاف التهاب الغشاء المخاطي حول الزرع والتهاب حوائط الزرع مبكرًا، كانت فرص العلاج الناجح أفضل، لكن الأفضل لا يزال هو الوقاية من المرض في المقام الأول، من خلال نظافة الفم الصحيحة بالإضافة للتنظيف المهني المنتظم لزرعات الأسنان واللثة.
مدونات ذات صلة :
هل تكلفة زراعة الشعر في تركيا مرتفعة؟
هل يمكن زراعة الأسنان بدون جراحة ؟
مميزات وعيوب ابتسامة المشاهير في تركيا
tretinoin 0.5 cream coupon
provigil 100 mg tablet